عاجل
الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 الموافق 16 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

«من المحاكمة الدولية إلى الشعبية».. ما هي الاتهامات الموجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشهادته اليوم لأول مرة في محاكمته المستمرة منذ فترة بشأن قضايا تتعلق بالفساد والرشوةـ وذلك بعد أن وجهت له في عام 2019 تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة وبدأت المحاكمة معه عام 2020. وتأتي هذه الاتهامات لتنضم إلى سجل التهم الموجهة إليها حيث لا يتم محاكمته على المستوى الشعبي وإنما تلاحقه اتهامات أخرى من قبل المحكمة الجنائية الدولية بشأن ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. 

محاكمة نتنياهو بالفساد والرشوة

ونشرت صحيفة  Jerusalem Post تقرير عن تفاصيل المحاكمة، و قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمحكمة في بداية شهادته اليوم إن:" محاكمة الفساد العام هي فرصة لدحض الاتهامات السخيفة.. وانتظرت ثماني سنوات حتى أقول الحقيقة كما أتذكر". ووصف الاتهامات بأنها "بحر من السخافة".

بنيامين نتنياهو

وانتقد نتنياهو توقيت المحاكمة في الوقت الذي تعيش فيه إسرائيل حالة حرب: "أنا رئيس الوزراء، وأدير دولة والجيش الإسرائيلي أثناء الحرب". وقال إنه "كان يعتقد أن المحكمة كان بإمكانها أن توازن وقته بشكل أفضل من [إجباره] على الإدلاء بشهادته ثلاث مرات في الأسبوع".

وأكد أيضاً أنه في حين أنه يأمل أن يتمكن من إدارة الدولة والإدلاء بشهادته في وقت واحد، فإن الأحداث في سوريا قد غيرت التوازن في المنطقة.

كما زعم نتنياهو أنه لو اتبع الطريق "اليساري" لما كان سيخضع للمحاكمة: "قالوا لي: "أقم دولة فلسطينية وأعطهم نصف القدس". ولأنني رفضت هذا، كرهتني وسائل الإعلام. ولو قبلت حل الدولتين وتجاهلت التهديد الإيراني وتراجعت بضع خطوات إلى اليسار، لكنت قد نلت تصفيقا حارا".

وأكد ضرورة أن تكون إسرائيل قوية عسكريا واقتصاديا، وتحدث عن رغبته في الصمود في وجه الضغوط العالمية والمحلية.

وأضاف "أتواصل مع عائلات الرهائن الإسرائيليين، ليس بهدف تسجيل نقاط سياسية، بل من باب الالتزام الحقيقي تجاه بلدي"

وعن جدول أعماله، قال إنه يدخن بعض الشيء، لكنه لا يتناول طعامًا "فاخرًا للغاية" ويتناول طعامه أثناء العمل. وأضاف أنه يعمل على مدار الساعة، وغالبًا حتى الثانية صباحًا، ولا يرى أطفاله أبدًا، واصفًا ذلك بأنه "ثمن باهظ يدفعه". 

كواليس محاكمة نتنياهو

وقال محامي نتنياهو، أميت حداد، للمحكمة المركزية في القدس، إن نهج الشرطة ضد رئيس الوزراء يشبه نهج الدكتاتور الروسي جوزيف ستالين، الذي طلب من مرؤوسيه خلق جرائم لمقاضاة شخصيات معارضته إذا لم يتمكنوا من العثور على جرائم قائمة.

وقال حداد للمحكمة إن دفاعه سيبدأ بالقضية 4000 (رشوة إعلامية – والا – بيزك)، ثم ينتقل إلى القضية 1000 (هدايا غير مشروعة)، ويختتم بالقضية 2000 (محاولة رشوة إعلامية – يديعوت أحرونوت – يسرائيل هيوم).

وقال محاميه أميت حداد للمحكمة المركزية في القدس إن هذه القضية بدأت قبل خمس سنوات عندما قالت النيابة العامة إن هناك صلة بين القضايا الثلاث.

وأضاف حداد أن الدفاع وجد المزيد والمزيد من الثغرات في حجج الإدعاء لإظهارها للمحكمة.

وأوضح أن هذا يدل على مدى ضياع النيابة والشرطة وعدم وجود حدود للشرطة في الضغط على الشهود.

وأضاف حداد أن النائب العام السابق أفيحاي ماندلبليت قدم لائحة الاتهام ضد نتنياهو في اليوم الذي التقى فيه نتنياهو بالرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب في عام 2020. وزعم أن هذا يظهر مدى البعد السياسي للقضية.

وتعود محاكمته العلنية في قضايا الفساد، بعد توقفها بشكل أساسي منذ الصيف لإعطاء نتنياهو ومحاميه المزيد من الوقت للتحضير، وتشمل القضايا 1000 و2000 و4000.

ورفضت رئيسة المحكمة المركزية في القدس القاضية ريفكا فريدمان فيلدمان -التي أدانت رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت بالفساد قبل نحو عقد من الزمان- عدة طلبات من نتنياهو لتأجيل المحاكمة، فضلاً عن طلبات من أعضاء حكومته بعد الموافقة على طلبه الأولي بالتأجيل من الصيف حتى الثاني من ديسمبر، بسبب الحرب. 

كما ترأس المحاكمة القاضيان موشيه برعام وعوديد شاحام إلى جانب فريدمان فيلدمان.

كانت أبرز ما في قضية الادعاء من منظور قانوني شهادة الرئيس التنفيذي السابق لموقع والا إيلان يشوع؛ والرسائل النصية بين يشوع والمالك السابق لشركة بيزك ووالا شاؤول إلوفيتش، ومجموعة من مراسلي والا السابقين، وكبار المساعدين السابقين لنتنياهو نير هيفيتز، وشلومو فيلبر، وأري هارو، ومسؤولي وزارة الاتصالات السابقين، مثل المدير العام السابق آفي بيرغر، وهاداس كلاين، وأرنون ميلشين؛ والرسائل النصية من مساعد نتنياهو السابق زيف روبنشتاين، ومساعد نتنياهو السابق وابن عمه ديفيد شمرون، ومجموعة متنوعة من محققي الشرطة، وأبرزهم يوآف تيليم وإيلي آسياج.

ومن بين الأحداث السياسية البارزة الأخرى في القضية ــ شهادة رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، ووزير العدل الحالي ياريف ليفين، ورئيس الموساد السابق تامير باردو، والسفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة جلعاد أردان. ولم يتجنب وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري الإدلاء بشهادته إلا لأن الحكومة الأميركية رفضت طلب إسرائيل إشراكه في المحاكمة.

القضية رقم 1000

إن القضية رقم 1000 هي حيث بدأ كل شيء، وربما تكون هي القضية التي يواجه فيها نتنياهو أكبر خطر للإدانة، حتى لو كانت التهم أقل إثارة.

يُزعم أن نتنياهو تلقى 267254 شيكلًا (75800 دولار) في شكل سيجار و184448 شيكلًا (52300 دولار) في شكل شمبانيا من الملياردير ميلشان بين عامي 2011 و2016. وذكرت لائحة الاتهام الأصلية أن سارة نتنياهو تلقت منه مجوهرات بقيمة 10900 شيكل (3100 دولار) في نفس الفترة، على الرغم من أن الادعاءات اللاحقة رفعت هذا الرقم إلى أكثر من 45000 دولار. كما يُزعم أن نتنياهو وعائلته تلقوا أيضًا مبلغًا آخر قدره 229174 شيكلًا (65000 دولار) في شكل شمبانيا وسيجار من شريك ميلشان، الملياردير الأسترالي باكر، بين عامي 2014 و2016.

القضية 4000

في هذه القضية يقول ممثلو الادعاء إن نتنياهو منح مزايا تنظيمية بقيمة 1.8 مليار شيكل (حوالي 500 مليون دولار) لشركة بيزك الإسرائيلية للاتصالات. وسعى في المقابل، للحصول على تغطية إيجابية لنفسه وزوجته سارة على موقع إخباري يديره رئيس الشركة السابق شاؤول إلوفيتش، وفي هذه القضية، اتهم نتنياهو بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

تابع موقع تحيا مصر علي