بوساطة أمريكية.. قوات سوريا الديمقراطية والفصائل تتفقان على وقف إطلاق النار
ADVERTISEMENT
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، اليوم الأربعاء، عن توصلها إلى اتفاق مع الفصائل المسلحة الموالية لتركيا لوقف إطلاق النار في مدينة منبج. وجاء الاتفاق بوساطة أمريكية بهدف حماية المدنيين وفتح الباب أمام تسوية سياسية محتملة لإنهاء الصراع المستمر في البلاد.
تفاصيل اتفاق منبج: خطوة نحو التهدئة
قال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، إن الاتفاق يهدف إلى وقف النزاع المسلح في منبج، مشيراً إلى أن الأولوية هي حماية المدنيين وتأمين سلامتهم. وأكد عبدي في تصريحاته أن الاتفاق يشمل انسحاب قوات مجلس منبج العسكري، التي تصدت للهجمات الأخيرة منذ 27 نوفمبر، من المنطقة في أسرع وقت.
وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية تطمح إلى تحقيق وقف إطلاق نار شامل على كامل الأراضي السورية، تمهيداً للدخول في عملية سياسية شاملة تضع حداً للأزمة التي طالت مختلف جوانب الحياة في سوريا.
معارك ضارية وخسائر فادحة في شمال سوريا
خلال الأيام الثلاثة الماضية، شهدت منبج وريفها معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المسلحة الموالية لتركيا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 218 مقاتلاً من الجانبين خلال المعارك، التي جاءت ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها الفصائل اسم فجر الحرية.
وأوضح المرصد أن الفصائل المسلحة، بدعم تركي، تمكنت من السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة والانتشار في المناطق الريفية المحيطة بها. ورغم الاتفاق على وقف إطلاق النار، لا تزال الاشتباكات مستمرة عند سد تشرين في ريف الرقة، الذي يُعدّ موقعاً استراتيجياً ومحورياً في شمال سوريا.
منبج: مدينة استراتيجية في قلب الصراع السوري
تحتل مدينة منبج مكانة استراتيجية كبيرة في سوريا، إذ تُعد نقطة ربط بين شمال البلاد وشرقها، كما تتميز بقربها من الحدود التركية. وتاريخياً، كانت المدينة محور تنافس بين أطراف الصراع بسبب موقعها الحيوي وأهميتها الاقتصادية والعسكرية.
السيطرة على منبج تمنح الأطراف المتصارعة نفوذاً واسعاً على المناطق المحيطة، ما يجعلها إحدى أبرز النقاط الساخنة في النزاع السوري.
الدور الأمريكي: وساطة لتحقيق الاستقرار
يُظهر التدخل الأمريكي في الاتفاق أهمية الجهود الدولية الرامية إلى تهدئة الأوضاع في سوريا. وتُعد الوساطة الأمريكية في منبج خطوة لافتة في إطار محاولات حل النزاع السوري المتصاعد.
الدور الأمريكي في هذا الاتفاق يركز على تعزيز التهدئة وخلق مساحة للحوار السياسي بين الأطراف المتصارعة، لكن التحديات لا تزال كبيرة، في ظل وجود مصالح متضاربة بين القوى الدولية والإقليمية.
عملية فجر الحرية: تداعيات إنسانية وميدانية
عملية "فجر الحرية"، التي شنتها الفصائل المسلحة بدعم تركي، تهدف إلى تقليص نفوذ قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا. إلا أن المعركة أدت إلى تداعيات إنسانية خطيرة، حيث أُجبر آلاف المدنيين على النزوح، وسط تدهور الأوضاع المعيشية.
هل تمهد منبج لتسوية أوسع؟
بينما يُعد اتفاق وقف إطلاق النار خطوة إيجابية، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن أن تكون منبج البداية نحو تسوية سياسية شاملة في سوريا؟ أم أن الصراع سيستمر في مناطق أخرى من البلاد؟
مع التغيرات الميدانية والسياسية المتسارعة، يترقب الجميع ما ستؤول إليه الأحداث في ظل انعدام رؤية موحدة لمستقبل سوريا.