إسرائيل تستعد لهجوم مكثف على إيران وسط مشاورات سياسية وأمنية حاسمة
ADVERTISEMENT
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مشاورات سياسية وأمنية مكثفة تجري في إسرائيل، تمهيداً لرد عسكري على الهجوم الإيراني الكبير الذي وقع مؤخراً.
وأفادت الصحيفة أن الرد الإسرائيلي قد يشمل خيارات متنوعة، تتجاوز الضربات الجوية التقليدية. وأكد مصدر إسرائيلي أن تل أبيب لن تتجه لرد محدود، بل سيكون أقوى بكثير مما حدث في أبريل الماضي، رغم تحذيرات بضرورة عدم الذهاب بعيداً في هذا التصعيد.
وتشير التقديرات إلى أن الرد الإسرائيلي قد يتسبب في توترات جديدة مع واشنطن، حيث نقلت الصحيفة عن مصدر أن الولايات المتحدة قد لا تتفق تماماً مع قرار تل أبيب، رغم أنها على علم بضرورة الرد الإسرائيلي.
في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر سياسية أن مجلس الوزراء الأمني المصغر وافق على تنفيذ "رد قاسٍ" على الهجوم الإيراني، مع التأكيد على أن هذا الرد لن يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية شاملة.
وأشارت الهيئة إلى أن توقيت الرد وطبيعته قد يتأثران بعوامل دولية، بما في ذلك الانتخابات الأميركية المقبلة، وسط محاولات إسرائيلية لضبط الأمور قبل اتخاذ خطوات أكبر.
خيارات الرد الإسرائيلي
وفقاً لمسؤولين أميركيين تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن من بين الخيارات التي تدرسها إسرائيل لضرب إيران، استهداف الجماعات المدعومة من طهران في سوريا أو اليمن، أو توجيه ضربة لقوات الحرس الثوري الإيراني في تلك المناطق. ومع ذلك، فإن التقارير تشير إلى أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية ليس ضمن الخطة الحالية لتل أبيب، وبدلاً من ذلك، قد تركز إسرائيل على استهداف مواقع عسكرية ومنشآت إنتاج النفط الإيرانية.
التقرير أضاف أيضاً أن الرد الإسرائيلي لن يكون واضحاً حتى نهاية عيد رأس السنة اليهودية مساء الجمعة، وسيعتمد القرار النهائي على حجم الدعم الأمريكي العملي والخطابي.
بايدن وتحجيم الرد الإسرائيلي
وفي واشنطن، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن التطورات قائلاً إنه سيناقش مع الإسرائيليين خطواتهم المقبلة، وأكد أنه يتفق مع حق إسرائيل في الرد على الهجوم الإيراني، لكنه شدد على ضرورة أن يكون الرد "متناسباً". وأضاف بايدن أنه لا يدعم فكرة توجيه ضربة إلى المواقع النووية الإيرانية.
كما كشفت صحيفة بوليتيكو عن توتر بين إدارة بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تحاول واشنطن تقليص حجم الرد الإسرائيلي بدلاً من منعه تماماً، وزاد هذا التوتر مع تراجع تأثير بايدن على قرارات نتنياهو، حيث تحولت المكالمات بينهما إلى مشادات كلامية مؤخراً.
الهجوم الإيراني ورد الفعل الإسرائيلي
الهجوم الإيراني، الذي وقع مساء الثلاثاء، كان بمثابة رد على سلسلة اغتيالات استهدفت قادة بارزين في المنطقة، بينهم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بالإضافة إلى عباس نيلفروشان القائد بالحرس الثوري الإيراني. وأفاد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الضربة الإيرانية استهدفت 3 قواعد جوية إسرائيلية رئيسية ومقرات لـ"الموساد".
ورداً على هذا الهجوم، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الضربة الإيرانية فشلت، متوعداً طهران بـ"دفع ثمن كبير". وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يخطط لاختيار "الوقت المناسب" لتنفيذ رد هجومي دقيق، معتمداً على عنصر المفاجأة. وصرح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "سنقرر متى وأين وكيف سيكون الرد".
في الوقت ذاته، أكد مصدر أمني لصحيفة يديعوت أحرونوت أن الرد الإسرائيلي سيكون مكثفاً هذه المرة، وقد يشمل ضربات واسعة النطاق ضد أهداف إيرانية رداً على الهجوم الصاروخي.