عاجل
الجمعة 18 أكتوبر 2024 الموافق 15 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

حماس تعلن استشهاد السنوار وتؤكد: الأسرى الإسرائيليون لن يعودوا إلا بانسحاب القوات

يحيى السنوار، رئيس
يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

أعلن خليل الحية، القيادي في حركة حماس، في خطاب متلفز يوم الجمعة، مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي كان مستهدفًا في عملية عسكرية إسرائيلية جنوب قطاع غزة. ورغم خسارة أحد أهم قياداتها، أكدت الحركة أنها لن تتراجع عن شروطها، مشددة على أن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مشروط بـوقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب القوات من غزة.

وقال الحية في كلمته: "نتمسك بخروج القوات الإسرائيلية من غزة وتحرير أسرانا الفلسطينيين. لا سلام دون حرية، وسنواصل المسيرة حتى إقامة الدولة الفلسطينية." وأضاف: "الأسرى الإسرائيليون لن يعودوا إلا بشروطنا الواضحة."

نعيم: "قتل قادتنا لن ينهي حماس بل يزيدها قوة"

وفي أول تعليق بعد إعلان مقتل السنوار، صرّح باسم نعيم، أحد قادة حماس، أن اغتيال السنوار لن يضعف الحركة، بل سيعزز من شعبيتها وقوتها. وقال نعيم: "تعتقد إسرائيل أن قتل قادتنا سيُنهي الحركة، لكنها مخطئة. حماس ليست مجرد أفراد؛ بل هي حركة شعبية يقودها نضال من أجل الحرية والكرامة".

وأشار نعيم إلى أن اغتيال قادة سابقين، مثل أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، لم يُنهِ الحركة بل جعلها أكثر قوة. وأضاف: "سيستمر نضال الشعب الفلسطيني حتى تحرير كامل أراضينا المحتلة، ولن نخضع للضغوط الدولية أو العسكرية".

اغتيال السنوار.. نقطة تحول في الصراع

تشكل عملية اغتيال يحيى السنوار تطورًا محوريًا في الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس. وكان السنوار قد لعب دورًا أساسيًا في هجمات 7 أكتوبر 2023، التي فجرت الأوضاع وأشعلت فتيل الحرب التي استمرت لأكثر من عام. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، كان السنوار العقل المدبر للهجمات الأخيرة، حيث قاد التخطيط من شبكة الأنفاق التي بنتها حماس على مدى السنوات الماضية.

وكان السنوار قد أصبح رئيسًا للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران في يوليو 2024. ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية، تقول التقارير إن السنوار كان يتحصن تحت الأرض في شبكة معقدة من الأنفاق في جنوب غزة.
 

نتنياهو: "الحرب مستمرة حتى عودة جميع الرهائن"

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مقتل السنوار لن ينهي الحرب، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحرير جميع الرهائن. وقال نتنياهو: "اغتيال السنوار هو خطوة مهمة، لكنه ليس النهاية. سنواصل القتال حتى يعود جميع أحبائنا إلى ديارهم.

وأضاف نتنياهو: "هذه فرصة حقيقية لسلام طويل الأمد في غزة، لكن السلام لن يتحقق قبل إعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين وإضعاف حماس بالكامل." تصريحات نتنياهو تعكس إصرار إسرائيل على استمرار العمليات العسكرية، مما ينذر باستمرار التصعيد في المرحلة المقبلة.

مستقبل غزة بعد اغتيال السنوار: تصعيد أم تهدئة؟

بينما يرى بعض المحللين أن مقتل السنوار قد يؤدي إلى تفكيك بعض شبكات حماس، يحذر آخرون من أن الحركة قد تشن هجمات انتقامية. في الوقت نفسه، تواجه غزة أزمة إنسانية متفاقمة مع استمرار القصف الإسرائيلي، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين.

وفقًا لتقارير وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد القتلى إلى 42,438 شخصًا، في حين بلغ عدد المصابين 99,246 جريحًا. ولا تزال فرق الإنقاذ تواجه صعوبات في الوصول إلى العالقين تحت الأنقاض بسبب القصف المتواصل.

هل يغير مقتل السنوار مسار الصراع؟

مع تأكيد مقتل يحيى السنوار، يبقى السؤال: هل سيقود هذا التطور إلى إنهاء الصراع؟ أم أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا جديدًا بين إسرائيل وحماس؟ رغم الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، يبدو أن إسرائيل وحماس غير مستعدتين للتهدئة في هذه المرحلة.

ويرى مراقبون أن مستقبل غزة سيتحدد بناءً على قدرة حماس على إعادة تنظيم صفوفها بعد خسارة قائدها، وما إذا كانت إسرائيل ستتمكن من تحقيق أهدافها العسكرية قبل الضغط الدولي لوقف الحرب.

تابع موقع تحيا مصر علي