عاجل
الخميس 20 مارس 2025 الموافق 20 رمضان 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

اتفاقية مثيرة للجدل بين أوكرانيا وإدارة ترامب: استعمار اقتصادي أم خطوة نحو إعادة الإعمار؟

ترامب وزيلينسكي
ترامب وزيلينسكي

في خطوة غير متوقعة، وصلت إلى مكتب رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلنسكي اتفاقية من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تثير العديد من التساؤلات والمخاوف. 
الاتفاقية، التي تم الكشف عنها عبر تقرير صحيفة "التلجراف"، تتجاوز بكثير مجرد السيطرة على المعادن الحيوية في أوكرانيا، وتطرح احتمالات استعمار اقتصادي قانوني من قبل الولايات المتحدة. 
هذه الوثيقة، التي تسببت في حالة من الذعر والقلق في العاصمة الأوكرانية كييف، تتعلق بشكل أساسي بتشكيل صندوق استثمار مشترك بين واشنطن وكييف يهدف إلى إعادة إعمار البلاد، ولكنها تحمل في طياتها أعباء اقتصادية قد تكون غير قابلة للتحقيق.

محتوى الاتفاقية: استعمار اقتصادي أم تسوية مؤقتة؟

الصحيفة البريطانية "التلجراف" أكدت أن الاتفاقية تمثل ما يشبه استعمارًا اقتصاديًا دائمًا لأوكرانيا، حيث تمنح الولايات المتحدة تأثيرًا أكبر في مفاصل الاقتصاد الأوكراني، لا سيما في القطاع المتعلق بالموارد المعدنية الحيوية. ويبدو أن هذه الاتفاقية ستؤدي إلى اعتماد أوكرانيا بشكل كبير على الولايات المتحدة في العديد من المجالات الاقتصادية، مما يثير قلق البعض من فقدان الاستقلالية الاقتصادية للبلاد.  

أعباء تعويضات ضخمة وعبور صعب للمستقبل

الأمر الأكثر إثارة للجدل في الاتفاقية هو البند الذي يتطلب من أوكرانيا دفع تعويضات ضخمة، وهو ما قد يضع البلاد في موقف اقتصادي صعب للغاية. بعض المحللين يشيرون إلى أن هذه التعويضات ستكون غير قابلة للتحقيق على المدى الطويل، مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي الذي تواجهه أوكرانيا بالفعل بعد سنوات من الصراع والدمار بسبب الحرب المستمرة في الشرق.

القلق في كييف: ردود فعل متباينة

الاتفاقية أثارت حالة من الذعر والاضطراب في كييف، حيث يواجه المسؤولون الأوكرانيون تحديات كبيرة في تقييم تداعيات هذه الاتفاقية على مستقبل البلاد. 
وبالرغم من أن بعض الأوساط السياسية في أوكرانيا قد ترى أن الاتفاق مع الولايات المتحدة قد يوفر فرصًا للاستثمار وإعادة الإعمار، إلا أن هناك قلقًا متزايدًا بشأن استقلالية أوكرانيا الاقتصادية والسياسية. ويخشى العديد من السياسيين والاقتصاديين في البلاد من أن تصبح أوكرانيا تحت تأثير طويل الأمد للولايات المتحدة، مما يقيد قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة في المستقبل.

صندوق الاستثمار: وسيلة لضمان مصالح الولايات المتحدة

إحدى النقاط الرئيسية في الاتفاقية هي تشكيل صندوق استثمار مشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا يهدف إلى ضمان استفادة الأطراف المعادية من عمليات إعادة الإعمار.
وتقوم واشنطن بمراقبة هذه العملية لضمان أن الأعداء المحتملين لا يحصلون على أي منافع من المساعدات والإعانات الدولية المخصصة لإعادة إعمار البلاد. 
وهذا البند قد يكون له تأثيرات كبيرة على كيفية توجيه الأموال في عملية إعادة الإعمار، حيث ستتولى الولايات المتحدة إشرافًا كاملاً على هذه الموارد.

خطوة نحو بناء أوكرانيا


بينما يرى البعض أن الاتفاقية قد تكون خطوة نحو إعادة بناء أوكرانيا من خلال دعم الولايات المتحدة، يعتقد آخرون أنها قد تضع البلاد تحت سيطرة اقتصادية دائمة. 
وفي الوقت الذي تستمر فيه كييف في التعامل مع الآثار الاقتصادية والإنسانية للحرب، يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه الاتفاقية على مستقبل البلاد وسبل تعزيز استقلالها في المستقبل.

تابع موقع تحيا مصر علي