كان كريم على أهل منطقته .. العم «مصطفى» أقدم صانع أراجوز بالشرقية يروي كواليس حياة صديق طفولته الفنان أحمد زكي
ADVERTISEMENT
اقترب على مشارف الثمانينات ولا تحمل ملامح وجهه إلا الإبتسامة المشرقة التي ترحب بالجميع، وعلى الرغم من التجاعيد التي تملأ كف يديه إلا وأنهما يعملان بكل جهد من أجل الرزق الحلال، إنه العم «مصطفى عراقي» ابن حي الحسينية التابعة لمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، والصاحب المقرب للفنان الراحل "أحمد زكي" والذي عاش معه في نفس الحي لعدة سنوات قبل أن ينتقل إلى القاهرة ويلتحق بمعهد التمثيل.
وقال العم «مصطفى» أنه يعمل في صناعة عرائس الأراجوز التي تفرح الأطفال والكبار منذ 40 عاماً، حيث يقوم بشراء قطع الأخشاب الصغيرة والصاج ورؤوس بلاستيكية من أماكن مختلفة في محافظات مصر، ثم يبدأ في مرحلة تكوين عروسة الاراجوز ويلون رأسها حتى تلف أنظار الأطفال، ويجلس بها وسط شوارع مدينة الزقازيق ليبيعها للأطفال.
عم مصطفى صانع الاراجوزات في الشرقية يكشف سر حبه للمهنة
وأضاف العم «مصطفى» أن خبرة صناعة الأراجوز اتقنها من مهنة الحلواني، لأنه يعمل في الأصل في بيع الحلويات وكان يصنع عرائس مختلفة، ومن خلال الخبرة تمكن من صناعة الأراجوز المصفق الذي يلفت أنظار الأطفال، مشيراً إلى أنه مع التقدم في العمر ترك مهنة الحلواني وأصبح ينتقل في مختلف محافظات مصر حتى يجمع أدوات الأراجوز ويصنعها ويبيعها لأنها أصبحت مهنته الوحيدة، والدخل الذي يساعده على تربية بناته الأربعة.
وتابع العم «مصطفى» أنه كان الصديق المقرب للفنان الراحل "أحمد زكي" منذ الطفولة، حيث يكبره بعامين، وكان منزلهما مجاوران لبعضهما في حي الحسينية، وكانا مع بعضهما في نفس المدرسة الابتدائية والإعدادية، مشيراً إلى أنه كان عندما يلعبان مع باقي أبناء الحي لعبة عسكر وحرامية كان الفنان "أحمد زكي" يختار تقمص شخصية الضابط فيها، ويبهر الجميع بأدائه في الدور حتى اكتشفوا أنه يمتلك موهبة التمثيل باحترافية.
واستكمل العم «مصطفى» حديثه قائلاً "أحمد زكي كان صديقي وحبيبي، وكنا دايما بنلعب سوا، ومع بعض في نفس المدرسة، ولكن بعد المرحلة الإعدادية هوا التحق بالتعليم الفنى الصناعى 5 سنوات، ولكن لم يحالفني الحظ باستكمال دراستي واكتفيت بالمرحلة الإعدادية، بس كان موهوب من صغر سنه، والتحقت أنا وهوا بقصر ثقافة الزقازيق، ولكن هوا انضم لفرقة التمثيل، وأنا بفرقة الفنون الشعبية".
وأردف العم «مصطفى» أنه شارك مع الفنان أحمد زكي فى مسابقة بين قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، بعروض فنية مختلفة، مشيراً إلى أنه قدم رقصة القطن مع فرقة الفنون الشعبية بالشرقية، على مسرح التوفيقية بالقاهرة، فيما شارك "أحمد زكى" فى تقديم مسرحية البرواز، وكانت بداية دخوله في التمثيل، وبعدها تم التحاقه بالمعهد العالى للفنون المسرحية قسم التمثيل، وتخرج منه بتقدير امتياز.
واختتم العم «مصطفى» حديثه قائلا "بدأت رحلة أحمد زكي في التمثيل بمعهد الفنون العالي، وشارك في فيلم الليلة الموعودة بطولة فريد شوقي، وكريمة مختار، وكانت أحداث الفيلم تحكي جزء من حياته، وعلى الرغم أنه سافر إلى القاهرة واستقر هناك إلا وأنه لم ينسى أهل الحي الذي ولد وتربى فيه، فقد كان يتردد على الحي فى المناسبات والأعياد ويوزع الصدقات واللحوم من قبل شخص يكلفه بالمنطقة بتولى هذا الأمر، وكنت التقى به خارج الحى كثيرا ومجلس سويا على قهوة وسط البلد ونتحدث عن طفولتنا فلم يتكبر يوما علينا بنجوميته كان كريما ومتواضعا طول حياته، وليلة وفاته كانت أصعب ليلة في حياتي".