طهران تعيد ترتيب أوراقها في سوريا.. ظل سليماني في مهمة عسكرية جديدة
ADVERTISEMENT
أعادت إيران القائد البارز في الحرس الثوري العميد جواد غفاري، المعروف بـ ظل قاسم سليماني، إلى سوريا برفقة مستشارين عسكريين لدعم القوات الحكومية السورية في مواجهة الهجوم المضاد الذي تشنه الفصائل المسلحة.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، سيعمل غفاري على تعزيز الجهود العسكرية في محيط مدينة حماة التي تشهد معارك عنيفة. تأتي هذه الخطوة بعد سيطرة الفصائل المسلحة على مدينة حلب وتقدمها نحو حماة، ما أعاد إشعال الصراع في المنطقة.
غفاري: شخصية مثيرة للجدل في المشهد السوري
لعب العميد غفاري دورًا بارزًا خلال وجوده السابق في سوريا، حيث قاد الفصائل الموالية لإيران خلال حصار حلب الذي استمر أربع سنوات، متهمًا بارتكاب انتهاكات خطيرة.
وفقًا لمعهد دراسات الحرب في الولايات المتحدة (ISW)، اكتسب غفاري لقب جزار حلب لدوره الحاسم في استعادة المدينة لصالح الحكومة السورية عام 2016.
كما عُرف غفاري بقربه من الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، حيث كان مرافقًا دائمًا له حتى مقتله في غارة أمريكية قرب مطار بغداد في يناير 2020.
علاقته مع القيادة السورية: طرد ثم عودة
في عام 2021، طُرد غفاري من سوريا بناءً على طلب مباشر من الرئيس السوري بشار الأسد، وفقًا لتقارير إعلامية، بسبب "تصرفات غير مرضية".
المصادر السورية أفادت أن السبب الرئيسي للطرد كان تورط غفاري في تهريب الوقود وإثارة خلافات داخلية. لكن إيران نفت هذه الادعاءات، وأكدت أن عودته حينها كانت بسبب انتهاء مهمته.
تأتي عودته الحالية في سياق تصاعد المعارك في سوريا، حيث يعتبره الموالون لإيران شخصية محورية قادرة على إدارة العمليات العسكرية ووقف تقدم الفصائل المسلحة نحو دمشق.
تطورات المعارك: حلب وحماة في مركز الصراع
شهدت سوريا الأسبوع الماضي تطورات ميدانية درامية، حيث شنت الفصائل المسلحة هجومًا مباغتًا على مدينة حلب وسيطرت عليها لأول مرة منذ 2016. كما توجهت الفصائل نحو مدينة حماة، مما أجبر القوات الحكومية على إعادة انتشارها في محاولة لصد التقدم.
وجود غفاري يعكس رغبة طهران في تقديم دعم عسكري مباشر للحكومة السورية في مواجهة هذا التهديد المتزايد، خاصة في المناطق الاستراتيجية شمال وغرب البلاد.
طهران تؤكد استمرار دعمها لدمشق
أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، يوم الاثنين الماضي، أن وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا سيستمر بناءً على طلب دمشق.
وأوضح بقائي أن دعم إيران للحكومة السورية يأتي ضمن التزاماتها الاستراتيجية للحفاظ على استقرار المنطقة ومواجهة التهديدات الإرهابية، مشيرًا إلى أن طهران ملتزمة بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لضمان عدم سقوط دمشق في أيدي الفصائل المسلحة.
قاسم سليماني الثاني: أمل طهران في سوريا
يصف الموالون لإيران غفاري بأنه قاسم سليماني الثاني، مشيرين إلى قدرته على إحداث تأثير كبير في الميدان وإدارة العمليات العسكرية بدقة وفعالية.
يتوقع أن يلعب غفاري دورًا محوريًا في تعزيز الدفاعات السورية ومواجهة الهجمات المستمرة على حماة، في وقت يشهد الصراع السوري تعقيدات جديدة مع تزايد التدخلات الإقليمية والدولية.