زيارة مفاجئة لأمين «البحوث الإسلامية» إلى لجنة الفتوى الرئيسة بالجيزة
ADVERTISEMENT
أجرى أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، اليوم السبت، زيارة تفقدية مفاجئة للجنة الفتوى الرئيسة بمنطقة وعظ الجيزة؛ لمتابعة سير العمل، والوقوف على انتظام أعمال اللجنة.
الإجابة عن أسئلة الجمهور
وخلال الجولة، اطّلع الدكتور الجندي على آلية الإجابة عن أسئلة الجمهور واستفساراتهم، وتقديم الاستشارات الشرعية المناسبة لكل حالة على حدة، معربًا عن إعجابه بالكفاءة والمهنية العالية التي يتمتع بها أعضاء اللجنة، وجهودهم الكبيرة في خدمة الدِّين والوطن.
مواصلة بَذْل الجهد وتقديم أفضل ما لديهم من إمكانات
وحثَّ الأمين العام العاملين باللجنة على مواصلة بَذْل الجهد وتقديم أفضل ما لديهم من إمكانات، مؤكِّدًا أهمية دورهم في نَشْر الوعي الدِّيني، كما حثهم على أن رسالتهم وعملهم واجب شرعي وأمانة قبل أن يكون وظيفيا أو إداريا، كما شدَّد على ضرورة مواكبة التطورات ومواجهة التحديات التي تواجه العمل الدعوي.
من جانبهم، أعرب أعضاء لجنة الفتوى الرئيسة بمنطقة وعظ الجيزة عن بالغ شكرهم وتقديرهم لهذه الزيارة الكريمة، مؤكِّدين عزمَهم على مضاعفة الجهود لتحقيق المزيد من الإنجازات.
الأخوَّة الإنسانيَّة
وفي سياق آخر، أكَّد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أهمية الأخوَّة الإنسانيَّة بوصفها ضرورة وجوديَّة لا غنى عنها، وأن هذه القاعدة التي رسَّخها الإسلام على العصور وبناها سيِّدنا رسول الله ﷺ، لولاها لتحوَّلت الحياة الإنسانيَّة إلى غابة، حيث يأكل القويُّ الضَّعيف.
الأخوَّة الإنسانيَّة ضرورة حتمية
وأضاف خلال حديثه اليوم الأربعاء في ندوة عن «الأخوة الإنسانية.. ضرورة وجودية» بالجامع الأزهر، أنه لا شكَّ في أنَّ الأخوَّة الإنسانيَّة ضرورة حتمية للحفاظ على استقرار المجتمع البشري، ومن دونها تُباد الحياة. وقد جسَّد سيِّدنا رسول الله ﷺ هذا المعنى بزيارة مرضى غير المسلمين، ووثيقة المدينة المنوَّرة كانت خير شاهدٍ على تلك الأخوَّة التي رسَّخت البِرَّ والقِسط في التعاملات.
الكل لآدم وآدم من تراب
وتابع: أن القرآن الكريم أكَّد هذه المبادئ السامية في دعوته إلى وحدة العنصر الإنساني، حيث قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ﴾، ليوضح بذلك أنَّ الناس جميعًا من أصلٍ واحد وهو التراب فكلنا لآدم وآدم من تراب، ولا يوجد في المنظومة الإنسانيَّة أُناسٌ خُلقوا من ذهبٍ وآخرون خُلقوا من فضَّة، فالكل لآدم وآدم من تراب. ومن هنا تتجلى القيم الإنسانيَّة السامية التي تجمع بين البشر دون تمييز، وهي القيم التي رسَّخها رسول الله ﷺ في كل معاملاته.
المنهج النبوي في ترسيخ الأخوَّة الإنسانيَّة
وأشار الدكتور الجندي إلى أنَّ الأزهر الشريف يُعَدُّ امتدادًا لهذا المنهج النبوي في ترسيخ الأخوَّة الإنسانيَّة، حيث تواصل قُبَّة الأزهر المعمور التقاط أنوارها من القبة الخضراء في المدينة المنوَّرة، وقد تمثلت هذه الأنوار تمثلت في معارفه وأخلاقه التي رسَّخت هذه القيم قولًا وفعلًا، والأزهر الشريف عبر تاريخه الطويل، كان ولا يزال منبرًا لنشر هذه المبادئ، حيث أذاع سيِّدنا الإمام المراغي، صوت الأزهر في مفهوم التعايش السلمي بين الأديان في مؤتمر الأديان الذي عُقد في بروكسل عام 1936م، وبعده الشيخ محمد عبد الله دراز في مؤتمر الأديان في فرنسا عام 1939م.
الأزهر سيظل دائمًا داعمًا لمبادئ السلام والتعايش السلمي
وفي ختام حديثه، أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أنَّ الأزهر الشريف واصل هذا الدور في وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في أبو ظبي عام 2019م، ليثبت للعالم أجمع أنَّ الأزهر سيظل دائمًا داعمًا لمبادئ السلام والتعايش السلمي بين البشر.