الغريب طلع شهم عن القريب.. قصة نرمين وأطفالها مع ظلم الأهل
تجلس نرمين أمام محكمة الأسرة بالكيت كات، تحمل على وجهها ملامح الحزن والأسى التي اختزلت سنوات من المعاناة. تبلغ من العمر 39 عامًا، أم لثلاثة أطفال: بنتين وولد، فقدت زوجها في ظروف غامضة تركتها وحيدة تواجه الحياة. بدأت قصتها عندما اختار زوجها مغادرة الصعيد والعيش في القاهرة بعد خلافات مع والده حول اختياره لها زوجة، قرار كان له عواقب وخيمة على حياتهم.
تقول نرمين: "زوجي توفي بعد إصابته بمرض خطير، كان يعمل في أعمال حرة، ولم يترك لنا شيئًا يعيننا على الحياة. عندما توفي، كنت أظن أن أعمام بناتي سيقفون إلى جوارنا، لكنهم خيبوا ظني".
طلب الميراث
وتتابع بحسرة: "عندما طلبت منهم نصيب زوجي من الميراث، أخبروني أن والده لم يسجل شيئًا باسمه قبل وفاته. قالوا لي: (سنمنحك المال كهبة وصدقة). في البداية أعطوني مبلغًا بسيطًا، لكنه سرعان ما توقف، وعندما حاولت التواصل معهم، حظروني تمامًا".
تتذكر نرمين كلمات زوجها قبل وفاته، والتي لا تزال عالقة في ذهنها: "قال لي إنهم لن يعطوني شيئًا أبدًا، وإن هذا كان سبب مرضه وحسرته. كان يخاف على بناته وما ينتظرهم من زمن قاسٍ".
طرد من الشقة
مع مرور الأيام، تضاعفت معاناة نرمين. "لم أكن أملك ما يكفي لتربية أطفالي. طُردنا من الشقة، واضطررت إلى النوم مع أطفالي على الأرض. جارتي نصحتني بالزواج من رجل كبير في السن، يعيش وحده، يستطيع أن يوفر لنا سقفًا نحتمي تحته. لم يكن لدي خيار آخر، فوافقت".
رغم زواجها الثاني، لم تتوقف التحديات. "زوجي الجديد رجل طيب، لكنه لم يكن قادرًا على تحمل كافة المصاريف. كنت أعمل بجانبه، لكن دخلنا لم يكن يكفي لتلبية احتياجات ثلاثة أطفال من مأكل وملبس ودروس ومدارس".
تضيف نرمين: "قررت رفع قضية نفقة على أعمام بناتي، أطالبهم بتحمل مسؤوليتهم تجاه أبناء أخيهم. حتى لو كان مبلغًا صغيرًا، فهو حقهم".
تشعر نرمين بالقلق من عواقب هذه الخطوة، وتقول: "أخاف أن يهددوني بأخذ الأطفال مني بحجة أنني تزوجت. لكن كيف يرضون أن يعيش أبناء أخيهم في بيت رجل غريب، بينما هم يتنصلون من مسؤولياتهم؟".
تختتم نرمين حديثها بغصة: "كانوا يدّعون التمسك بأخلاق الصعيد، لكن الحقيقة أنهم تركونا نواجه الحياة وحدنا. الغريب طلع شهم عن القريب".