سباق البيت الأبيض وملفات الشرق الأوسط الساخنة: ترامب أم هاريس؟
ADVERTISEMENT
في إطار التوترات الحالية في الشرق الأوسط، يراقب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الانتخابات الأمريكية عن كثب. وقد عبر نتنياهو علنًا عن إعجابه بالرئيس السابق دونالد ترامب، حيث أطلق اسمه على مستوطنة في مرتفعات الجولان المحتل، تخليدًا لموقفه الداعم لإسرائيل. وتعتبر هذه المستوطنة، المسماة "ترامب هايتس"، رمزاً لمرحلة ذهبية من العلاقات الأمريكية الإسرائيلية عندما اعترف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان عام 2019، خطوة أحدثت تغييراً تاريخياً في السياسة الأمريكية تجاه هذه القضية الحساسة.
تصاعد التوترات: سكان "ترامب هايتس" على خط المواجهة
بالقرب من الحدود اللبنانية، تتزايد المخاوف الأمنية بين سكان مستوطنة "ترامب هايتس". وتحدث أحد السكان، إيليك غولدبرغ، عن مدى قلقه من التصعيد مع حزب الله بعد هجمات حماس على جنوب إسرائيل. قال غولدبرغ إنه يتطلع إلى دعم الإدارة الأمريكية القادمة، متمنيًا أن "تفعل الصواب"، في إشارة واضحة إلى دعمه لتعزيز العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، واصفًا ذلك بالضرورة لأمن وسلامة المجتمعات الإسرائيلية الحدودية.
دعم إسرائيل: محور رئيسي في أجندة المرشحين الأمريكيين
يحظى ترامب بدعم كبير من الشارع الإسرائيلي، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن ثلثي الإسرائيليين يفضلون فوزه، وخاصة بين مؤيدي نتنياهو. ويرتبط هذا الدعم بقراراته السابقة مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإلغاء الاتفاق النووي الإيراني الذي عارضته إسرائيل بشدة. في المقابل، ينظر البعض إلى المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس كمنافس لا يحمل نفس الحماس تجاه القضايا الإسرائيلية.
السياسات تجاه إيران: صراع حول السبل المختلفة للردع
تظل إيران القضية المركزية في اهتمامات إسرائيل عند تقييم المرشحين. فقد دعا ترامب إسرائيل سابقاً إلى تبني نهج أكثر عدائية تجاه إيران، محذراً من خطورة التهديد النووي الإيراني، والذي يشكل هاجساً دائماً للأمن القومي الإسرائيلي. على العكس من ذلك، قد تعتمد هاريس في حال فوزها على سياسات الضغط الدبلوماسي للتوصل إلى اتفاق جديد يحول دون امتلاك طهران أسلحة نووية، مما قد يشكل نهجًا أكثر اعتدالاً.
الرؤية الأمريكية تجاه التطبيع في الشرق الأوسط
يلتقي ترامب وهاريس في دعمهما لتعزيز اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، إذ يسعى كل منهما لتعزيز العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، وخاصة السعودية. ولكن يتوقع أن يتبع كل منهما أسلوباً مختلفاً، حيث قد يركز ترامب على بناء التحالفات انطلاقاً من المواجهة مع إيران، بينما قد تميل هاريس إلى تحقيق الاستقرار قبل التصدي للقضايا الأكثر تعقيداً.
القضية الفلسطينية: غياب الاستراتيجية الواضحة
منذ عقود، كانت إقامة دولة فلسطينية مستقلة موضوعًا رئيسيًا في السياسة الخارجية الأمريكية، لكن هذا الهدف تراجع بشكل كبير في جدول الأعمال الأمريكي مؤخراً. لا يظهر أن أحد المرشحين سيعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ما يعزز شعور الفلسطينيين بخيبة الأمل تجاه الولايات المتحدة. ويرى سياسيون فلسطينيون أن "الوعود الأمريكية لم تؤت ثمارها"، إذ يشعرون بأن واشنطن انحازت كلياً لصالح إسرائيل على حساب القانون الدولي والحقوق الفلسطينية.
السياسات الخارجية والشخصية الأمريكية في الشرق الأوسط
تشير تحليلات السياسيين في إسرائيل إلى أن النهج الأمريكي تجاه الشرق الأوسط لا يتوقف فقط على المصالح، بل يتأثر أيضاً بشخصية الرئيس الأمريكي نفسه. فقد قدم بايدن دعماً لإسرائيل، لكن العديد من الإسرائيليين يفضلون ترامب بسبب أسلوبه المباشر وتعبيره عن دعمه الواضح لإسرائيل، إذ يرون فيه شخصية أقرب إلى الحليف الموثوق.
هل تؤثر نتائج الانتخابات الأمريكية على مسار الشرق الأوسط؟
مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، تترقب دول المنطقة نتائج هذا السباق المصيري. وبينما تعكس التوجهات السياسية لكل من ترامب وهاريس رؤى متباينة حول قضايا الشرق الأوسط، يبقى السؤال حول مدى تأثير هذه النتائج على المسارات الإقليمية، وهل ستكون الإدارة القادمة قادرة على إحداث فرق إيجابي ومستدام؟