«صفحة جديدة من الصراع».. من يقاتل في سوريا والقوى الدولية المتورطة في الحرب؟
ADVERTISEMENT
أصبحت النزاعات العسكرية في الشرق الأوسط الطابع الذي يطغى عليها فلا يكاد تنطفئ نار حرب لتشتعل في مكان أخر من دول المنطقة، فبدأت شرارة الحرب في غزة ووصل مداها إلى لبنان، وبعد إعلان التوصل إلى "اتفاق هش" يتخلله الانتهاكات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، سرعان ما اندلعت الاشتباكات العسكرية على الأراضي السورية، وأن كانت متواجدة في الأساس لكن لم تكن بهذه الحدة التي نشهدها خلال الأيام الأخيرة، بعد أن قام فصيل مسلح يعرف باسم هيئة تحرير الشام مع فصائل مسلحة متحالفة معه الأربعاء الماضي بشن هجوم مباغت وسيطرت على عدة قرى وبلدات في البلاد.
أطراف الصراع
وعند الحديث عن الأزمة السورية، فلا يكون الصراع بين قوتين مسلحتين، وإنما الصراع هنا يشارك فيه العديد من اللاعبين المحليين والدوليين، ما يزيد من تشابك الأزمة وصعوبتها.
وضمن أطراف الصراع الرئيسية في الأزمة السورية، هيئة تحرير الشام، وهي خليفة جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، ويعتقد أن هيئة تحرير الشام تضم 15 ألف مقاتل ولديها خبرة في الحكم المحلي في أجزاء من شمال غرب سوريا التي ظلت خارج سيطرة الأسد. كما ينضم إلى هيئة تحرير الشام مقاتلون من الجماعة المدعومة من تركيا والمعروفة باسم الجبهة الوطنية للتحرير.
وضمن أطراف الصراع، مجموعة تعرف باسم الجيش الوطني السوري، وهي ميليشيا سورية تتكون في الغالب من مقاتلين يمثلون المجتمع الكردي. وقدمت تركيا الدعم للجيش الوطني السوري، الذي تأسس عام 2017، كجزء من جهودها لمحاربة تنظيم داعش.
وهناك ما يسمى بوحدات حماية الشعب و هي الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، الذي يسعى إلى تحقيق الحكم الذاتي للأكراد في سوريا وأظهر استعداده للعمل مع أي قوة قادرة على تحقيق هذا الهدف. ويشكل أفراد وحدات حماية الشعب العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، التي أنشئت في عام 2015 تحت رعاية الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش. وبعد هزيمة التنظيم، شكل الأكراد السوريون والعرب المتحالفون معهم منطقة حكم ذاتي في شمال شرق البلاد، والتي لا تتحالف لا مع حكومة الأسد ولا مع معارضتها.
القوى الأجنبية المتورطة في الحرب في سوريا
أما عن القوى الأجنبية المتورطة في الحرب في سوريا فيمكن تقسيمها كالآتي:
الولايات المتحدة حيث قدمت على مدى سنوات دعمًا سريًا للمتمردين السوريين الذين يقاتلون النظام السوري بهدف الضغط على الأسد للتوصل إلى تسوية سياسية، لكنها تخلت عن هذا البرنامج في منتصف عام 2017. كمل لعبت الولايات المتحدة دوراً رئيسياً في محاربة تنظيم داعش. فقد بدأت حملة جوية ضد التنظيم في عام 2014 وأرسلت قوات برية في العام التالي لمساعدة القوات الكردية في قتال الجهاديين.
وبعد أن خسر تنظيم داعش الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا، قلصت الولايات المتحدة وجودها هناك، لكنها لا تزال تحتفظ بقوة صغيرة هناك لغرض مكافحة بقايا الجماعة المتطرفة.
ولعبت تركيا أيضاً دورًا معقدًا في الحرب. وباعتبارها داعمة للمتمردين السوريين، كانت تركيا جزءًا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، لكنها هاجمت مرارًا وتكرارًا القوة البرية الأكثر فعالية في التحالف، وهي وحدات حماية الشعب المسلحة بالولايات المتحدة.
وتنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب باعتبارها عدوًا لأنها ذات جذور في حزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل من أجل إقامة منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل تركيا منذ عام 1984.
إيران وروسيا تحالف الأسد
وإلى جانب الولايات المتحدة وتركيا، نشرت إيران قوات الحرس الثوري الإسلامي في سوريا لتحقيق هدفها المتمثل في ضمان بقاء نظام الأسد، حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط.
ويمنح التحالف إيران ممرا بريا يمتد عبر العراق وسوريا إلى لبنان، والذي تستطيع من خلاله نقل الأسلحة والمعدات بسهولة أكبر إلى عميلها، حزب الله، حيث لعب الحزب دوراً رئيسياً في انتصارات نظام الأسد، ولا يزال يحتفظ بحضور كبير في سوريا، لكن قوته ضعفت إلى حد كبير بسبب أكثر من عام من الصراع مع إسرائيل.
كما تلعب روسيا دور قوي في سوريا وتحتفظ روسيا بقاعدة عسكرية في ميناء طرطوس السوري على البحر الأبيض المتوسط، وفي عام 2017 أبرمت صفقة تحافظ على الوصول إلى قاعدة جوية بالقرب من اللاذقية.