الرئيس اللبناني الجديد.. التحديات الكبرى في تشكيل الحكومة وترسيم الحدود وتعزيز المؤسسات الأمنية أبرز التحديات

تولي الرئيس اللبناني الجديد  جوزيف عون، مهامه في فترة دقيقة ومعقدة، حيث يواجه العديد من التحديات التي تتطلب استراتيجيات طموحة وإصلاحات شاملة. فبعد سنوات من الفراغ الرئاسي والأزمات السياسية والاقتصادية، تقع على عاتق جوزيف عون مسؤولية كبيرة في تحقيق الاستقرار السياسي، إعادة بناء المؤسسات، وتعزيز الأمن الداخلي. 

كما أنه يواجه تحديات إقليمية ودولية تتطلب دبلوماسية حكيمة في التعامل مع ملفات حساسة، مثل ترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا. 

أبرز التحديات التي ستحدد مسار فترة رئاسة الرئيس اللبناني الجديد: 

تشكيل حكومة جديدة لوضع برنامج إصلاحي شامل

من أبرز التحديات التي سيواجهها الرئيس اللبناني الجديد هو تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ برنامج إصلاحي شامل، وذلك بعد سنوات من الجمود السياسي والانقسامات الحادة، حيث يحتاج لبنان إلى حكومة تعمل على استعادة ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي. 

الحكومة الجديدة ستتولى مسؤولية تطبيق إصلاحات اقتصادية عاجلة تهدف إلى معالجة الأزمة المالية التي يواجهها البلد، كما يتطلب الوضع الاقتصادي اتخاذ قرارات حاسمة بشأن إعادة هيكلة القطاع المالي والضريبي، ومكافحة الفساد الذي استشرى في مختلف المؤسسات.

التحدي الأكبر هنا يكمن في تشكيل حكومة توافقية بين مختلف القوى السياسية، خاصة في ظل التوترات الطائفية والسياسية التي تعيق التفاهم بين الأطراف. 
على الرئيس الجديد أن يعمل على تحقيق توازن بين هذه القوى لضمان استقرار الحكومة وتمكنها من تنفيذ الإصلاحات التي يحتاجها لبنان.

تثبيت عملية ترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا

من التحديات البارزة التي تنتظر أيضًا الرئيس اللبناني الجديد، هي عملية ترسيم الحدود مع كل من إسرائيل و سوريا، ذلك في إطار الصراع المستمر مع إسرائيل، يعد ترسيم الحدود البحرية والبرية من القضايا الحساسة التي تؤثر على الأمن الوطني اللبناني. 

وفي السنوات الأخيرة، شهد لبنان تحركات دبلوماسية لتحسين علاقاته مع دول الجوار، خاصة في ملف الحدود البحرية التي تضم موارد غازية مهمة.

خبير عراقى لـ «تحيا مصر»: حل الأزمة السورية يبدأ بالتعاون والشرق الأوسط يبحث عن استقرار

خبير عراقى لـ«تحيا مصر»: الحكومة العراقية تهدف لتحقيق السيادة الاقتصادية

على الرئيس اللبناني الجديد أن يواصل جهود التفاوض مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، مستفيدًا من الدعم الدولي، خاصة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، للوصول إلى اتفاق نهائي يحفظ حقوق لبنان في ثرواته الطبيعية.

أما بالنسبة لملف ترسيم الحدود مع سوريا، فإن العلاقات بين البلدين تشهد تعقيدات تاريخية وسياسية، خاصة بعد النزاع السوري الطويل، في ظل هذه التوترات، سيكون من الضروري على الرئيس الجديد التفاوض مع دمشق بشأن الحدود البرية، مع مراعاة التحديات الإقليمية والدولية.

بناء مؤسسات الدولة وتعزيز قدرات الجيش والأجهزة الأمنية

يشهد لبنان أزمة عميقة في مؤسسات الدولة التي تدهورت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، مما أثر على فعالية عمل الحكومة والقطاعات الخدمية. 
أحد التحديات الكبرى أمام جوزيف عون هو إعادة بناء المؤسسات وتعزيز قدرة الحكومة على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

كما تحتاج المؤسسات العامة إلى إصلاحات هيكلية لضمان فاعليتها، ويجب على الرئيس الجديد أن يبدأ بتطوير السياسات التي تضمن استقلالية القضاء، وتحديث الإدارة العامة، وتحسين جودة الخدمات.

علاوة على ذلك، يواجه الرئيس عون تحدي تعزيز قدرات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية لمواجهة التهديدات الأمنية الداخلية والخارجية. 
يواجه لبنان تحديات من الجماعات الإرهابية مثل داعش و القاعدة في بعض المناطق الحدودية، بالإضافة إلى التوترات مع الجماعات المسلحة في الجنوب. 
تعزيز الجيش والأجهزة الأمنية، وتوفير الدعم اللوجستي والتدريب، سيظل أمرًا بالغ الأهمية لضمان استقرار لبنان وحمايته من أي تهديدات.

التحديات الاجتماعية والسياسية الداخلية

عانت المنظومة السياسية اللبنانية من انقسامات حادة بين القوى السياسية، التي غالبًا ما كانت تتنافس على السلطة تحت تأثير الانقسامات الطائفية. 
وعليه سيواجه الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون،  تحديًا كبيرًا في محاولة إصلاح النظام السياسي وتعزيز التوافق الوطني بين الطوائف السياسية المختلفة، وستكون هناك حاجة لإجراء حوار شامل بين جميع القوى السياسية، والعمل على تجنب أي تصعيد طائفي أو عرقي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات.

وأخيرا وليس آخرًا، الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون أمام مرحلة مليئة بالتحديات، تتطلب منه قيادة حكيمة وقرارات استراتيجية لإعادة بناء لبنان على الصعيدين الداخلي والإقليمي، من خلال تشكيل حكومة إصلاحية، وفرض سياسات اقتصادية ناجحة، وتعزيز الأمن الوطني، الذي سيمكن للبنان أن يتجاوز أزماته الحالية ويبدأ مرحلة جديدة من الاستقرار والنمو، ونجاح عون في مواجهة هذه التحديات سيكون له تأثير كبير ليس فقط على لبنان، بل على استقرار المنطقة بأسرها.
فهل سيكون لبنان نقطة التحول والاستقرار فى المنطقة التي تعج بالتوترات..؟