روسيا تخلي قاعدة عسكرية في ريف الحسكة بسوريا..إعادة تموضع أم انسحاب استراتيجي؟
ADVERTISEMENT
قامت القوات الروسية يوم الأربعاء بإخلاء قاعدتها العسكرية في بلدة عامودا بريف الحسكة، شمال شرقي سوريا. ونُقلت المعدات والآليات العسكرية إلى مطار القامشلي تمهيدًا لإعادة تموضعها في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية. تأتي هذه الخطوة في سياق سلسلة انسحابات روسية من مواقع عدة في سوريا، وسط تحولات ميدانية وسياسية متسارعة.
انسحابات متتالية من مواقع محورية
بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تعد عملية الإخلاء جزءًا من انسحابات متتابعة للقوات الروسية من مواقع استراتيجية. فقد شهدت منطقة حسياء جنوب حمص انسحابًا مشابهًا في 13 ديسمبر الماضي، حيث نُقلت المعدات إلى حمص ومن ثم إلى قاعدة حميميم، التي أصبحت المحور الرئيسي للعمليات اللوجستية الروسية.
وأوضح المرصد أن قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس البحري باتا مركزين رئيسيين لعمليات الإجلاء، خصوصًا مع بدء مغادرة الرعايا الروس والمجنسين بعد سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة الفصائل المسلحة على العاصمة دمشق دون مقاومة تُذكر.
دور قاعدة عامودا في التمركز الروسي منذ 2019
كانت القوات الروسية قد تمركزت في قاعدة عامودا منذ عام 2019، داخل مبنى "ثانوية التعليم المهني" جنوب المدينة. جاء ذلك بالتزامن مع عملية "نبع السلام" التي أطلقتها تركيا في المنطقة، واستهدفت القوات الكردية والفصائل الموالية لها.
إخلاء هذه القاعدة يشير إلى إعادة تقييم روسيا لتواجدها العسكري في الشمال السوري، خاصة مع التغيرات الحاسمة في موازين القوى عقب سقوط دمشق.
اللجوء السياسي للأسد وعائلته بعد سقوط النظام
مع تقدم الفصائل المسلحة وسيطرتها على العاصمة دمشق، منحت روسيا اللجوء للرئيس السابق بشار الأسد وأفراد عائلته. هذه الخطوة تُعد علامة فارقة في الأزمة السورية، حيث تُغلَق صفحة حكم استمر لعقود ويفتح المجال أمام مرحلة جديدة من عدم الاستقرار والتغيرات السياسية.
تصريحات بوتين: حققنا أهدافنا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات رسمية أن روسيا لم تُهزم في سوريا، بل حققت أهدافها الاستراتيجية. وقال: "علينا بحث مستقبل قواعدنا في سوريا، حيث يمكن استخدامها لأغراض إنسانية أو لتعاون دولي أوسع". تصريحات بوتين تعكس رغبة موسكو في الاحتفاظ بنفوذها، حتى مع تقليص تواجدها الميداني.
دلالات التحركات الروسية الأخيرة
يُعتبر انسحاب روسيا من بعض المواقع محاولة لإعادة التموضع العسكري في ظل التغيرات الميدانية. فبعد سقوط دمشق وغياب الجيش السوري كقوة فعّالة، يبدو أن موسكو تعيد ترتيب أولوياتها بين الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وخفض تكاليف التواجد العسكري.