تحليل|«مليارات البشر يترقبون».. ماذا يعني فوز ترامب بالنسبة للشرق الأوسط وللعالم؟
ADVERTISEMENT
ملفات ساخنة على طاولة البيت الأبيض تنتظر الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سواء كانت كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن، أو دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري، ومع اقتراب يوم 5 نوفمبر الذي يفصل عنا يوم ويحدد الفائز بعرش البيت الأبيض، يطفو سؤال يشغل صناع القرار في العالم أجمع ماذا لو فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية…؟
أوكرانيا ونهاية شهر العسل الأمريكي
فخلال فترة حكم ترامب من 2017 - 2021 اتسمت سياسته بالمفاجأت بعض الأحيان سواء في علاقته مع الصين وروسيا أو دول الشرق الأوسط وإسرائيل، وأن كان فوزه قد يمثل ورقة رابحة للبعض لاسيما (إسرائيل) إل إنه ستكون صعقة بالنسبة للبعض الآخر مثل (إيران).
صحيفة "تليجراف" نشرت مقال تحليلي اطلعنا عليه تتحدث عن ما يعنيه فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية للشرق الأوسط والعالم اجمع، حيث أشارت إلى أنه في حال فوز ترامب فلن يكون جيداً بالنسبة لأوكرانيا التي تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة لبقاءها قبل أن تبتلعها روسيا التي سيطرت على أجزاء من أراضيها خلال فترة الحرب، فإذا كان هناك دعم عسكري أمريكي نعمت به كييف خلال عهد الرئيس جو بايدن، فالوضع سيكون مختلف في عهد ترامب وقد تكون نهاية شهر العسل الذي غرق فيه "النظام الزيلينسكي" وبداية لشهور من الكوابيس.
حيث ترامب لديها سياسة مختلفة مع الملف الأوكراني ولا يدعم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو الذي كان سبب الرئيسي في شن روسيا غزو على كييف لإيقاظها من وهم الانضمام إلى الحلف العسكري.
وبشكل صريح ترامب قال إنه إذا فاز فإنه سيتصل هاتفيا بفلاديمير بوتن وفولوديمير زيلينسكي لإجبارهما على التوصل إلى اتفاق سلام. وفي حال تم إبرام صفقة فمن الصعب أن يتنازل سيد الكرملين عن الأراضي التي سيطر عليها وضمها إلى نفوذه ومن ثم ستكون هذه الصفقة أن كانت ستكون نصر لبوتين فمما لا شك فيه ستكون هزيمة مدوية لأوكرانيا. التي لم تنضم لحلف الناتو وتكبدت خسائر مادية وبشرية فادحة إلى جانب (احتلال) أجزاء من أراضيها.
ترامب الصديق الوفي لإسرائيل
أما عن الشرق الأوسط الذي يعج بسلسة من الأزمات وله النصيب الأكبر من المصائب العالمية من صراعات وكوارث إنسانية تعيشها عدد من البلدان في المنطقة لعل غزة والسودان خير مثال على ذلك الذي تمخض من هذه الحروب سلسلة من المآسي لم تنتهي حتى الآن. وعلى النقيض من الوضع في أوكرانيا، لا يوجد هنا الكثير من الغموض فلو كانت إسرائيل الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة، فإنها ستكون حمراء بشكل قاطع بالنسبة للجمهوريين، وذلك بسبب دعمها للحزب الجمهوري الذي يعرف بانحيازه لإسرائيل، مقارنة بالديمقراطيين الذي ترى إسرائيل إنه ليس صديق القوى رغم هذا الكم الهائل من الدعم الذي قدمه بايدن خلال حربها على غزة ولبنان.
فيعتقد العديد من الإسرائيليين أن فوز هاريس من شأنه أن يعطي إيران وحماس وحزب الله سبباً للأمل في حدوث انقسام بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتالي حافزا لمواصلة القتال. أما فوز ترامب فمن شأنه أن يطفئ هذا الأمل ويجبرهم على إنهاء الحرب متعددة الجبهات.
إيران في عهد ترامب
أما فيما يتعلق بإيران وفوز ترامب، فهو لن تكون الفترة المفضلة لطهران، وذلك بسبب سياسة ترامب المعادية للنظام الإيراني وتمثل ذلك خلال فترة عهده حيث فرض سلسلة من العقوبات إلى جانب الخروج من الاتفاق النووي الإيراني، واستهداف قيادات عسكرية إيرانية كاغتيال قاسم سليماني.
وقال آراش عزيزي، مؤلف كتاب "ما يريده الإيرانيون": "بشكل عام، يبدو أن النظام يريد فوز هاريس.. فطوال العام الماضي، كان الخوف من عودة ترامب يملأ كل وسائل الإعلام الإيرانية. فهم يعانون في الأساس من اضطراب ما بعد الصدمة الناجم عن رئاسة ترامب الأخيرة دم القدرة على التنبؤ بتصرفاته، وسياسة الضغط القصوى التي ينتهجها، وقربه من نتنياهو".
وفي المقابل هناك فصيل في طهران يعتقد أن ترامب رجل الأعمال سوف يلعب مضربًا أكثر استقامة من الديمقراطيين المتقلبين، الذين يلوحون باحتمال التوصل إلى تسوية ولكنهم ينتهي بهم الأمر دائمًا إلى دعم إسرائيل على أي حال.
ولكن الأمور ليست بهذه الوضوح. صحيح أن ترامب قريب من اليمين الإسرائيلي وربما يقتنع بفكرته بشأن شن غارة جوية شاملة على البنية الأساسية النووية والنفطية في إسرائيل على أمل إسقاط النظام، ولكن من ناحية أخرى، قد لا يفعل ذلك. فقد تردد هو و هاريس بشكل كبير بين الدعوة إلى سياسات أكثر صرامة والمطالبة بالعودة إلى المحادثات.
الصين وترامب والبيزنس
أما الوضع في الصين، كما هو الحال في أماكن أخرى، أصبحت التغطية الإعلامية والمناقشة حول الانتخابات الأميركية مشبعة بكل من وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة الدولة وشبكات التواصل الاجتماعي. وركزت الكثير من التقارير الإخبارية في الآونة الأخيرة على عدم الاستقرار المحتمل داخل الولايات المتحدة بشأن الانتخابات، مستشهدة بتقارير أمريكية محلية حول احتمال اندلاع عنف سياسي، ولكن لا يوجد ما يشير إلى تفضيل واضح لمرشح على آخر. ويرجع هذا إلى أن بكين لم تشهد أي فارق كبير على المستوى المادي .
في ولايته الأخيرة، أشعل ترامب حربًا تجارية، وألقى باللوم على الصين في انتشار فيروس كورونا، وشن حملة مثيرة للجدل بقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي ضد التجسس الاقتصادي الصيني. ووعد بتوسيع التعريفات الجمركية المناهضة للصين بشكل كبير إذا عاد إلى البيت الأبيض.
ولكن في حين خفف بايدن من حدة خطابه، فإنه لم يغير مساره حقا: فقد حافظ على بعض التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب، وفي بعض الحالات شددها ففي سبتمبر، فرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على المركبات الكهربائية الصينية، والأمر الأكثر أهمية هو أنه تعهد صراحة بالذهاب إلى الحرب للدفاع عن تايوان إذا تعرضت للهجوم.