دمشق تتعرض لقصف جديد: قتلى وجرحى في محيط السيدة زينب
ADVERTISEMENT
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الاثنين، بمقتل عنصرين على الأقل من حزب الله اللبناني، وإصابة آخرين، جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق. وأشار المرصد إلى أن القصف استهدف منزلاً في إحدى المزارع، يستخدمه عناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، ضمن سلسلة ضربات جوية تنفذها إسرائيل ضد مواقع تقول إنها مرتبطة بنشاطات إيرانية وحزب الله في سوريا.
تفاصيل الهجوم وتأكيدات رسمية
في بيان رسمي، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن القصف الإسرائيلي نُفذ من جهة هضبة الجولان المحتلة، واستهدف عددًا من المواقع المدنية في محيط دمشق، مما أسفر عن خسائر مادية، دون أن تقدم تفاصيل إضافية حول الأضرار أو عدد الإصابات. وقال الجيش الإسرائيلي، في تصريح له، إن الضربة الجوية استهدفت "قائد استخبارات حزب الله في سوريا"، مضيفًا أن العملية طالت بنية تحتية رئيسية للتنظيم قرب دمشق.
السيدة زينب: منطقة توتر دائم
وتقع منطقة السيدة زينب، التي تُعد أحد المعاقل الأساسية للوجود الإيراني وحزب الله جنوب العاصمة دمشق، ضمن المناطق التي تتعرض بشكل متكرر لهجمات جوية إسرائيلية. وتؤكد تقارير أن المنطقة تضم مواقع استراتيجية يستخدمها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله كقواعد عملياتية ومستودعات أسلحة، إضافة إلى مقرات تضم قيادات بارزة في الفصائل المتحالفة مع إيران. كما أفادت مصادر محلية بأن سيارات الإسعاف هرعت إلى المنطقة، وتم فرض طوق أمني مشدد من قبل القوات الحكومية السورية، مما يشير إلى حجم الدمار والخسائر البشرية الناجمة عن القصف.
تصاعد الضربات الإسرائيلية بعد هجوم حماس
وتشهد الهجمات الإسرائيلية على المواقع العسكرية في سوريا تكثيفًا ملحوظًا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل والذي أشعل موجة جديدة من التوترات العسكرية في المنطقة. وتركزت الضربات الأخيرة على مواقع لحزب الله والحرس الثوري الإيراني، مع ارتفاع حدة الصراع على الحدود الشمالية لإسرائيل ولبنان.
وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الهجمات تهدف إلى منع تعزيز المواقع العسكرية لحزب الله وإيران في سوريا، التي تعتبرها إسرائيل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. وتأتي الضربات الأخيرة ضمن استراتيجية إسرائيلية لقطع خطوط الإمداد التي تعزز نفوذ إيران وحزب الله على الأراضي السورية، وخاصة في المناطق القريبة من الحدود مع الجولان المحتل.
استهداف متكرر لمحيط دمشق والمناطق الحدودية
وتعتبر منطقة السيدة زينب، إلى جانب مناطق أخرى في محيط دمشق وجنوبي سوريا، من المواقع الاستراتيجية التي تستهدفها إسرائيل بانتظام منذ اندلاع الحرب السورية. ويرى مراقبون أن هذه الهجمات تأتي في إطار صراع إقليمي أوسع يهدف إلى إضعاف نفوذ إيران في سوريا، حيث تعتقد إسرائيل أن حزب الله يستفيد من البنية التحتية الإيرانية في سوريا لتنفيذ عمليات عسكرية ضدها.
كما تُشير مصادر أمنية إلى أن الهجمات المستمرة في هذه المناطق تأتي وسط تقارير عن وجود قادة كبار في الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، الأمر الذي يجعل هذه المواقع هدفًا مستمرًا للضربات الجوية الإسرائيلية.
الأبعاد السياسية للضربات والتوترات الإقليمية
يُنظر إلى هذا التصعيد العسكري كجزء من استراتيجية إسرائيلية لإحباط أي محاولات من قبل إيران وحزب الله لتعزيز مواقعهما على الحدود الشمالية لإسرائيل، حيث يستهدف القصف مواقع يُعتقد أنها تحوي معدات متقدمة وأصولاً استخباراتية، قد تمثل تهديدًا مباشرًا على الأمن الإسرائيلي. ويرى خبراء أن هذا التصعيد قد يدفع إلى مزيد من التوترات الإقليمية، خاصة في ظل الأوضاع المتدهورة في سوريا، وغياب الحلول السياسية للأزمة السورية المستمرة.