جنازة حسن نصر الله.. هل تحولها إسرائيل إلى جحيم بطائراتها الحربية؟

مع إعلان حزب الله عن موعد جنازة أمينه العام السابق، حسن نصر الله، يوم الأحد المقبل، تزداد المخاوف من احتمالية استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي. المحلل السياسي الإسرائيلي، آفي أشكنازي، رجح في مقال نشرته صحيفة معاريف أن تلجأ إسرائيل إلى استهداف كوادر الحزب اللبناني أثناء الجنازة عبر غارات جوية، في تكرار لسياسة استهداف المسلحين المشاركين في الجنازات، كما حدث سابقًا في الضفة الغربية.
ما مدى واقعية تنفيذ هجوم إسرائيلي أثناء الجنازة؟
وفقًا للنهج الإسرائيلي الحديث، فإن الجيش الإسرائيلي يعمل على منع أي جنازة من التحول إلى عرض عسكري أو تجمع مسلح، وقد سبق له استهداف مسلحين شاركوا في جنازات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لذلك، يرى مراقبون أن استهداف جنازة نصر الله ليس سيناريو مستبعدًا، خصوصًا أن إسرائيل ترى في اغتياله ضربة قوية لـ حزب الله وتريد منع تحول جنازته إلى حشد تعبوي للحزب.
استعدادات أمنية مكثفة تحسبًا لأي هجوم محتمل
يخشى "حزب الله" من استهداف الجنازة، خاصة في ظل التقارير التي تفيد بأن إسرائيل تتابع تحركات الحزب عن كثب. ويبدو أن الحزب يعزز إجراءاته الأمنية لحماية الجنازة، متخذًا في اعتباره عمليات سابقة نفذتها إسرائيل بعد "تفجيرات البيجر"، والتي استهدفت عناصر بارزة في الحزب اللبناني بعد رصد اتصالاتهم.
ضربات إسرائيلية موجعة.. هل تسعى تل أبيب لإنهاء التهديد الإيراني؟
بحسب المحلل الإسرائيلي، فإن إسرائيل تنظر إلى حزب الله على أنه ذراع إيرانية في المنطقة، وتسعى لمنع أي محاولات إيرانية لإعادة تأهيل الحزب بعد الضربات الأخيرة. وقد أشارت تقارير استخباراتية إلى أن إسرائيل تدخلت، عبر الولايات المتحدة، لمنع إقلاع طائرة ركاب إيرانية من طهران إلى بيروت، بعد ورود معلومات تفيد بأنها تحمل حقائب مليئة بالأموال لدعم "حزب الله".
تشعر الحكومة اللبنانية بالقلق من أن يتحول المشهد إلى تصعيد عسكري جديد في البلاد. ونقل المحلل الإسرائيلي عن مصادر مطلعة أن الحكومة اللبنانية تخشى أن يؤدي تدفق الأموال الإيرانية إلى إشعال توترات إضافية خلال مراسم الجنازة.
إغلاق مطار بيروت أثناء الجنازة.. هل هو إجراء أمني؟
في سياق متصل، أفادت قناة MTV اللبنانية بأن حركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي ستتوقف يوم الأحد من الساعة 12:00 ظهرًا وحتى 4:30 مساءً بالتزامن مع الجنازة. وقد فُسرت هذه الخطوة على أنها إجراء احترازي لتفادي أي تطورات مفاجئة قد تؤثر على حركة الطيران.
أكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أن لبنان يواصل جهوده الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وفرنسا لتحقيق انسحاب إسرائيلي كامل من الجنوب اللبناني، مشددًا على أن "لا أحد يريد الحرب، والدولة ملتزمة بتجنب التصعيد". لكن في ظل التهديدات الإسرائيلية والاضطرابات الإقليمية، يبقى السؤال: هل تمر الجنازة دون تصعيد، أم أن المنطقة على موعد مع مواجهة جديدة؟