عاجل
الأربعاء 18 ديسمبر 2024 الموافق 17 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

مصر تعتزم استيراد 160 شحنة غاز طبيعي لتلبية احتياجاتها في 2025

الغاز
الغاز

بدأت مصر تتجه نحو استيراد الغاز الطبيعي المسال بعد توقف دام لأعوام، في خطوة تهدف إلى سد الفجوة المتزايدة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك المتنامي. 

الإنتاج المحلي والاستهلاك المتنامي 

هذه العودة، التي جاءت نتيجة انخفاض الإنتاج المحلي، تعكس تحديات جديدة تواجه قطاع الطاقة والغاز في البلاد.

تغطية الطلب المحلي الذي يبلغ نحو 6 مليارات قدم مكعب يوميًا 

تشير الأرقام إلى أن مصر تخطط لاستيراد ما بين 155 و160 شحنة من الغاز الطبيعي خلال العام المقبل، بتكلفة تصل إلى 8 مليارات دولار، وفقًا لتقديرات حكومية، وهذا الاستثمار الضخم يهدف إلى تغطية الطلب المحلي الذي يبلغ نحو 6 مليارات قدم مكعب يوميًا، مقارنة بإنتاج حالي يبلغ 4.3 مليارات قدم مكعب يوميًا.

ورغم الجهود المبذولة، يبقى التحدي الأكبر في أن الاكتشافات الجديدة والآبار التي ستُضاف إلى شبكة الإنتاج لن تكون كافية لتقليص الفجوة بشكل كامل. ولهذا السبب، لجأت مصر إلى استئجار سفينة تغويز ثالثة لاستقبال الغاز المستورد، وهي خطوة تعزز من قدرة البلاد على استيعاب الشحنات الجديدة وإعادة تغويزها لتلبية احتياجات الشبكة القومية.

التوجه نحو استيراد الغاز لم يكن خيارًا سهلاً، ولكنه أصبح ضرورة مع ارتفاع الطلب المحلي، خصوصًا خلال أشهر الصيف، ومع استمرار انخفاض إنتاج الحقول المحلية. ومع توقعات باستمرار هذا الوضع حتى عام 2030، تضع مصر خططًا طويلة الأجل لتأمين احتياجاتها من الغاز وضمان استقرار الإمدادات للسوق المحلي، بالإضافة إلى دعم دول شقيقة مثل الأردن.

تظل هذه الخطوة جزءًا من رؤية شاملة للتعامل مع التحديات الاقتصادية التي تواجه قطاع الطاقة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الغاز عالميًا. وبالرغم من التكاليف العالية، تسعى مصر إلى تحقيق التوازن بين تلبية الطلب المحلي وتعزيز أمن الطاقة لمواكبة التحديات المستقبلية.

في الختام، تمثل خطوة مصر في استيراد الغاز الطبيعي المسال جزءًا من استراتيجية طموحة لمواجهة تحديات قطاع الطاقة في ظل تزايد الطلب المحلي وانخفاض الإنتاج المحلي. 

وبينما تستمر البلاد في سعيها لضمان تأمين احتياجاتها من الغاز، يظهر جليًا أن هذه التحديات تتطلب استثمارات ضخمة وجهود مستمرة لتحقيق الاستدامة. إن استيراد الغاز الطبيعي المسال سيكون له دور محوري في تأمين الإمدادات للطاقة المحلية، ويعكس أيضًا التزام مصر بتلبية احتياجات مواطنيها وتحقيق استقرار اقتصادي في ظل التقلبات العالمية.

رغم التحديات، فإن مصر تسعى لمواكبة التطورات العالمية في قطاع الطاقة، من خلال اتخاذ خطوات استراتيجية مثل استئجار سفن تغويز جديدة والتعاقد على شحنات إضافية. لكن تبقى الآمال معلقة على جهود تطوير الحقول الجديدة وزيادة الإنتاج المحلي لضمان تحقيق توازن طويل الأمد بين العرض والطلب.

كما أن الرؤية المستقبلية لمصر في هذا الصدد تأخذ بعين الاعتبار الحاجة المستمرة لاستثمارات في البنية التحتية وزيادة الإنتاج المحلي، مع تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتلبية احتياجات السوق المحلي والدولي على حد سواء.

وهذه الخطط تتطلب دعمًا مستمرًا من الحكومة والمجتمع المحلي، فضلاً عن تبني سياسات الطاقة المستدامة التي تضمن عدم الاعتماد المفرط على الغاز المستورد في المستقبل. 

إذا تم تنفيذ هذه الاستراتيجيات بكفاءة، فإن مصر ستظل قادرة على توفير الطاقة لمواطنيها وضمان النمو الاقتصادي في الأعوام القادمة.

 

تابع موقع تحيا مصر علي