عاجل
الأربعاء 15 يناير 2025 الموافق 15 رجب 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

إيران ترفض التفاوض مع أمريكا: "من جرب المجرب حلت به الندامة"

القيادي الإيراني
القيادي الإيراني مهدي فضائلي

في خطوة تصعيدية جديدةضد أمريكا، نفى القيادي الإيراني البارز مهدي فضائلي، أحد أبرز أعضاء مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، أي نية للتفاوض مع  أمريكا  فى الوقت الراهن. 
وفي مقال نشرته صحيفة "همشهري" الإيرانية، أكد فضائلي أن "من جرب المجرب حلت به الندامة"، مشيرًا إلى أن إيران لن تدخل في مفاوضات مع أمريكا إلا إذا كانت الظروف ملائمة بشكل كامل لمصلحة البلاد.

رفض التفاوض: المصلحة الوطنية أولًا

فضائلي، الذي ينتمي إلى المعسكر الرافض للتفاوض مع أميركا، أضاف في مقاله أن "حينما نصل إلى ظروف تكون فيها المفاوضات في مصلحة وطننا، لن يعارضها أي شخص عاقل ومخلص". 

لكنه شدد على أن الوضع الحالي لا يستدعي التفاوض مع واشنطن، موضحًا أن أي محادثات مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن لن تعود بالفائدة على إيران.

مؤيدو التفاوض يرون فيه حلاً للاقتصاد

وأشار فضائلي، إلى أن مؤيدي التفاوض مع أميركا يستندون إلى مبررات اقتصادية، حيث يرون أن الحوار مع واشنطن قد يساعد في حل المشكلات الاقتصادية التي تواجهها إيران، بالإضافة إلى تخفيف الضغوط الدولية المفروضة عليها. 

ورغم هذه الحجج، فإن فضائلي يصر على أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يؤدي إلى حل مشاكل البلاد، بل سيزيد من تعقيدها.

المعارضة: التفاوض يزيد الأضرار

من جهة أخرى، اعتبر المعارضون للتفاوض أن الحوار مع أميركا قد يؤدي إلى أضرار إضافية، وأن المصالح الوطنية الإيرانية لا تتحقق إلا من خلال الابتعاد عن المفاوضات والتمسك بسياسات ثابتة.

المعسكران: خلافات جوهرية

وأشار فضائلي إلى أن الخلاف بين مؤيدي ومعارضي التفاوض هو خلاف جوهري وأساسي، حيث يعتقد كل طرف أن الطريق الذي يتبعه هو الطريق الأمثل لتحقيق مصالح إيران الوطنية.

تاريخ التفاوض مع أميركا: موضوع دائم على الطاولة

يعد التفاوض مع الولايات المتحدة أحد المواضيع الأكثر تداولًا في السياسة الخارجية الإيرانية منذ عقود، حيث يعود إلى الواجهة بين الحين والآخر، خاصة مع الأخبار المتداولة عن إعطاء المرشد الإيراني الضوء الأخضر لحكومة الرئيس مسعود بزشكيان للتفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ومع ذلك، لا يبدو أن هناك أي تقدم في هذا الاتجاه في الوقت الراهن.

مواجهة الظلم أهون من الرضوخ له

وقال فضائلي إن "عدم ممارسة الظلم والرضوخ له" هو مبدأ تتفق عليه جميع الأنظمة المستقلة، وبالتالي لا يمكن لإيران التعامل مع نظام "يعتمد الظلم والتكبر في سلوكه

تجارب التفاوض السابقة: "الندامة من التجربة"

واستعرض فضائلي تجارب إيران السابقة في التفاوض مع أميركا، مشيرًا إلى حادثة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية بطهران وكذلك المفاوضات النووية، مؤكدًا أن هذه التجارب عززت من عدم الثقة في الولايات المتحدة. 

وأضاف أن جميع تلك المفاوضات لم تسفر عن نتائج إيجابية، بل كانت ضارة في بعض الأحيان، مستشهدًا ببيت شعر الشاعر حافظ الشيرازي: "من جرب المجرب.. حلت به الندامة".

الهيمنة الأميركية وتراجع قوتها

وفي تحليله للأوضاع الحالية، أشار فضائلي إلى أن بعض مؤيدي التفاوض مع أميركا يشعرون بـ"الرعب" من الهيمنة الأميركية، ويعتقدون أن الولايات المتحدة ما زالت قوة عظمى قادرة على فرض إرادتها. ولكنه شدد على أن "أميركا اليوم ليست كما كانت في القرن العشرين"، وأن تراجع قوتها أصبح أمرًا متفقًا عليه عالميًا.

الولايات المتحدة وعلاقاتها الدولية

كما استدل فضائلي بأوضاع بعض الدول التي تربطها علاقات وثيقة بالولايات المتحدة، ولكنها لا تزال تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية. 

وأكد أن قرب هذه الدول من أميركا لم يساهم في حل أزماتها، مما يعزز موقفه الرافض لأي تفاوض مع واشنطن.

الوضع الحالي في سوريا وتأثيره على المفاوضات

وفي ضوء الوضع الحالي في المنطقة، أشار فضائلي إلى أن الولايات المتحدة، بعد ما حدث في سوريا والقضايا الإقليمية الأخرى، ترى نفسها في موقف قوة، خاصة مع عودة ترامب إلى السلطة. واعتبر أن التفاوض مع أميركا في هذه الظروف سيعزز فكرة التفوق الأميركي ويضر بمصالح إيران.

المفاوضات ليست الحل: "مواجهة أميركا أقل ضررًا"

أكد فضائلي أن "مواجهة أميركا قد تكون مكلفة، لكنها أقل ضررًا من التفاوض معها"، محذرًا من أن أي حوار مع أميركا بعد 46 عامًا من الصمود سيعني خسارة كل ما حققته إيران. وأضاف: "حينما نصل إلى ظروف تكون فيها المفاوضات في مصلحة وطننا، لن يعارضها أي شخص عاقل ومخلص، أما الآن، فلا نرى أي فائدة منها

تابع موقع تحيا مصر علي