انتخابات الرئاسة اللبنانية.. آلية التنفيذ والتحديات السياسية في ظل الفراغ الرئاسي
ADVERTISEMENT
تعد الانتخابات الرئاسية في لبنان من أبرز الاستحقاقات السياسية في البلاد، إذ تمثل حدثًا محوريًا في تحديد مسار السياسة اللبنانية في السنوات المقبلة.
ومع بدء العد العكسي للانتخابات الرئاسية في لبنان، يترقب اللبنانيون ما ستسفر عنه الجلسات الانتخابية، وسط أجواء من التوتر السياسي والاستقطابات الحادة بين القوى السياسية المختلفة.
آلية الانتخابات الرئاسية اللبنانية
تنص الدستور اللبناني على أن انتخاب رئيس الجمهورية يتم عبر البرلمان، الذي يضم 128 نائبا، وتتم الانتخابات وفقًا لآلية محددة، حيث يجب على النواب في الجلسة الانتخابية التصويت لاختيار الرئيس، ويتم ذلك من خلال الاقتراع السري.
ومن أبرز النقاط التي يتطلبها الدستور اللبناني في الانتخابات الرئاسية، أن يتم انتخاب الرئيس بغالبية الثلثين في الدورة الأولى، في حين أن الدورة الثانية وما بعدها تتطلب غالبية مطلقة أكثر من 50%
التحديات التي تواجه الانتخابات:
تواجه الانتخابات الرئاسية في لبنان تحديات عديدة أبرزها الانقسام السياسي الحاد بين القوى اللبنانية، ما يجعل من الصعب التوصل إلى توافق حول شخصية الرئيس الجديد.
هذا التباين في المواقف بين الأحزاب الرئيسية، مثل حزب الله، التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية، والمستقبل، قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات لفترات طويلة في حال عدم اكتمال النصاب القانوني، مما يعمق من حالة الفراغ الرئاسي.
الخطوات التنفيذية للعملية الانتخابية
يبدأ الأمر بدعوة رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، إلى جلسة انتخابية عبر قرار رسمي، حيث يتم تحديد موعد الجلسة بناء على تقديرات سياسية، ووفقًا للمتطلبات الدستورية، على أن يتم تحديد التاريخ والمكان بشكل واضح للجميع.
تبدأ الجلسة الانتخابية باقتراع النواب لاختيار الرئيس، وفي حال تم التصويت في الدورة الأولى، يتطلب الأمر حصول المرشح على غالبية الثلثين من أصوات النواب (86 صوتًا) لكي يتم انتخابه، أما في حال عدم حصول أي مرشح على هذه الغالبية، يتم الانتقال إلى الدورة الثانية حيث يكفي أن يحصل المرشح على غالبية مطلقة أكثر من 50%
يتم التصويت بشكل سري داخل المجلس، حيث يطلب من النواب وضع أصواتهم في صناديق مغلقة، على أن يتم فرز الأصوات علنًا بعد انتهاء عملية التصويت.
إعلان النتائج
بعد فرز الأصوات، يعلن رئيس المجلس نتائج الانتخابات، وذلك في حال حصول مرشح على عدد الأصوات المطلوب، يتم إعلان فوزه مباشرة ويتم دعوته لتولي مهام منصبه.
على الرغم من وجود آلية دستورية واضحة لانتخاب الرئيس، إلا أن الوضع السياسي المعقد في لبنان قد يعرقل سير العملية الانتخابية.
إذ أن عملية انتخاب الرئيس لا تتم إلا بتوافق سياسي بين القوى المختلفة، وبالتالي فإن أي خلافات حادة بين الأحزاب قد تؤدي إلى تأجيل الانتخابات لفترات طويلة.
ولذلك، فإن الأحزاب السياسية في لبنان غالبًا ما تسعى للوصول إلى تسوية توافقية قبل الجلسات الانتخابية، حيث يتم اختيار مرشح توافقي يحظى بدعم أكبر عدد من النواب، وهو ما يعزز فرص إتمام العملية الانتخابية دون أي تأجيل.
الآثار المترتبة على الانتخابات الرئاسية
الانتخابات الرئاسية في لبنان سيكون لها تأثير كبير على مستقبل البلاد، حيث أن الرئيس الجديد يكون مسؤولاً عن تشكيل حكومة جديدة، كما سيحدد سياسات لبنان الداخلية والخارجية في السنوات المقبلة.
في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان، فإن انتخاب رئيس جديد سيكون خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.
الانتخابات الرئاسية اللبنانية تمثل حدثًا سياسيًا بالغ الأهمية في ظل الوضع السياسي والأمني الراهن في لبنان، وتبقى التحديات السياسية هي العامل الحاسم تحت وطأة التوافقات الحزبية.
لذا تبقى الانتخابات الرئاسية في لبنان بمثابة اختبار حقيقي للطبقة السياسية في البلاد وقدرتها على تجاوز الانقسامات وتحقيق الاستقرار.