الصين تستعرض قوتها بـ90 سفينة بحرية وتايوان في حالة تأهب قصوى
ADVERTISEMENT
دفعت الصين بأكبر أسطول بحري لها منذ ثلاثة عقود في المياه الإقليمية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تهديد غير مسبوق لتايوان وتأكيد لطموحات بكين الإقليمية. يأتي ذلك وسط تصعيد مستمر وتحركات عسكرية مقلقة، دفعت تايوان إلى رفع حالة التأهب واستنفار القوات.
تحركات عسكرية غير مسبوقة من الصين
أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع التايوانية، سون لي فانغ، في مؤتمر صحفي، أن الانتشار البحري الصيني الحالي، الممتد من الجزر الجنوبية اليابانية إلى بحر الصين الجنوبي، يعد الأوسع منذ المناورات العسكرية الصينية حول تايوان في عام 1996. وأوضح أن هذه التحركات تمثل تهديدًا واضحًا يتجاوز المناورات العسكرية السابقة، سواء أعلنت الصين أنها تدريبات أم لا.
وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز"، فإن الصين قامت بنشر 90 سفينة بحرية وخفر السواحل في المنطقة، وسط زيادة ملحوظة في النشاط العسكري الجوي والبحري خلال الساعات الماضية.
تايوان: حالة تأهب وتحذيرات من التهديدات الصينية
رفعت تايوان، بقيادة الرئيس لاي تشينج تي، حالة التأهب إلى أعلى مستوياتها، وأكدت وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت 47 طائرة عسكرية صينية خلال الـ24 ساعة الماضية. تضمنت الأنشطة الجوية الصينية محاكاة لهجمات على سفن بحرية أجنبية، بالإضافة إلى تدريبات على الحصار وإبعاد الطائرات المدنية والعسكرية من المنطقة.
وصرح ضابط الاستخبارات التايواني، هسيه جيه شينغ، أن التحركات الصينية الأخيرة "مقلقة للغاية" وتعكس نوايا بكين في تشديد قبضتها على المنطقة.
رسائل الصين العسكرية وأهدافها الاستراتيجية
تحليل التحركات الصينية يشير إلى أن بكين تهدف إلى تعزيز سيطرتها على "سلسلة الجزر الأولى"، وهي المنطقة الممتدة من اليابان مرورًا بتايوان والفلبين وحتى بورنيو. تسعى الصين من خلال هذه الاستراتيجية إلى منع التدخل الأجنبي، وفرض سيطرة شبه كاملة على مضيق تايوان، في خطوة تهدف إلى تحويله إلى "بحر داخلي" يخضع للنفوذ الصيني الكامل.
كما يشير مراقبون إلى أن نشر القوات البحرية الصينية في المحيط الهادئ وبناء "جدارين دفاعيين" يمثل جزءًا من خطة أكبر لتوسيع نفوذ الصين في المنطقة ومواجهة أي تحركات أمريكية أو دولية معارضة لطموحاتها.
تايوان ترفض الضغوط الصينية وتصر على سيادتها
في مواجهة التحركات الصينية، جددت الحكومة التايوانية رفضها القاطع لمطالب الصين بالسيادة على الجزيرة. وأكدت تايوان أن تقرير مصيرها هو حق حصري لشعبها، مشيرة إلى أنها مستعدة للدفاع عن استقلالها وسيادتها مهما كان الثمن.
وأكدت تايوان أن محاولات الصين لفرض سيطرتها على المنطقة تمثل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي، وطالبت المجتمع الدولي بدعم جهودها في مقاومة الضغط الصيني.
الخلفية التاريخية للصراع الصيني-التايواني
تعد تايوان واحدة من أبرز القضايا السياسية والعسكرية في العلاقات الدولية، حيث تعتبرها الصين "جزءًا لا يتجزأ من أراضيها". ورغم انفصال الجزيرة فعليًا عن بكين منذ عام 1949، تصر الصين على أنها لن تتخلى عن خيار القوة لاستعادتها.
شهد العام الجاري جولتين من المناورات العسكرية الصينية الكبرى حول تايوان، الأمر الذي زاد من مخاوف حدوث تصعيد عسكري شامل في المنطقة.