عاجل
السبت 12 أكتوبر 2024 الموافق 09 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

بين الشرق والجنوب.. مهمات استراتيجية يقودها الرئيس السيسي لحماية الأمن القومي

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

رؤية متوازنة عن صراع الشرق الأوسط وتحذير من انفجار محتمل
قمة ثلاثية لتعميق الترابط السياسي والاستراتيجي بدول "القرن الإفريقي"
الرئيس السيسي ونظيراه الإريتري والصومالي يوقعان اتفاقًا تاريخيا

 في ظل ما تموج به المنطقة من صراعات، تعمل مصر على حماية أمنها القومي على جميع محاورها الاستراتيجية، والتي تواجه تهديدات غير مسبوقة، فمن الحدود الشرقية، تعبث إسرائيل بأمن المنطقة، عبر تصعيد عدوانها على كل من غزة ولبنان.

وقد حر الرئيس السيسي في أكثر من خطاب، الأيام الأخيرة، من خطورة هذا التصعيد في انفجار حرب شاملة في المنطقة، وبينما جاء هذا التحذير، لوحت مصر برسائل قوية عن قدراتها العسكرية القادرة على حماية أمنها القومي، إذا ما أُجبرت على طريق غير السلام، الذي أكد الئريس السيسي أنه كان ولا يزال الخيار الاستراتيجي بالنسبة لمصر.

وفيما تواجه حدود مصر الجنوبية مخاطر بسبب الصراع الدائر في السودان، مرورًا  بما تواجهه منطقة القرن الإفريقي من صراعات.وتكثف الجهود المصرية المبذولة من أجل تعزيز السلم والأمن بالقارة الإفريقية، عبر دعم ورعاية جهود الوساطة في النزاعات، فضلا عن المساهمة في بعثات حفظ السلام الأممية الرامية لدعم وبناء السلام في الدول الإفريقية، كما  تعمل في الوقت نفسه على تعزيز واستدامة دورها المحوري والتاريخي في القارة الإفريقية، وبشكل خاص في منطقة القرن الأفريقي لتصبح لاعبا فاعلا في هذه المنطقة بما يساهم في حماية أمنها القومي.

يشير الخبراء إلى أن التحركات المصرية المكثفة في منطقة القرن الأفريقي، والتي كان أخرها القمة الثلاثية بين قادة مصر وإريتريا والصومال، ساهمت في إحداث حالة من التوازن الاستراتيجي لمجابهة أي محاولات من جانب دولة بعينها للهيمنة على هذه المنطقة التي تتحكم بمنابع نهر النيل، فضلا عن كونها المسيطر على مداخل البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي هذا الصدد، أكد سمير فرج، المحلل الاستراتيجي، أهمية هذه الخطوة في تعزيز التواجد المصري في أفريقيا بعد غياب عقود، الأمر الذي ساهم في تنامي الدور الأثيوبي، والذي يرفض التوصل إلى أي حلول توافقية بشأن سد النهضة الذي أقامته على النيل الأزرق.

وذكر "فرج"، أن منطقة القرن الأفريقي تُعد البوابة الرئيسية التي تمر من خلالها الملاحة البحرية والتجارة الدولية عن طريق باب المندب وصولاً لقناة السويس الرابط الاقتصادي الحيوي بين أوروبا وأفريقيا وآسيا، وهو ما يجعل هناك ضرورة للتعاون التعاون العسكري وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع إريتريا تحديداً، التي تحتاج إليها مصر لتعزيز قدراتها في حماية مسار حركة الملاحة والتجارة الدولية من قناة السويس وعبر البحر الأحمرـ فضلا عن حاجة إريتريا لمصر باعتبارها صاحبة التأثير الأكبر بين  الدول المشاطئة للبحر الأحمر، فضلاً عن دورها الفاعل في كل القضايا المتصلة بالشرق الأوسط، وتداعيات تلك القضايا على أمن البحر الأحمر عموماً.

وأشار إلى أنه فيما يتعلق بالصومال فمصر من أول الدول التي تقف ضد الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة، في ظل دعم أثيوبي لهذا الانفصال.

فيما أكد أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، أهمية التطور الأخير في العلاقات بين مصر ودول حوض النيل، من خلال دعم قدراتها ومؤسساتها في مجالات عديدة أو تقديم المساعدات المباشرة لها، بالإضافة إلى العمل على دعم الوجود المصري في منطقة القرن الإفريقي لارتباطها المباشر بأمن مصر القومي، وحرية الملاحة بالبحر الأحمر وأثر ذلك المباشر على قناة السويس.

ونوه بأن زيارة الرئيس السيسي تعيد التأكيد مجددا على الدور المصري للأمن والاستقرار في القرن الأفريقي، بالإضافة إلى أن مصر من وراء هذه الزيارة لا تسعى إلى إنشاء محاور في القرن الأفريقي، ولا يجب النظر إلى هذه الزيارة في إطار الخلافات الحالية بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة.

تابع موقع تحيا مصر علي