الفاتيكان يستعد لطقوس معقدة في حالة وفاة البابا فرانسيس

تتسارع الأخبار حول صحة البابا فرانسيس، والتي باتت في حالة حرجة للغاية بعد إدخاله المستشفى في 14 فبراير 2025 بسبب صعوبة في التنفس، تم تشخيصها لاحقًا بالتهاب رئوي.
وفي ظل تدهور حالته الصحية، بدأت وسائل الإعلام الدولية في تسليط الضوء على البروتوكولات المعقدة التي يتبعها الفاتيكان في حال وفاة البابا فرانسيس، بالإضافة إلى العملية التي يتم من خلالها انتخاب خليفته، وهو أمر تتابعه الكنيسة الكاثوليكية عن كثب منذ قرون.
البابا فرانسيس في حالة حرجة
في بيان رسمي صادر عن الفاتيكان، تم تأكيد أن صحة البابا فرانسيس قد تدهورت بشكل كبير، وأنه في حاجة إلى أكسجين إضافي ونقل دم بعد معاناته من "أزمة تنفسية طويلة الأمد" تشبه الربو. هذا التدهور الصحي أثار قلقا في أوساط الكنيسة والعالم، حيث بدأ الحديث عن التقاليد والطقوس التي يتبعها الفاتيكان في حال وفاة البابا فرانسيس، والتي تشمل مجموعة معقدة من الإجراءات التي قد تمتد لعدة أيام.
طقوس الوفاة والتخليد
وفقًا للتقاليد القديمة، فإن عملية تأكيد وفاة البابا فرانسيس تكون من اختصاص الأطباء أولاً، ولكن هناك أيضًا دور رئيسي يؤديه المسؤول الذي يُسمى "Camerlengo" أو "خادم الغرفة".
هذا المسؤول يتولى مهمة الإعلان عن وفاة البابا من خلال مناداته باسمه ومحاولة إيقاظه إذا لم يستجب.
وعند التأكد من الوفاة، يتم تدمير خاتم البابا فرانسيس الذي يستخدمه في توقيع الوثائق الرسمية.
ويُعرف هذا الحدث بفترة الحداد الرسمي التي تستمر لمدة تسعة أيام، حيث يتم تحنيط جثمان البابا وعرضه للجمهور في كاتدرائية القديس بطرس.
كما يُتوقع أن يتوافد الزعماء العالميون وآلاف المؤمنين لتكريمه، مع إقامة صلوات وجنازات يومية في الكنائس حول العالم. وبعد هذه الطقوس، يتم تشييع الجثمان للدفن بعد عدة أيام.
الانتقال إلى مرحلة ما بعد الوفاة
إحدى أهم الخطوات التي تلي وفاة البابا فرانسيس هي عملية انتخاب خليفة له، والتي تُجرى عبر "المجمع" الكنسي.
خلال هذه الفترة، يجتمع كبار الكرادلة في كنيسة سيستين بالفاتيكان ويُحبسون في قاعة مغلقة لإجراء تصويت سري لاختيار البابا فرانسيس الجديد.
عملية التصويت قد تستغرق وقتًا طويلاً، وفي بعض الحالات قد تمتد لأسابيع أو حتى أشهر، حيث يتم التصويت حتى يحصل أحد المرشحين على أغلبية الثلثين.
اختيارات البابا فرانسيس الأخيرة
وكان البابا فرانسيس، الذي وُلد في الأرجنتين قبل 88 عامًا، قد أعلن في عام 2023 عن رغبته في أن يُدفن في كاتدرائية "Santa Maria Maggiore" في روما، بدلًا من سراديب الفاتيكان التي دُفن فيها أكثر من 100 بابا قبله.
كما اختار أن يُحفظ جثمانه في تابوت من الزنك والخشب، مخالفًا بذلك تقليد الباباوات الذين دُفنوا في توابيت حجرية تحت كاتدرائية القديس بطرس.
استعدادات الفاتيكان ومواقف العالم
فيما تظل صحة البابا فرانسيس على المحك، يترقب العالم بحذر ما ستؤول إليه حالته الصحية، في الوقت الذي يستعد فيه الفاتيكان لتطبيق بروتوكولات معقدة تتعلق بالوفاة والخلافة.
تبقى الكنيسة الكاثوليكية في مرحلة انتظار، حيث يسعى العالم المسيحي بأسره إلى التأكد من الاستمرار في تحقيق استقرار المؤسسات الكنسية، وضمان انتقال سلس للسلطة بعد انتهاء ولاية البابا فرانسيس، سواء كان ذلك في وقت قريب أو بعيد.
عامان للاختيار.. تقاليد انتخاب البابا في الفاتيكان
في كل مرة يفرغ الكرسي البابوي، تبدأ عملية معقدة لاختيار خليفة جديد، حيث يتم فرز الأصوات بشكل سري في الفاتيكان.
وبعد ذلك، يتم حرق الأصوات في موقد خاص، ليتصاعد دخان أسود في حال عدم اختيار البابا، ودخان أبيض عند انتخاب البابا الجديد.
عقب الانتخاب، يلقي البابا الجديد خطابًا للجمهور من شرفة كاتدرائية القديس بطرس.
ويستمر البابا في خدمة الكنيسة حتى وفاته، وسط تقاليد صارمة تمنعه من الاستقالة، رغم أن سلفه، البابا بنديكت السادس عشر، استقال في 2013 بسبب تدهور حالته الصحية.
أشهر حوادث التأخير
أشهر حادثة تأخير في انتخاب البابا كانت عام 1268 بعد وفاة البابا الفرنسي "غي فولكس لو غروس".
حيث اجتمع الكرادلة في الفاتيكان لانتخاب خليفة له، وظلوا لمدة عامين دون التوصل إلى قرار، مع استمرارية الدخان الأسود الذي كان يخرج من مدخنة الفاتيكان.
في النهاية، بعد تظاهرات شديدة من الشعب، قام الكرادلة بتحديد موعد قسري لاختيار البابا، ليخرج بعدها الدخان الأبيض معلنًا انتخاب البابا تيوبالدو فيسكونتي.