ردا على ترامب .. غزة مش ملك أهلك>> القضاء المغربي يلاحق رئيس الحكومة السابق بعد تصريحاته

في أحدث التطورات السياسية في المغرب، أثارت تصريحات عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية. 
التصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة السابق حول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم قد تضعه في مواجهة قانونية مع القضاء المغربي، إذ ألمح وزير العدل عبد اللطيف وهبي إلى إمكانية متابعة بن كيران بتهمة إهانة رئيس دولة أجنبية.

تصريحات بن كيران تشعل الجدل

خلال مداخلته في مهرجان خطابي بمدينة بنسليمان، وصف رئيس الحكومة السابق خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين بأنها تمثل "قانون الغاب"، مؤكدًا أن غزة ليست ملكًا له أو لعائلته كي يقرر مصير أهلها. 
كما انتقد الرئيس الأمريكي قائلاً: "ذلك الرجل في واشنطن، مرة يقول إنه سيأخذ كندا، وتارة يهدد بأخذ بنما أو غرينلاند، ومرة يقول إنه سيأخذ غزة". 
وفي تصريحات أخرى، وصف رئيس الحكومة السابق ترامب بـ"المغرور" معتبرًا أنه يستخدم قوته وأمواله وهيمنته لتحطيم البنية القانونية والجيوسياسية للعالم.

هل يعاقب بن كيران؟

تصريحات رئيس الحكومة السابق أثارت ردود فعل قوية، خاصة من وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي. في رده على مداخلات أعضاء لجنة العدل والتشريع في مجلس النواب، ألمح وزير العدل إلى أن المتابعة الجنائية في المغرب يمكن أن تشمل أي شخص يهين أو يمس برئيس دولة أجنبية. 
وتساءل إذا كان ينبغي على النيابة العامة متابعة بن كيران بسبب مسه برئيس دولة أجنبية، ورغم أن وهبي لم يدخل في تفاصيل، إلا أن تصريحاته أثارت تساؤلات حول ما إذا كان سيتم اتخاذ خطوات قانونية ضد بن كيران.

المغرب تجرم إهانة الرؤساء الأجانب

القانون المغربي يعاقب على المس بشخص وكرامة رؤساء الدول الأجنبية، بالإضافة إلى عقوبات مالية تصل إلى 300 ألف درهم لكل من أساء إلى رؤساء الدول والحكومات الأجنبية، فضلا عن السجن في حال إهانة المسؤولين الأجانب، ما يزيد من احتمالات مواجهة بن كيران لتبعات قانونية.

تفاعلات واسعة وتكهنات قانونية

تصريحات وزير العدل المغربي لاقت تفاعلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية المغربية، حيث اعتبر البعض أن وهبي "مهووس بالمتابعات القانونية". 
كما أشاروا إلى أن هذه الحادثة تأتي في وقت حساس تزامن مع رفع وزير العدل دعاوى قضائية ضد صحافيين مغاربة. 
التفاعلات بين مختلف الأطراف السياسية في المغرب تعكس الانقسام الواضح حول كيفية التعامل مع تصريحات الشخصيات السياسية والإعلامية، خاصة عندما تتعلق بإهانة رؤساء دول أجنبية.

ماذا يعني هذا الموقف لسياسة المغرب؟

من الواضح أن الموقف المغربي حيال تصريحات بن كيران يسلط الضوء على التوترات المستمرة بين الحكومة المغربية وبعض الشخصيات السياسية المعارضة. 
وبالرغم من أن بن كيران لم يتوانَ عن انتقاد سياسات ترامب، إلا أن تطورات القضية قد تثير تساؤلات حول حرية التعبير في المغرب وحدودها. 

العدل المغربي يحذر من المساس برؤساء الدول الأجنبية 

ففي الوقت الذي يحذر فيه وزير العدل من المساس بمكانة رؤساء الدول الأجنبية، يبقى السؤال قائماً: هل سيواجه بن كيران عقوبات قانونية جراء تصريحاته، أم أن الأمر سيظل مجرد جدل سياسي داخل البلاد؟

رغم أن تصريحات عبد الإله بن كيران لاقت إعجاب البعض ورفض البعض الآخر، فإن الحديث عن إمكانية متابعته قضائيًا يعكس التوتر السياسي الدائر في المغرب حاليًا. وفي ظل قانون يجرم المساس برؤساء الدول الأجنبية، تظل التوقعات حول مصير هذه القضية مفتوحة على جميع الاحتمالات.