مجزرة جديدة للاحتلال في جباليا.. استشهاد 27 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال
ADVERTISEMENT
ارتكب الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس مجزرة مروعة أخرى في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث استشهد 27 فلسطينياً، من بينهم نساء وأطفال، إثر قصف منزل في منطقة قرب مدارس أبو حسين.
ووفقاً لما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، ما زالت هناك جثث تحت الأنقاض، في حين تعمل طواقم الإسعاف والإنقاذ جاهدة لانتشال الشهداء والمصابين.
تصاعد العنف في شمال القطاع
إلى جانب مجزرة جباليا، شنت قوات الاحتلال غارة أخرى على بيت لاهيا، استهدفت شارع المنشية، وأسفرت عن استشهاد مواطنة وإصابة عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة. ولم تكن هذه هي الهجمات الوحيدة في هذا اليوم الدموي؛ فقد قصفت طائرات الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد 12 فلسطينياً وإصابة آخرين. كما قُتل 4 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف مدرسة الرمال في شارع النصر غرب المدينة.
أوامر إخلاء جديدة
وفي سياق متصل، أصدرت قوات الاحتلال أوامر جديدة لإخلاء المواطنين في عدة أحياء من مدينة غزة، تشمل الشمال الشاطئ، وعبد الرحمن، والنصر، ومدينة العودة، والكرامة، وهذا التصعيد الخطير يأتي ضمن العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي أدى حتى الآن إلى استشهاد 43,469 فلسطينياً، وإصابة 102,561 آخرين.
كارثة إنسانية في القطاع
الوضع في قطاع غزة يتدهور بسرعة، حيث لا تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض، وطواقم الإسعاف تجد صعوبة بالغة في الوصول إلى المصابين بسبب القصف المستمر والدمار الهائل في البنية التحتية.
ما يحدث في غزة يعتبر انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وسط صمت دولي تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يعيش في ظل قصف متواصل وحصار خانق.
دفع الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في غزة
أكدت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض، يوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيواصل دفع الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن هناك، مشيرةً إلى أن بايدن سيبذل كافة الجهود الممكنة للتوصل إلى حل في لبنان قبل نهاية ولايته في يناير. هذا الإعلان يأتي في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة توترات متزايدة وصراعات معقدة تحتاج إلى تدخلات دبلوماسية جادة.
بلينكن يواصل جولاته الدبلوماسية لحل الأزمة
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن يعتزم مواصلة عمله الدبلوماسي المكثف لإنهاء الحرب في غزة ولبنان، مع السعي إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة. وأوضح ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية، أن الولايات المتحدة تعتبر استمرار هذه الجهود "واجبًا أساسيًا" لضمان تخفيف المعاناة الإنسانية وتحقيق الاستقرار في المنطقة حتى ظهر يوم 20 يناير، موعد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمهامه رسميًا.
بايدن يهدف لتحقيق الاستقرار قبل مغادرته البيت الأبيض
ويسعى الرئيس بايدن لتحقيق تقدم في جهود الوساطة قبل مغادرته منصبه، حيث أكد البيت الأبيض أن الإدارة الحالية ستبذل كل ما بوسعها لتخفيف الصراع، وتهيئة الظروف للوصول إلى حلول دبلوماسية. وبحسب كارين جان بيير، فإن بايدن يدرك مدى حساسية الوضع في غزة ولبنان ويعتبر إيجاد حل سريع ضرورة لضمان استقرار الشرق الأوسط.
وتأتي هذه الجهود ضمن التزام الإدارة الأمريكية بمواصلة السعي لتحقيق حلول دائمة ومستدامة، كما يعمل البيت الأبيض بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء في المنطقة لضمان وجود موقف موحد يدعم إنهاء الصراع بشكل دائم.
دور بلينكن المكثف في المنطقة
منذ تصاعد الأزمة بعد هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، قام بلينكن بأكثر من 11 جولة دبلوماسية شملت عدة عواصم في الشرق الأوسط. وتسعى هذه الجولات المتكررة إلى التوصل إلى اتفاقات وقف إطلاق نار تضمن السلام والإفراج عن الرهائن، وتخفيف المعاناة الإنسانية في المناطق المتضررة. ويعكس هذا التحرك الدبلوماسي المكثف التزام الولايات المتحدة بتقليص التوترات والحفاظ على استقرار المنطقة.
التحركات الدبلوماسية الأمريكية: دعم المساعدات الإنسانية لغزة
أكد المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر أن الوزارة تعمل على تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل فوري ومستمر. ويعتبر هذا الدعم جزءًا من جهود بلينكن المستمرة لتخفيف الضغط على السكان المدنيين المتأثرين بالصراع، حيث تتعاون الخارجية الأمريكية مع وكالات الإغاثة والشركاء الدوليين لإيصال المساعدات الضرورية.
وأوضح ميلر أن إيصال المساعدات يشكل إحدى الأولويات الأساسية للولايات المتحدة، حيث تسعى الإدارة إلى تحقيق توازن بين دعم الحاجات الإنسانية والضغط للوصول إلى حلول سياسية تلبي تطلعات شعوب المنطقة وتضمن حقوقها.
مستقبل السلام في الشرق الأوسط بعد انتقال السلطة
مع اقتراب نهاية ولاية بايدن، يبقى السؤال عن كيفية تعامل الإدارة الجديدة مع الملفات الساخنة في الشرق الأوسط، وخاصةً ملفي غزة ولبنان. وبينما تعمل إدارة بايدن على تسهيل انتقال السلطة بطريقة منظمة، تشير التوقعات إلى أن ترامب قد يتبنى أسلوباً أكثر تشدداً أو يعيد النظر في الاستراتيجيات السابقة لتحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة.
ويرى المراقبون أن أي تقدم تحققه إدارة بايدن الحالية في الأشهر الأخيرة سيكون له أثر على العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، وربما يساهم في تمهيد الطريق لاستقرار طويل الأمد.