عاجل
الخميس 16 يناير 2025 الموافق 16 رجب 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

فرج لتحيا مصر: إيقاف العناصر الإرهابية في الأراضي السورية خطوة مهمة لكنها ليست كافية

الخبير الاستراتيجي
الخبير الاستراتيجي سمير فرج

في خطوة مفاجئة، ومن الأراضي السورية أعلن عن توقيف السلطات فى دمشق للإرهابي أحمد المنصور، الذي كان قد أطلق تهديدات ضد القاهرة، إضافة إلى منع شريكه محمود فتحي من دخول سوريا مجددًا. 

هذه التطورات أثارت تساؤلات عديدة حول مغزى رد الفعل السوري، وأثارت احتمالات بأن تكون هذه الخطوات بمثابة إشارات إيجابية نحو تحسين العلاقات بين دمشق والقاهرة.

 

تهديدات إرهابية ورفضها السوري

كان أحمد المنصور قد ظهر في فيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي وهو يهدد الأمن المصري، معلنًا عن تأسيس تنظيم إرهابي يهدف إلى تقويض النظام في القاهرة، هذه التصريحات أثارت غضبًا واسعًا في مصر، خاصة أنها صدرت من الأراضي السورية.

 وفي خطوة غير متوقعة، تحركت السلطات فى سوريا بسرعة لملاحقة المنصور حيث تم توقيفه في وقت لاحق، كما تم منع شريكه محمود فتحي، الذي كان متورطًا في نفس القضايا، من دخول دمشق مجددًا. 

رسائل تطمين من دمشق

وفي هذا الصدد، قال اللواء سمير فرج الخبير الإستراتيجي فى تصريح خاص لموقع تحيا مصر، إن هذه التحركات تشير إلى أن دمشق تبعث رسالة تطمينية إلى مصر من الأراضي السورية، تأكيدًا على نواياها الطيبة ورغبتها في عدم السماح باستخدام أراضيها لتهديد الأمن المصري، وقد يكون هذا ردًا على القلق الذي أثارته تهديدات المنصور، والذي كان يمكن أن يعكر صفو العلاقات بين البلدين. 

وأضاف: "ما يحدث الآن هو رسالة تطمين، حيث تعبر سوريا عن نواياها الطيبة تجاه مصر، وأنها ليست طرفًا في أي نزاع بين المصريين".

إجراءات قانونية: اختبار النوايا السوري

من جانبه، أشار الخبير الأمني، إلى أن إيقاف المنصور في الأراضي السورية يعد خطوة مهمة، لكنها ليست كافية في حد ذاتها لتأكيد نوايا سوريا الصادقة تجاه مصر. 

وقال الخبير: "التهديدات التي أطلقها المنصور من  سوريا تتطلب من دمشق اتخاذ إجراءات قانونية واضحة، بحيث يتم محاكمة المنصور وفقًا للقوانين السورية، مع توضيح ما إذا كانت هذه الإجراءات ستشمل أيضًا محاكمة شركائه في التنظيم الإرهابي". 

وأضاف فرج، "هذه الخطوات ستكون بمثابة اختبار حقيقي لصدق النوايا السورية، وشفافية الإجراءات المتخذة".

قال الخبير الاستراتيجي، إن الفترة القادمة ستشهد تطورات هامة في العلاقات بين مصر وسوريا، مشيرًا إلى أن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها دمشق، مثل القبض على بعض الأفراد الذين يهاجمون مصر، تعتبر بمثابة رسائل إيجابية تهدف إلى إبراز حسن النوايا السورية تجاه مصر.

وأوضح فرج، أن سوريا إذا كانت قد تركت هؤلاء المعارضين دون محاسبة، كان يمكن أن يُفهم ذلك على أنه موقف عدائي تجاه مصر، لكن ما يحدث الآن يشير إلى أن دمشق تسعى لتوضيح موقفها بأنها لا ترغب في أن تكون منصة للهجوم على مصر. 

 

توقعات مستقبلية للعلاقات المصرية السورية

وأكد فرج أن العلاقات بين مصر ودمشق في الفترة القادمة ستعتمد على تطورات عدة، ومن بينها كيف ستتعامل سوريا مع قضايا المنطقة، خاصة مع إسرائيل والعالم العربي. 

وقال: "نحن ننتظر رؤية ما ستفعله سوريا في المرحلة المقبلة، وكيف ستتعامل مع القضايا الإقليمية والعلاقات مع الدول العربية".

وأشار إلى أن مصر تراقب عن كثب المواقف المستقبلية للحكومة السورية، مثل كيفية تعاملها مع قضايا حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة، بعد حالات مشابهة في دول أخرى مثل أفغانستان، حيث كانت هناك تراجعات في الحقوق المدنية.

وفى النهاية، العلاقات المصرية السورية ستظل في مرحلة المراقبة والتقييم، حيث ينتظر الجميع رؤية كيف ستتصرف سوريا في القضايا الكبرى على الساحة الإقليمية والدولية ومع هذه التطورات، يظل السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت سوريا ستتمكن من التخلص من الشواغل الأمنية التي تثيرها تهديدات إرهابيين في أراضيها، وما إذا كانت هذه الخطوات ستسهم في تقوية العلاقات مع مصر في المستقبل. 

تابع موقع تحيا مصر علي