عاجل
السبت 29 مارس 2025 الموافق 29 رمضان 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ردود فعل غاضبة ومؤيدة..إعلان أوجلان بحل حزب العمال الكردستاني يشعل الجدل

إعلان أوجلان بحل
إعلان أوجلان بحل حزب العمال الكردستاني يشعل الجدل

أعلن عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني والمحتجز في سجن إمرالي منذ عام 1999، دعوة صريحة إلى إلقاء السلاح وحل الحزب، مما أثار عاصفة من ردود الفعل السياسية داخل تركيا وخارجها. هذه الدعوة، التي تعتبر تحولًا دراماتيكيًا في الصراع المسلح الذي دام لأكثر من أربعة عقود وأسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من السلام أو تؤدي إلى انقسامات داخل الحزب.

أوجلان، الذي يعيش في عزلة شبه تامة منذ سنوات، نقل موقفه عبر وفد من "حزب الشعوب للعدالة والديمقراطية" (ديم) المؤيد للأكراد، والذي زاره في سجنه، حيث تلا البيان قائلاً:

"على جميع المجموعات المسلحة إلقاء السلاح، وعلى حزب العمال الكردستاني حل نفسه.. رسالتنا يجب أن تكون السلام."

وقد جاءت هذه الدعوة بعد ثالث زيارة لأوجلان منذ ديسمبر الماضي، في وقت تسعى فيه الحكومة التركية إلى إنهاء الصراع الكردي المسلح وتحقيق استقرار داخلي، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة.

أنقرة: نراقب عن كثب.. والتنفيذ هو الأهم

في أول تعليق رسمي، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، أفكان آلا، إن الحكومة التركية ترى في هذه الدعوة "خطوة إيجابية"، لكنها ستراقب رد فعل حزب العمال الكردستاني قبل الحكم على مدى جديتها.

وأضاف آلا:

"إذا التزم الحزب بإلقاء السلاح وحل نفسه، فسيكون ذلك انتصارًا لتركيا وخطوة نحو تحريرها من قيود الإرهاب.. لكن إذا استمر في العمل المسلح، فنحن عازمون على محاربته بلا هوادة."

تصريحات المسؤول التركي تعكس حالة من الحذر والترقب، خاصة أن الحكومة التركية سبق أن دخلت في مفاوضات سلام مع أوجلان عام 2013، لكنها انهارت بعد عامين، مما أدى إلى تصعيد جديد للصراع المسلح بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني.
 

قسد" ترحب بحذر: السلام في تركيا يجب أن يعني وقف الهجمات علينا

من جانبه، علق مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، على إعلان أوجلان، مؤكدًا أنه يخص حزب العمال الكردستاني فقط ولا علاقة له بالقوات الكردية في سوريا.

لكنه أضاف بحذر:

"إذا تحقق السلام في تركيا، فلا يوجد مبرر لاستمرار الهجمات العسكرية التركية ضدنا في شمال سوريا."

عبدي، الذي يقود القوات المدعومة من الولايات المتحدة والتي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، أشار إلى أن أي اتفاق سلام داخلي يجب أن يشمل أيضًا وقف العمليات العسكرية التركية في سوريا والعراق، حيث تستهدف أنقرة مواقع كردية بشكل متكرر.

إقليم كردستان العراق: فرصة تاريخية ويجب استغلالها

على الصعيد الإقليمي، رحب رئيس إقليم كردستان العراق، نيجرفان بارزاني، بهذه الدعوة، قائلاً في منشور على منصة إكس (تويتر سابقًا):

"نرحب بحرارة برسالة السيد أوجلان الداعية لنزع السلاح وحل حزب العمال الكردستاني، وندعو الحزب إلى الالتزام بها وتنفيذها فورًا."

وأكد بارزاني أن إقليم كردستان مستعد لدعم عملية السلام بشكل كامل، معتبرًا أن إنهاء الصراع المسلح سيساهم في استقرار المنطقة ككل.

هل ينتهي النزاع الكردي-التركي أم تبدأ مرحلة جديدة من الانقسامات؟

مع هذا الإعلان، يطرح المحللون تساؤلات حول مدى التزام حزب العمال الكردستاني بهذه الدعوة، وما إذا كانت جميع أجنحته العسكرية والسياسية ستقبل بها.

فالحزب، الذي تأسس عام 1978، ليس مجرد كيان سياسي وعسكري واحد، بل شبكة واسعة من الفصائل والقيادات التي قد يكون لبعضها مواقف متشددة ضد التخلي عن الكفاح المسلح.

وفي حال استجاب الحزب للدعوة، فقد يشهد العالم أكبر تحول في القضية الكردية خلال العقود الأخيرة، مما قد يعيد رسم الخارطة السياسية والأمنية لتركيا وسوريا والعراق.

لكن إذا رفض الحزب تنفيذ الدعوة، أو انقسمت قيادته بين مؤيد ومعارض لإلقاء السلاح، فقد يشهد الشرق الأوسط موجة جديدة من العنف، وربما حملة عسكرية تركية أكثر شراسة ضد معاقل الحزب في العراق وسوريا.

 

تابع موقع تحيا مصر علي