في خطوة مثيرة للجدل بعد معارضته.. ترامب يوقف 60 من كبار مسؤولي USAID

في خطوة مفاجئة، منحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجازة إدارية لعشرات من كبار المسؤولين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وهي خطوة وصفت بأنها رد على معارضة سياسة ترامب الداخلية.
القرار جاء بعد رصد حكومة ترامب لعدة محاولات "للتلاعب" بإجراءات معينة داخل الوكالة، مما أثار تساؤلات حول تأثير ذلك على سياسة المساعدات الخارجية الأمريكية.
إجازات إدارية بسبب "التحايل" على أوامر الرئيس:
في رسالة إلكترونية أرسلها القائم بأعمال مدير الوكالة، جيسون جراي، إلى موظفي الوكالة، أوضح أن إدارة ترامب لاحظت عدة إجراءات داخل الوكالة التي يبدو أنها تهدف إلى التحايل على أمر تنفيذي أصدره الرئيس ترمب.
وأوضح جراي أن هذا التحايل أدى إلى اتخاذ قرار وضع عدد من الموظفين في إجازة بأجر كامل حتى إشعار آخر.
وحسب تقارير صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن هذه الخطوة شملت حوالي 60 مسؤولًا بارزًا، بينهم مسؤولون في البرامج الصحية العالمية، وهي واحدة من أكبر برامج الوكالة.
الوكالة الأميركية للتنمية الدولية: دورها وأهمية ميزانيتها:
الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) هي إحدى الوكالات الحكومية التي تلعب دورًا حيويًا في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية حول العالم.
تبلغ ميزانيتها السنوية 22.6 مليار دولار، ويشمل عملها تقديم الإغاثة في حالات الكوارث، والمساعدات للاجئين، ومكافحة الفقر.
ومن خلال هذه الأنشطة، تعزز الوكالة صورة الولايات المتحدة الدولية وتساهم في تحقيق استقرار سياسي يخدم المصالح الأمنية الأميركية.
الضغط السياسي وتوجهات ترامب الاقتصادية:
تأتي هذه الإجراءات في وقت يسعى فيه الرئيس ترامب وحلفاؤه إلى تقليص الإنفاق الفيدرالي على برامج المساعدات الخارجية.
حيث يرى الكثير من المحافظين أن هذه المساعدات غير فعالة، وهو ما يتناقض مع سياسة ترامب التي تركز على "أمريكا أولاً".
وتشير التقارير إلى أن هذه التحركات جزء من خطة ترمب لضمان تنفيذ أوامره، بما في ذلك تجميد معظم المساعدات الخارجية، باستثناء المساعدات العسكرية الطارئة إلى دول مثل إسرائيل ومصر.
مراجعة شاملة للمساعدات الخارجية:
في خطوة إضافية، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن الرئيس ترامب يجري مراجعة شاملة لجميع برامج المساعدات الخارجية لضمان توافقها مع السياسة الخارجية الأمريكية.
وأوضحت أن القرار يشمل تجميد تمويلات المساعدات الخارجية الجديدة، ما يشير إلى استراتيجية ترمب لتقليص دور الحكومة الأميركية في دعم برامج خارجية.
ومن هنا تثير الخطوات الأخيرة التي اتخذتها إدارة ترامب العديد من التساؤلات حول مستقبل السياسة الأمريكية في مجال المساعدات الخارجية.
في الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى تقليص الإنفاق الفيدرالي وتوجيهه نحو أولويات داخلية، يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه السياسات على سمعة الولايات المتحدة الدولية وعلاقاتها مع الحلفاء والدول النامية.