عبر العريش.. تركيا تستأنف مساعداتها الإنسانية إلى غزة بجهود مشتركة مع مصر وقطر

في خطوة هامة نحو دعم غزة، استأنفت تركيا نشاطاتها الإنسانية بعد 42 يومًا من وقف إطلاق النار نتيجة للجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلتها كل من مصر وقطر. 

وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من التزام تركيا الدائم بتقديم الدعم للفلسطينيين في قطاع غزة، عبر إرسال شحنات مساعدات كبيرة، بالتعاون مع مصر التي لعبت دورًا رئيسيًا في تسهيل مرور هذه المساعدات.

وفد تركي في القاهرة للتنسيق مع السلطات المصرية 

وصل وفد تركي مكون من عشرة أعضاء من رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) والهلال الأحمر التركي إلى القاهرة مؤخرًا. 

وكان الهدف من الزيارة عقد اجتماعات تنسيقية مع الهلال الأحمر المصري، بالإضافة إلى التباحث مع السفير التركي في القاهرة، صالح موطلو شن، حول كيفية تسريع وتنظيم إرسال المساعدات إلى غزة. 

الوفد التركي أجرى مشاورات مكثفة مع السلطات المصرية في شمال سيناء، خاصة فيما يتعلق بمعبر رفح الذي أصبح نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية.

اتفاقيات التعاون بين تركيا ومصر

في إطار الاتفاق الذي أُبرم بين الأطراف المعنية، وصلت اليوم الأربعاء السفينة الأولى "البحر المتوسط" المحملة بـ 835 طنًا من المساعدات الإنسانية إلى ميناء العريش في مصر، في خطوة مهمة لتعزيز الجهود الإنسانية في غزة. 

ومن المتوقع أن تصل السفينة الثانية "أمير جوي" بحلول يوم الأحد المقبل، محملة بمزيد من المساعدات التي تساهم في تلبية احتياجات الفلسطينيين في القطاع.

وصول السفينة الأولى إلى ميناء العريش 

وصلت سفينة المساعدات التركية "البحر المتوسط" إلى ميناء العريش في مصر، حيث كان في استقبالها السفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن، بالإضافة إلى مسؤولي الميناء ونائب مدير إدارة الكوارث والطوارئ التركية، ومسؤولي الهلال الأحمر المصري. 

شحنة السفينة تحتوي على أكثر من 10 آلاف خيمة يحتاجها الفلسطينيون في غزة بشكل عاجل، فضلاً عن مواد إنسانية أخرى مثل دورات المياه المتنقلة، التي تعد ضرورية للغاية في ظل الوضع الصعب الذي يعاني منه القطاع بعد تدمير نحو 80% من المنازل.

600 شاحنة مساعدات يوميًا عبر معبر رفح 

تستمر الجهود الإنسانية التركية بالتنسيق مع مصر وقطر، حيث تقرر مرور حوالي 600 شاحنة مساعدات يوميًا عبر معبر رفح، ما يمثل إشارة قوية على التزام الدول الثلاث بتخفيف معاناة سكان غزة. 

مع فتح المعبر، يمكن نقل الإمدادات بشكل أسرع وأكثر كفاءة، ما يتيح وصول المساعدات إلى الفلسطينيين الذين يعانون من الأزمة الإنسانية العميقة في ظل الأوضاع الراهنة.

التعاون المصري التركي لإيصال المساعدات

عبر التنسيق مع مصر وقطر، تساهم تركيا في تقديم مساعدات حيوية تشمل الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية للمنازل التي دُمرت خلال النزاع.

وأعرب السفير التركي صالح موطلو شن عن تقديره للتعاون المثمر بين تركيا ومصر في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. 

وأكد أن جهود المساعدات التركية، بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري، ستستمر في تكثيف إرسال المساعدات عبر ميناء العريش، معتبراً أن المعبر البري رفح هو القناة الرئيسية لإيصال هذه المساعدات إلى غزة. وأضاف السفير أنه مع فتح معبر رفح بشكل كامل، سيتمكنون من إرسال مزيد من المرضى الجرحى إلى تركيا للعلاج، بعد أن أصبحت هناك حاجة ملحة لمساعدات طبية.

مساعدات مستمرة وأمل في تحسن الوضع 

وأشار السفير التركي إلى أن تركيا قد أرسلت بالفعل 14 سفينة مساعدات إلى غزة، ومن المقرر أن تصل السفينة الخامسة عشر "أمير جوي" إلى ميناء العريش في الأيام المقبلة، محملة بحوالي 2000 طن من الإمدادات الضرورية. 

وأكد أن تركيا، بالتعاون مع مصر، ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية بشكل مستمر عبر ميناء العريش، معبرًا عن أمله في أن يتمكن الفلسطينيون من استعادة حياتهم بشكل تدريجي في ظل الظروف الحالية.

في الختام، شدد السفير التركي على التزام بلاده المستمر بتقديم الدعم الكامل لغزة، قائلاً: "لن نترك أشقاءنا في غزة وحدهم".