احتياطي ضخم يُقدّر بـ 1.64 تريليون قدم مكعب
حقل سلامات| فرصة جديدة في قطاع الغاز المصري
ADVERTISEMENT
في أعماق البحر المتوسط، يتربّع حقل "سلامات"، أحد أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في مصر خلال العقد الأخير، بحجم احتياطي ضخم يُقدّر بـ 1.64 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
احتياطي ضخم يُقدّر بـ 1.64 تريليون قدم مكعب
هذا الحقل، الذي كان تحت إدارة شركة BP العالمية، عاد مجددًا إلى الأضواء بعد أن قررت الشركة التخلي عنه في خطوة مفاجئة العام الماضي.
لم يكن قرار BP بالتخلي عن الحقل نابعًا من قلة أهمية "سلامات"، بل كان جزءًا من استراتيجية أوسع للشركة لتوجيه استثماراتها نحو مناطق إنتاج أكثر نشاطًا واستقرارًا في المياه العميقة شمال غرب الإسكندرية.
هناك تواصل BP تعزيز إنتاجها من الغاز الطبيعي، مع التركيز على مشروعاتها القائمة بدلاً من التوسع في مشروعات جديدة.
ومع هذا التخلي، وجدت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) نفسها أمام فرصة ذهبية لإعادة طرح الحقل على الساحة العالمية. فطرحت "سلامات" للتنمية أمام شركات النفط العالمية، في خطوة تهدف إلى استقطاب استثمارات جديدة وتعزيز إنتاج الغاز في مصر.
هذا الطرح يعكس رغبة مصر في استغلال إمكانات الحقل الضخمة، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي محليًا ودوليًا. فبينما تشهد الأسواق العالمية تقلبات في أسعار الطاقة، تسعى مصر لتأكيد موقعها كمصدر موثوق للغاز الطبيعي، مستفيدة من بنيتها التحتية القوية وشبكة خطوط الأنابيب التي تربطها بأوروبا وأسواق الشرق الأوسط.
مستقبل واعد لحقل "سلامات" ودوره في تعزيز أمن الطاقة
يمثل حقل "سلامات" فرصة استراتيجية لمصر لتعزيز مكانتها كواحدة من أبرز الدول المنتجة للغاز الطبيعي في المنطقة، خاصة في ظل التحولات العالمية نحو مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، فمع احتياطي هائل يصل إلى 1.64 تريليون قدم مكعب، يمكن للحقل أن يسهم بشكل كبير في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة، بالإضافة إلى دعم الصادرات المصرية من الغاز إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه مصر نهضة كبيرة في قطاع الطاقة، معززة ببيئة استثمارية جاذبة وسياسات حكومية تدعم التوسع في استكشاف وتطوير الحقول الجديدة. كما أن الموقع الجغرافي المتميز لمصر، الذي يربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، يمنحها ميزة تنافسية لتكون مركزًا إقليميًا لتداول الغاز الطبيعي، خاصة مع توسع شبكة خطوط الأنابيب ومشروعات تسييل الغاز.
من جهة أخرى، تعكس إعادة طرح حقل "سلامات" رؤية الحكومة المصرية لتعزيز الشراكة مع كبرى الشركات العالمية، ما يفتح الباب أمام نقل التكنولوجيا الحديثة، وتوفير فرص عمل جديدة، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة الإنتاج وتعظيم العائدات. فنجاح هذا المشروع سيعزز من قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، وتقليل الاعتماد على الواردات، بل والتحول إلى مصدر رئيسي للطاقة في المنطقة.
ارتفاع أسعار الوقود إلى التوترات الجيوسياسية
وفي ظل التحديات التي تواجه قطاع الطاقة العالمي، من ارتفاع أسعار الوقود إلى التوترات الجيوسياسية، يبقى تطوير حقل "سلامات" خطوة استراتيجية نحو تأمين مستقبل الطاقة في مصر، وتعزيز قدرتها على مواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية. فبينما تستعد شركات النفط العالمية لتقديم عروضها للفوز بهذا المشروع، تبقى الأنظار متجهة إلى الخطوات المقبلة التي ستحدد مصير هذا الحقل الواعد، وما إذا كان سيصبح حجر الزاوية في مستقبل الطاقة المصري.
وبهذا، يُتوقع أن يكون لحقل "سلامات" دور محوري في رسم ملامح المرحلة المقبلة من قطاع الطاقة في مصر، ليصبح ليس فقط رمزًا للاكتشافات الكبرى، بل أيضًا نموذجًا للشراكات الناجحة والتنمية المستدامة في مجال الطاقة.