غزة على حافة المجاعة.. تحذيرات عاجلة من برنامج الأغذية العالمي

في ظل التصعيد العسكري المستمر وتفاقم الأوضاع في قطاع غزة، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن القطاع يواجه خطرًا وشيكًا بحدوث مجاعة إذا لم يتم تسهيل وصول المساعدات الإنسانية فورًا، ومع استمرار القيود المفروضة على دخول المواد الأساسية، تزداد المخاوف من كارثة إنسانية وشيكة قد تهدد حياة ملايين السكان.

أزمة إنسانية تتفاقم: تحذيرات من اتساع نطاق المتضررين

أكد برنامج الأغذية العالمي في بيان له أن الأوضاع في غزة تتدهور بسرعة غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن السكان يعيشون تحت ضغوط متزايدة نتيجة نقص الغذاء والماء بسبب استمرار الحصار والتصعيد العسكري. وأوضح البرنامج أن كل تأخير في إدخال الإمدادات الغذائية يفاقم معاناة المدنيين المحاصرين، الذين يعانون بالفعل من الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

"كلما استمرت الأوضاع في التدهور، ستزداد دائرة المتضررين من خطر المجاعة، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة."

وفقًا للبيان، فإن استمرار تعطيل دخول المساعدات يعرض حياة الآلاف للخطر، خاصة في ظل توقف الإمدادات الأساسية التي يعتمد عليها السكان.

المساعدات الإنسانية عالقة.. 94 ألف طن من الغذاء تنتظر العبور

أوضح برنامج الأغذية العالمي أن هناك 94 ألف طن من المواد الغذائية جاهزة للتوزيع في مصر والأردن، تكفي لإطعام مليون شخص لمدة 4 أشهر. ومع ذلك، تعيق نقاط العبور غير الآمنة والإجراءات البيروقراطية وصول هذه الإمدادات الحيوية. وأكد البيان أن القطاع لم يستقبل هذا الشهر سوى 5 آلاف طن فقط من المساعدات، وهي كمية لا تلبي احتياجات السكان الذين يعيشون في ظل حصار خانق منذ سنوات.
 

الجيش الإسرائيلي يحصي خسائره.. إصابة 12 ألف جندي منذ بداية حرب غزة ولبنان

الولايات المتحدة تقترح هدنة مدتها 28 يومًا في غزة

العاهل المغربي والرئيس الفرنسي يدعوان إلى وقف فوري للهجمات في غزة ولبنان

وأشار البرنامج إلى أن القيود المفروضة على المعابر، بما في ذلك الموافقات الأمنية والتأخيرات على نقاط التفتيش، تجعل من الصعب تقديم الإمدادات في الوقت المناسب، ما يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية يومًا بعد يوم.

التصعيد العسكري يزيد معاناة السكان ويهدد المساعدات

أكد البيان أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة تشكل عائقًا أساسيًا أمام وصول المساعدات. وتسببت الغارات الجوية والقصف المستمر في تعطيل جهود الإغاثة وإغلاق نقاط العبور، مما جعل الوضع في غزة أكثر تعقيدًا.

تأتي هذه الأزمة في وقت يشهد فيه القطاع نقصًا حادًا في الغذاء والوقود، مما يعمّق من المأساة اليومية لسكان غزة. ويعتمد البرنامج بشكل كبير على فتح ممرات إنسانية آمنة لضمان إيصال المساعدات في الوقت المناسب، قبل أن تصل الأوضاع إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها.

مخاطر المجاعة تتزايد: دعوات لتحرك دولي عاجل

حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن الأوضاع في غزة تتطلب تدخلًا دوليًا سريعًا لضمان تدفق المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح. ودعا البرنامج إلى تسهيل إجراءات العبور على الفور وفتح معابر آمنة لضمان وصول الإمدادات إلى جميع المحتاجين.

"عدم التحرك الفوري سيؤدي إلى انهيار الأوضاع الإنسانية في القطاع، ويهدد حياة الآلاف بالجوع."

كما شدد البيان على ضرورة تحييد المساعدات الإنسانية عن أي صراعات سياسية أو عسكرية لضمان وصولها للمحتاجين، في ظل التهديدات المتزايدة بانهيار البنية التحتية وتفاقم الأزمة الإنسانية.

غزة في مواجهة شبح المجاعة: هل يتحرك المجتمع الدولي؟

تعيش غزة في ظل حصار مستمر منذ سنوات، لكن التصعيد العسكري الأخير جعل الحياة اليومية للسكان أكثر قسوة، حيث يعاني أكثر من مليوني شخص من نقص الغذاء والماء وتدهور الخدمات الأساسية. ومع كل يوم يمر دون وصول المساعدات، تتسع دائرة المتضررين، مما يجعل الوضع أقرب إلى كارثة إنسانية شاملة.

يدعو برنامج الأغذية العالمي والمجتمع الدولي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية، ليس فقط لتأمين دخول المساعدات، بل أيضًا لحماية المدنيين من التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن استمرار الحصار.