«لوس أنجلوس المدينة التي سويت بالأرض».. كم بلغ حجم خسائر أمريكا جراء حرائق الغابات؟
ADVERTISEMENT
أحياء تم محوها بالكامل مباني ومعالم تاريخية سويت بالأرض، أما عن الخسائر فهي تقدر بمليارات الدولارات وقد تتزايد، هذا هو حال مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى جحيم على الأرض وكأن بركان خامد انفجر تحت المدينة والتهم كل شئ، أو غزة صغيرة ولدت في قلب الولايات المتحدة!!!
12 ألف مبنى التهمته النيران
بالحديث عن حجم الخسائر التي سيتكبدها الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة المقبلة جراء حرائق الغابات التي عايشتها مدينة لوس أنجلوس، كشفت وكالة أسوشيتد برس في تقرير لها عن حجم الفاتورة وأن كانت كما أشارت متباينة وليس ثابتة وقد يتم تحديثها خلال الفترة المقبلة، لكن حتى الآن ووفق التقرير الذي نشرته الوكالة والذي اطلعنا على تفاصيله أشارت إلى أن، هناك ستة عشر فريقًا يقوم بفحص الأضرار من الأرض وستحدد بشكل قاطع عدد المباني المدمرة قبل الوصول إلى إحصاء نهائي، والذي لن يشمل المركبات.
وأوضحت أن المسؤولون قدموا حصيلة أولية ان عدد المباني التي تم تدميرها بلغ 12 ألف مبنى، لكن العدد النهائي قد يكون أقل من التقدير الذي قدموا.
الحريق الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة
أما صحيفة "واشنطن بوست" أشارت إلى أن حرائق الغابات في لوس أنجلوس تم تصنيفها على أنها الحريق الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة يتوقع المحللون خسائر اقتصادية إجمالية تتراوح بين 50 مليار دولار و150 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها، أن جيمي بولار، المحلل في جي بي مورجان، كتب في مذكرة بحثية أن الخسائر المؤمن عليها لحرائق لوس أنجلوس قد تتجاوز 20 مليار دولار. وقدر بولار الخسائر الاقتصادية الإجمالية بنحو 50 مليار دولار، في حين حدد موقع أكيو ويذر نطاقًا يتراوح بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار. وأشار المحللان إلى أن التوقعات مدفوعة بحرائق الغابات التي اجتاحت بعض أغلى أحياء البلاد - بما في ذلك باسيفيك باليساديس وماليبو - حيث يتجاوز متوسط سعر المساكن 3 ملايين دولار.
وقال كبير خبراء الأرصاد الجوية في أكيو ويذر جوناثان بورتر: “لقد خلقت هذه الحرائق السريعة التي تحركها الرياح واحدة من أكثر كوارث حرائق الغابات تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث..أرسلت الرياح القوية التي تشبه الأعاصير ألسنة اللهب عبر الأحياء المليئة بالمنازل التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات. إن الدمار الذي خلفته هذه الكارثة مفجع، والتكلفة الاقتصادية مذهلة”.
إجمالي الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن كارثة حرائق الغابات 4 % في من الناتج المحلي الإجمالي السنوي لولاية كاليفورنيا
وأضاف: "ولوضع هذا في الإطار الصحيح، فإن إجمالي الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن كارثة حرائق الغابات هذه قد تصل إلى ما يقرب من 4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي السنوي لولاية كاليفورنيا."
وأوضحت الصحيفة إلى أنه لقى نحو خمسة أشخاص مصرعهم منذ اندلاع الحرائق يوم الثلاثاء، ويتوقع المسؤولون ارتفاع هذا العدد. وتم إجلاء نحو 180 ألف شخص، مع وجود 200 ألف آخرين تحت تحذيرات الإخلاء. وتحول أكثر من 10 آلاف مبنى إلى رماد، ولا يزال البعض الآخر معرضًا للخطر.
وأشارت إلى أن إن الحرائق لا تزال مستعرة، مما يعني أن المزيد من المنشآت لا تزال معرضة للخطر في الأيام المقبلة، وقد تكون هناك تأثيرات باهظة التكلفة على البنية الأساسية للطاقة والمياه في المنطقة.
ووفقًا للمركز الوطني لمعلومات الحرائق، فكان أعنف الحرائق وأكثرها تكلفة هو حريق كامب فاير عام 2018 في مقاطعة بوت بشمال كاليفورنيا، والذي دمر أكثر من 18500 مبنى. إلى جانب الحرائق الأخرى في ذلك الوقت، كلفت حرائق الغابات حوالي 30 مليار دولار - وهي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة. قبل عام، دمر اندلاع حرائق منفصلة في شمال كاليفورنيا أكثر من 15000 منزل وتكبد ما يقرب من 23 مليار دولار.
ومع ذلك، فإن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن حرائق الغابات أقل عمومًا من الأعاصير الأكثر تدميراً. ففي عام 2005، كلف إعصار كاترينا، العاصفة من الفئة الثالثة التي دمرت نيو أورليانز ومساحات واسعة من الجنوب، 200 مليار دولار. وكلف إعصار هارفي، الذي دمر في عام 2017 حوالي 200 ألف منزل وشركة في تكساس، حوالي 160 مليار دولار.