الأطفال المفقودون في سوريا.. مأساة مستمرة بعد سقوط النظام
ADVERTISEMENT
مع سقوط النظام السابق في سوريا بعد أكثر من عقد من الحرب، تتكشف مأساة إنسانية كبيرة تتعلق بمصير الأطفال الذين تعرضوا للاختفاء القسري. تشير تقديرات المنظمات الحقوقية إلى أن ما بين ألفين إلى خمسة آلاف طفل اختفوا أثناء الحرب، معظمهم تم اعتقالهم مع ذويهم ولم يُعثر عليهم حتى الآن.
قصص معاناة لا تنتهي
يروي هادي محمد فرعة، من ريف دمشق، قصته المؤلمة عن فقدان زوجته وأطفاله الثلاثة، وطفله الذي لم يولد بعد، منذ عام 2013. رغم محاولاته المستمرة، لم يتمكن من العثور عليهم، وقضى ثلاث سنوات في السجن نتيجة مطالبته المستمرة بالكشف عن مصيرهم.
أطفال في دور الأيتام بأسماء مستعارة
وفق شهادات من مديري دور الأيتام، كان يتم تسجيل الأطفال المعتقلين بأسماء مستعارة وإيداعهم في دور الأيتام تحت سرية مشددة. مع سقوط النظام، بدأت بعض دور الأيتام تسليم عدد محدود من الأطفال إلى ذويهم، لكن العدد لا يزال ضئيلًا مقارنة بحجم الكارثة.
مع انهيار النظام، تأمل عائلات المفقودين في العثور على أبنائها عبر الوثائق التي بدأت تتكشف. ياسر سليمان، الذي فقد ابن شقيقه أثناء محاولته الهرب إلى دمشق، يأمل في الحصول على إجابة عن مصيره من خلال هذه الوثائق.
روايات عن التعذيب والإخفاء القسري
شهادات الناجين من السجون تؤكد تعرض المعتقلين، بمن فيهم الأطفال، للتعذيب والإخفاء القسري. بعض الأطفال لم يكن يتم الإشارة إليهم بأسمائهم الحقيقية داخل السجون، مما يجعل التعرف عليهم أكثر صعوبة.
أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية في سوريا تشكيل لجنة متخصصة للتحقيق في مصير الأطفال المفقودين. ورغم هذه الجهود، فإن التحديات كبيرة في ظل غياب الوثائق الكاملة وصعوبة الوصول إلى جميع الأطراف المتورطة.
قصص مثل قصة عبير شعبان، التي فقدت ابنها وزوجها في حي جوبر، تعكس معاناة آلاف العائلات التي تعيش بين الأمل واليأس. دون العثور على أدلة قاطعة، يبقى مصير هؤلاء الأطفال لغزًا يشكل جرحًا مفتوحًا في تاريخ سوريا الحديث.