عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ارتفاع خسائر الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان..مقتل العشرات وتفاقم المعارك الميدانية

ارتفاع خسائر الجيش
ارتفاع خسائر الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان

تشهد جبهة جنوب لبنان مواجهات يومية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، حيث تشير التقارير إلى خسائر متزايدة في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بدء العملية البرية. فقد تجاوزت حصيلة القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين 40 قتيلًا، بينهم 22 جنديًا خلال الأسبوع الأخير وحده، مع تسجيل 88 إصابة في الـ48 ساعة الماضية. وتؤكد هذه الأرقام، بحسب مراقبين، أن المعركة باتت أصعب مما توقعته تل أبيب، خاصة في ظل تكتيكات "حزب الله" الدفاعية المتقدمة.

هل تتجاوز الخسائر الإسرائيلية الحدود المقبولة عسكريًا؟

رغم الإعلان عن تحقيق أهداف ميدانية، تواجه إسرائيل انتقادات داخلية بشأن الخسائر البشرية المتزايدة. وأشار خبراء عسكريون إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه خطر الاستنزاف البشري في حال استمرار المعارك لفترة أطول. يقول رئيس مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري، رياض قهوجي، إن "استمرار المعركة لفترة طويلة قد يشير إلى أن تل أبيب ترى الخسائر ضمن الحدود المقبولة. أما إذا توقفت العمليات فجأة، فسيكون ذلك دليلًا على تجاوز الخسائر للتوقعات."

وفي الوقت نفسه، لا يستطيع الجيش الإسرائيلي إخفاء خسائره البشرية، على عكس "حزب الله"، الذي توقف عن إعلان مقتل مقاتليه منذ نهاية الشهر الماضي، عندما بلغ العدد الرسمي 508 قتلى. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن العدد قد وصل إلى 1000 قتيل.
 

مواجهات يومية عنيفة وصواريخ تستهدف التجمعات العسكرية

تتواصل الاشتباكات العنيفة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، حيث أعلن الحزب استهداف قوة مشاة إسرائيلية بصاروخ في حولا، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى. كما نفذ الحزب هجمات صاروخية على تجمعات عسكرية إسرائيلية في أطراف بلدات عيترون والضهيرة. وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن الاشتباكات في محيط بلدة يارين شهدت تبادلًا مكثفًا لإطلاق النار باستخدام الأسلحة الرشاشة والصاروخية.

غارات إسرائيلية عنيفة تطال مواقع مدنية وعسكرية جنوب لبنان

في ظل التصعيد المستمر، شنّ الجيش الإسرائيلي 120 غارة جوية خلال الساعات الـ24 الماضية استهدفت مواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في الجنوب اللبناني. وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارات أصابت مواقع لتخزين وإنتاج الأسلحة تابعة لـ"حزب الله".

كما تعرض مستشفى الساحل في بيروت لتهديدات مباشرة من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الذي زعم وجود مخزن للأسلحة تحت المستشفى. وردت إدارة المستشفى بجولة إعلامية نفت خلالها هذه المزاعم.

في منطقة حارة صيدا، استهدفت غارة إسرائيلية قياديًا أمنيًا في حزب الله، حسين فنيش، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 25 آخرين. وأفادت التقارير بأن الهجوم تسبب في دمار واسع بالمبنى المستهدف والمناطق المحيطة.

"حزب الله" يرد بهجمات صاروخية كثيفة على المستوطنات الإسرائيلية

ردّ "حزب الله" على الغارات الإسرائيلية بإطلاق 75 صاروخًا باتجاه مناطق الجليل الأعلى والجليل الأوسط، ما تسبب في إصابات بين المدنيين، إضافة إلى تدمير منزل في بلدة طمرة. كما استهدف الحزب قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال حيفا، وأطلق طائرات مسيرة انقضاضية على منطقة بارليف الصناعية شرق عكا، في تصعيد خطير للأعمال القتالية.

مستودعات أسلحة واغتيالات تستهدف قادة "حزب الله"

في إطار عملياتها على الأرض، أعلنت القوات الإسرائيلية عن اكتشاف مستودعات أسلحة تحت الأرض خلال مداهمات في مناطق جنوب لبنان. وأكد أفيخاي أدرعي أن الجيش الإسرائيلي تمكن من القضاء على قائد قطاع بنت جبيل في حزب الله، أحمد جعفر معتوق، إضافة إلى قائد المدفعية في القطاع نفسه.

وتكشف هذه التطورات عن سعي إسرائيل لتضييق الخناق على البنية العسكرية للحزب في الجنوب اللبناني، في محاولة لتقليل قدرته على شن هجمات صاروخية على المستوطنات الإسرائيلية.

توقعات بإطالة أمد المعركة وتأثيرها على المفاوضات الدبلوماسية

يربط المراقبون تطورات المعارك الحالية بمصير المفاوضات الدبلوماسية المتوقعة بين الأطراف الإقليمية والدولية. ويؤكد المحللون أن نتائج المواجهات على الأرض ستؤثر بشكل مباشر على القرار الإسرائيلي بشأن استمرار المعركة. ويرى البعض أن إطالة أمد الصراع قد تدفع الطرفين إلى إعادة تقييم استراتيجيتهما، خاصة إذا تجاوزت الخسائر توقعات إسرائيل.

يقول رياض قهوجي: "إذا لم تنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها خلال الأسابيع المقبلة، فقد تجد نفسها مضطرة لوقف المعركة أو البحث عن حلول دبلوماسية للخروج من المأزق الحالي."

تابع موقع تحيا مصر علي