عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

جنين تحت نيران الاحتلال.. تصعيد عسكري واسع وتدمير في وسط المدينة

تحيا مصر

تشهد مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية عمليات عسكرية مكثفة من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل تنفيذ عملية واسعة النطاق تسببت في تدمير هائل، خاصة في وسط المدينة. 

وقد ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوات الاحتلال، مصحوبة بجرافات عسكرية، قامت باقتحام منطقة شارع الناصرة، حيث تمركزت واحتجزت عددًا من الفلسطينيين بالقرب من دوار جميل.

مداهمة المحال التجارية

وأفادت المصادر بأنّ جنود الاحتلال دهموا العديد من المحال التجارية في شارع الناصرة وشنّوا هجمات موسعة في منطقة شمال الضفة، حيث اقتحمت الآليات العسكرية ضاحية شويكة وقرية الجاروشية، قبل التوجه نحو بلدات أخرى مثل دير الغصون وعتيل وزيتا، وجابت شوارعها الرئيسية والفرعية دون أن يبلغ عن حالات اعتقال.

وفي إطار التصعيد العسكري، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع نحو الفلسطينيين المتواجدين في بلدة زيتا، ما أثار حالة من التوتر في المنطقة.

موجة عنف متصاعدة في الضفة الغربية

ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في ظل موجة عنف متصاعدة في الضفة الغربية مستمرة لأكثر من عام، وتزايدت منذ اندلاع المواجهات في قطاع غزة في أكتوبر 2023 عقب هجوم من حركة حماس على مواقع إسرائيلية في غلاف غزة. 

هذه التطورات رافقها تصاعد في اعتداءات المستوطنين المتطرفين على المواطنين الفلسطينيين، ما دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوات لفرض عقوبات على مجموعات من المستوطنين المتطرفين، سعياً للحد من العنف المتصاعد في الأراضي الفلسطينية.

استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة

وصف تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الوضع في قطاع غزة بأنه كارثي في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية. وأكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية حول وداخل المستشفيات أدت إلى نقص حاد في الإمدادات الطبية، ومنعت مئات المرضى من الحصول على رعاية منقذة للحياة.

وأشار غيبريسوس إلى أن مستشفى كمال عدوان، الذي كان محاصراً، استعاد بعض نشاطه، لكنه قال إن ذلك جاء بتكلفة باهظة بعد اعتقال 44 من أعضاء الطاقم الطبي الذكور، ولم يتبقَ في المستشفى سوى الموظفات وطبيب واحد لرعاية حوالي 200 مريض. وشدد على ضرورة وقف العمليات العسكرية فوراً للحفاظ على ما تبقى من النظام الصحي المنهار، مؤكداً أن "حياة الناس تعتمد على ذلك".

الأمم المتحدة: انتهاكات في غزة تصل إلى جرائم ضد الإنسانية

في سياق متصل، دعا فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، يوم الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول، المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لاحترام القانون الدولي الإنساني. وأكد أن ما يحدث في شمال غزة من قصف وحصار وتهجير جماعي يهدد بإفراغ القطاع من سكانه، واصفاً ما يجري بأنه قد يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

وأشار تورك إلى أن السكان الفلسطينيين في غزة يُجبرون على الاختيار بين التهجير أو البقاء في مناطق نزاع نشطة، مؤكداً أن الوضع يزداد سوءاً كل يوم. وأوضح أن القانون الدولي الإنساني يفرض تجنب استهداف المستشفيات والمرافق الصحية، مشدداً على أن هذه القواعد ملزمة وتهدف إلى الحفاظ على الحد الأدنى من الإنسانية في أوقات الحرب.

نقص حاد في الغذاء والماء يهدد السكان في غزة

إلى جانب الأوضاع الصحية المتدهورة، يعاني سكان غزة من أزمة غذائية غير مسبوقة. وأفاد برنامج الأغذية العالمي، في بيان صدر يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول، أن أنظمة الغذاء في غزة تضررت بشكل كبير ولم يعد لدى السكان أي سبل للتكيف مع الأزمة.

وأشار البرنامج إلى أن المساعدات الغذائية في أكتوبر/تشرين الأول وصلت إلى 260,000 شخص فقط، أي ما يعادل 20% فقط من المحتاجين. ومع اقتراب فصل الشتاء، تواجه العائلات الفلسطينية شتاءً قاسياً يتزامن مع انعدام الأمن الغذائي، حيث توقع تقرير للأمن الغذائي أن 90% من سكان غزة قد يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد إذا لم يتوقف القتال وتُفتح قنوات الإغاثة.

تابع موقع تحيا مصر علي