عاجل
الإثنين 06 يناير 2025 الموافق 06 رجب 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

خبراء يحذرون: سد النهضة المتهم الأول وراء زلازل إثيوبيا المتزايدة

سد النهضة
سد النهضة

في ظاهرة جيولوجية غير مألوفة، أعلنت السلطات الجيولوجية عن تسجيل 130 زلزالًا ضربوا إثيوبيا خلال أسبوعين فقط، وهو رقم لم تشهده البلاد خلال العقد الماضي. وأكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن هذا النشاط الزلزالي المتزايد يثير مخاوف جدية حول استقرار المنطقة.

وأشار شراقي إلى أن الزلازل التي ضربت البلاد مؤخرًا وقعت في منطقة معروفة تاريخيًا بأنها نشطة زلزاليًا، لكن وتيرتها وقوتها أصبحت أعلى من المعتاد، حيث سجلت بعض الزلازل قوة بلغت 5.8 على مقياس ريختر، مما يزيد من احتمالات حدوث تداعيات جيولوجية خطيرة.

البراكين الخامدة تتصدر المشهد

تضم إثيوبيا 59 بركانًا خامدًا، معظمها لم يظهر أي نشاط يُذكر منذ عقود. ومع ذلك، يحذر شراقي من أن الزلازل القوية قد تؤدي إلى انشقاقات جيولوجية تُعيد تنشيط هذه البراكين، مما قد يتسبب في تدفق الحمم البركانية. ولفت إلى وجود بركان نشط نسبيًا يُستخدم حاليًا كمزار سياحي، لكنه قد يصبح مصدر خطر إذا استمرت الهزات الأرضية بنفس الوتيرة.
 

سد النهضة في دائرة الاتهام

يشير شراقي إلى أن سد النهضة قد يكون أحد الأسباب غير المباشرة لهذا النشاط الزلزالي. وأوضح أن وزن السد الضخم، مع بحيرته التي تضم كميات هائلة من المياه، يُحدث ضغطًا إضافيًا على القشرة الأرضية، مما يخلق نظامًا زلزاليًا محليًا. ورغم أن الزلازل الأخيرة وقعت على بعد 500 كيلومتر من السد، إلا أن تأثيراته الجيولوجية قد تمتد إلى مناطق أبعد مع مرور الوقت.

مخاوف من كارثة جيولوجية

تصاعد النشاط الزلزالي في إثيوبيا يعيد تسليط الضوء على المخاطر التي تواجهها المنطقة. الزلازل المتكررة، المصحوبة باحتمالات تنشيط البراكين، قد تؤدي إلى تغييرات جغرافية واسعة النطاق تهدد البيئة والسكان.

وأضاف شراقي أن التعامل مع هذه الظاهرة يتطلب دراسات معمقة لفهم أسباب النشاط الزلزالي المتزايد وربطها بالمشروعات الكبرى مثل سد النهضة. كما دعا إلى مراقبة مستمرة للمنطقة لتفادي أي كوارث محتملة.

 هل نحن أمام أزمة جيولوجية؟

مع استمرار الهزات الأرضية بوتيرة متزايدة وظهور تحذيرات من مخاطر مستقبلية، يبدو أن إثيوبيا تواجه تحديًا غير مسبوق في تاريخها الحديث. وبينما تتصاعد التساؤلات حول تأثير سد النهضة على النشاط الزلزالي، تظل الحاجة ماسة إلى حلول علمية وعملية للحفاظ على استقرار المنطقة.

تابع موقع تحيا مصر علي