عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

قادة الخليج يدعمون فلسطين لكنهم لا يمانعون مواجهة إسرائيل لإيران

أمير قطر الشيخ تميم
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس الإيراني مسعود بز

في خضم التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، أبدى قادة دول الخليج مواقف معقدة تجمع بين دعمهم المستمر للقضية الفلسطينية وتحفظهم من زيادة التصعيد العسكري في المنطقة. هذا التوجه جاء في سياق مقال تحليلي نشرته صحيفة الجارديان البريطانية بقلم محرر الشؤون الدبلوماسية، باتريك وينتور، والذي ألقى الضوء على التحركات السياسية الأخيرة في منطقة الخليج.

القادة الخليجيون يتابعون تصاعد التوترات الإقليمية بحذر وسط ضغوط سياسية واقتصادية

وفقاً للمقال، انعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى قطر لإجراء محادثات مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. هذا التزامن أثار تساؤلات حول كيفية رد فعل دول الخليج في حال قامت إسرائيل بتنفيذ هجوم على إيران بعد تصاعد التصعيد الأخير.

ورغم التحالف السني المكون من ستة دول خليجية الذي يعارض بشدة إيران ووكلائها في المنطقة، إلا أن هذه الدول ما زالت تؤكد على أن السلام الإقليمي لن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وفقًا لتصريحات وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، التي نقلتها صحيفة "فاينانشال تايمز"، يصر مجلس التعاون الخليجي على أن التصعيد العسكري الإسرائيلي، خاصة في غزة، لا يخدم استقرار المنطقة.

مخاوف خليجية من عواقب "النصر الإسرائيلي" وتصاعد النفوذ الإقليمي لتل أبيب

رغم أن الدعم الشعبي في دول الخليج للقضية الفلسطينية ما زال قوياً، إلا أن حكومات تلك الدول تظل ملتزمة بعدم تقديم أكثر من الدعم الإنساني والسياسي للفلسطينيين، في الوقت الذي تراقب فيه الأوضاع الإقليمية بحذر. يتساءل الكاتب عما إذا كانت دول الخليج ستواصل اتباع هذه السياسة الحذرة، لا سيما في ظل تقارير تشير إلى احتمالية أن تقوم إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
 

مثل هذا الهجوم قد يثير قلقاً كبيراً في دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما مع وجود مخاوف من أن يؤدي "النصر الإسرائيلي الكامل" إلى خلق فراغ خطير في المنطقة، والذي قد يملؤه النفوذ الإسرائيلي بشكل غير متوقع.

العلاقة السعودية الإيرانية: محور الاستقرار في المنطقة

يختتم المقال بالإشارة إلى ورقة بحثية نشرها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، والتي أكدت أن العلاقة السعودية الإيرانية هي العامل الحاسم للحفاظ على استقرار المنطقة. رغم الصراعات المتعددة، إلا أن الدولتين ما زالتا تلعبان أدواراً مهمة في حفظ التوازن الإقليمي، وأن أي محاولة لإقصاء إيران تماماً من الساحة لن تحظى بدعم واسع من دول المنطقة.

إسرائيل وإيران: الصراع على المنشآت النووية

في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، يتناول مقال آخر المخاوف المتزايدة من أن إسرائيل قد تشن هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية، خاصة بعد التصعيد الإيراني الأخير بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. المنشآت النووية الإيرانية كانت ولا تزال أهدافًا محتملة في مرمى تل أبيب، خاصة في ظل توسع طهران لبرنامج تخصيب اليورانيوم.

المقال يشير إلى أن إيران زادت من قدراتها النووية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015، ما يعزز المخاوف من أن طهران تقترب من القدرة على إنتاج سلاح نووي. ويعتقد المحللون أن أي ضربة إسرائيلية قد تشعل صراعاً أوسع في المنطقة، مما يزيد من احتمالية حدوث ردود فعل قوية من إيران ووكلائها في سوريا ولبنان.

مخاوف أوروبية من توسع الصراع ليشمل لبنان

في سياق آخر، تتناول صحيفة "فاينانشال تايمز" المخاوف الأوروبية من تصاعد النزاع في الشرق الأوسط ليشمل لبنان، خاصة مع تزايد الهجمات الإسرائيلية على مواقع حزب الله في الجنوب. الهجوم البري الإسرائيلي على لبنان، إلى جانب مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، دفع القوى الغربية إلى عقد اجتماع طارئ لبحث كيفية احتواء الأزمة.

الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق من أن يؤدي هذا التصعيد إلى نشوب حرب طويلة الأمد قد تزيد من أزمة اللاجئين في المنطقة، وتأثيراتها المحتملة على أوروبا التي تعاني بالفعل من تدفق المهاجرين. كما أن وجود قوات أوروبية ضمن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان يضاعف من القلق حول أمن هذه القوات ومستقبل الاستقرار في المنطقة.

الخليج وإسرائيل وإيران: السيناريوهات المحتملة لتطور النزاع في الشرق الأوسط

مع استمرار تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، والتعقيدات الدبلوماسية بين دول الخليج والقوى الإقليمية الأخرى، تظل المنطقة على حافة الهاوية. القادة الإقليميون يجدون أنفسهم أمام تحديات كبيرة في تحقيق توازن بين الدعم الشعبي لفلسطين والحفاظ على استقرار المنطقة، مع تفادي التصعيد الذي قد يشعل حربًا كبرى.

 

تابع موقع تحيا مصر علي