احترس.. الصلاة جالسا غير صحيحة فى هذه الحالة
ADVERTISEMENT
أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على سؤال متصلة حول: "ما حكم الصلاة جالسا فأنا سمعت أنني إذا صليت وأنا جالسة، سأحصل على نصف الأجر، فقمت بالصلاة مرتين لأحصل على الأجر الكامل".
حكم الصلاة جالسا
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية،: "الصلاة نوعان: الفرض والسنن. الفرض يشمل الظهر، العصر، المغرب، والعشاء، وله أركان، وأحدها هو القيام، إذا كان الإنسان قادرًا، في صلاة الفريضة، يجب أن يصلي قائمًا، فإن لم يستطع، فيصلي جالسًا، وإن لم يستطع، فيصلي على جنبه،، هذا بالنسبة للفريضة، فلا يوجد شيء مثل 50% أو 100% من الثواب، فإما أن تكون الصلاة صحيحة أو غير صحيحة".
وتابع: إذا كان الشخص قادرًا على الصلاة قائمًا، وصلى جالسًا في الفريضة، فإن صلاته غير صحيحة، أما بالنسبة للنوع الثاني، وهو صلاة السنن مثل سنة الظهر، سنة العصر، سنة الضحى، الوتر، والتراويح، فإن الشارع خفف عن الإنسان فيها. فقال له إنه يمكنه أن يصليها وهو جالس، حتى لو كان قادرًا على القيام، لأن الإنسان قد يتكاسل أحيانًا، ولذلك يجوز له أن يصلي جالسًا، حتى وإن كان مستلقيًا على ظهره أو على جنبه".
ما هو أجر الصلاة على الكرسي
وأوضح: "الشرع قال إنك قد تصلي جالسًا ولكن لن تأخذ الأجر الكامل، وبالتالي، إذا صلى قائمًا، سيحصل على الأجر الكامل، بينما من صلى جالسًا وهو قادر سيأخذ نصف الأجر، لكن إذا افترضنا أنه مريض ولا يستطيع الصلاة قائمًا، حينها سيأخذ الثواب كاملًا في السنن".
ما حكم الصلاة على الكرسي ؟
يجوز للمريض الصلاة على الكرسي إذا كان عاجزاً عن القيام لعموم قوله صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين: «صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا»، وأجمع العلماء على أن المريض إذا عجز عن القيام في الصلاة جاز له أن يصلي قاعدا على الكرسي، وقد بينا المعتبر في العذر المبيح للترخص بالصلاة قاعدا في الفريضة وأنه العجز عن القيام، أو أن تلحق المصلي به مشقة ظاهرة.
والقيام والركوع والسجود كلها من أركان الصلاة لا تسقط في الفريضة عند المقدرة عليها، وتسقط مع العجز عنها، لقول الله تعالى: «لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا» (البقرة: 286).
وتسقط أيضا عند المشقة الظاهرة، ومن عجز عن بعضها وقدر على البعض سقط عنه ما عجز عنه وأتى بما قدر عليه، فمن عجز عن القيام مثلا وكان قادرا على الركوع وعلى السجود على الأرض لزمه ما قدر عليه فيركع ويسجد على الأرض، وإن كان عاجزا عن السجود أومأ به وأتى بقدر المستطاع، وإذا سجد قرب وجهه من الأرض ما أمكنه. .
كيفية الصلاة مستلقيا
من لم يستطع الصلاة جالسًا جاز له أن يصلي وهو مستلقٍ على ظهره وتكون قدماه باتجاه القبلة، وينوي للصلاة ويكبِّر تكبيرة الإحرام ويقرأ الفاتحة، ثمَّ ينوي الركوع والرفع منه، وكذلك ينوي للسجود وله أن يشير بيده أو يومئ برأسه حسب قدرته واستطاعته.
كيفية الصلاة على الكرسي للمريض
يجب على المصلي المريض في حال الصلاة جالسا أن يلتزم بالآتي:
1. يستقبل المصلي القبلة استعدادًا للصلاة، ويُخلص نيته في قلبه، فإذا كان المصلي قادرًا على الصلاة على الأرض فهو خير، أما إذا لم يستطيع فليصلي وهو جالس.
2. يجعل المصلي سجوده أخفض من ركوعه.
3. يرفع المصلي يديه نحو منكبيه ويُكبر، ويضع يده اليمنى فوق يده اليسرى، ويبدأ بقراءة دعاء الاستفتاح سرًا، وبعد ذلك يقرأ سورة الفاتحة وما تيسر له من القرآن.
4. يرفع المصلي يديه نحو منكبيه ويكبر، ثم ينزل رأسه قليلًا للركوع ويديه على قدميه ويقول: «سبحانَ ربِّيَ العظيمِ سبحانَ ربِّيَ العظيمِ سبحانَ ربِّيَ العظيم»، ثم يرفع رأسه من ركوعه ويقول: «سمع اللهُ لمن حمده .. ربَّنا ولك الحمدُ»، [صحيح مسلم].
5. يُكبر المسلم للسجود، ويسجد في حالة جلوسه على الأرض على الأعظم السبعة وهي الجبهة، والأنف، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين، ثم يقول سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات ويدعو الله، ثم يرفع نفسه من السجدة الأولى ويقول: «رب اغفر لي، رب اغفر لي»، [صحيح النسائي]، ويسجد السجدة الثانية بنفس الطريقة ويدعو بما يشاء، أما في حالة جلوسه على الكرسي فينزل رأسه على قدر استطاعته ولكن لمقدار أكبر من الركوع، ويُكبّر ثمّ يرفع رأسه استعدادًا للركعة الثانية.
6. تُصلى الركعة الثانية تمامًا كما في الركعة الأولى، وبعد الانتهاء منها يتم قراءة دعاء التشهد والصلاة الإبراهيمية حيثُ يقول: «لتَّحيَّاتُ للهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ السَّلامُ عليك أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحينَ أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيمَ، وعلى آلِ إبراهيمَ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ بارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ، إنكَ حميدٌ مجيد.
7. ثم التسليم عن اليمين وعن الشمال بقول: «السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ، السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ»، [صحيح البخاري] في كل جانب، وذلك في الصلاة الثنائية أمّا الصلاة الثلاثية والرباعية فيتم قراءة التشهد الأوسط بعد الركعة الثانية، وقراءة دعاء التشهد والصلاة الإبراهيميّة بعد الانتهاء من كافة الركعات.
8. يجب وضع الكرسي في خط مساوٍ ومتمم للصف إذا كان في المسجد فلا يتقدم أو يتأخر عنه الأرض يستعد المصلي للصلاة من خلال الوضوء وإذا لم يستطيع فمن خلال التيمم.
كيفية الصلاة على الكرسي في جماعة
تتنوع أماكن الكراسي من مسجد لآخر، فهناك مساجد توضع فيها الكراسي آخر المسجد، فيصلي كبار السن بعيدًا عن الصفوف، وهناك مساجد تجعل الكراسي في الصف الأول، أو تتوزع الكراسي حسب حاجة من يصلي.
واستعمال الكرسي في الصلاة يكون في أربعة حالات أساسية، هي:
1. عدم القدرة على القيام والوقوف في الصلاة.
2. عدم القدرة على الركوع.
3. عدم القدرة على السجود.
4. عدم القدرة على الجلوس للتشهد الأوسط أو الأخير.
واستعمال الكرسي لمن لم يكن قادرا على فعل واحدة من هذا أو أكثر جائز شرعًا للحديث الشريف السابق، والأصل أن يأتي المصلي بالأركان كلها ما استطاع، فإن عجز عن الإتيان بها، أداها قدر استطاعته، ولو بالإيماء، ولو يسقط شيء من أركان الصلاة، بل يأتيه قدر ما يستطيع، والمصلي الذي لا يقدر على القيام فيجلس؛ لا ينقص من أجر صلاته شيء، وهذا التيسير مبني على عدم القدرة والعجز، لأن من عجز عن فعل شيء في الصلاة سقط عنه.
واتفق المسلمون على أن المصلي إذا عجز عن بعض واجباتها: كالقيام أو القراءة أو الركوع أو السجود أو ستر العورة أو استقبال القبلة أو غير ذلك سقط عنه ما عجز عنه، على أن الاستمراء في الصلاة على الكرسي بدون داع ليس من الشريعة في شيء، وأن القول بإباحة الصلاة على الكرسي إنما هو مرتهن بالعجز وعدم القدرة في الحركة التي لا يقدر على الإتيان بها بالهيئة المشروعة دون غيرها، فمن عجز عن القيام فله الجلوس على الكرسي أثناء القيام، لكن يجب عليه أن يأتي بالركوع والسجود على هيئتهما دون الجلوس على الكرسي مادام قادرا على هذا، وكذلك إن كان عاجزا عن الركوع أو السجود فلا بأس أن يجلس على الكرسي وقتها ويومئ قدر استطاعته، على أن يجعل إيماءه في السجود أخفض من ركوعه ليبين الفرق بين الركوع والسجود في الإيماء.
والقاعدة الفقهية الضابطة لهذا هي: أن ما استطاع المصلي أن يفعله على الهيئة المشروعة أصلا؛ وجب عليه أن يأتي بها على تلك الهيئة، وما عجز عن فعله؛ سقط عنه.
هل القيام والركوع السجود يسقط عن المريض
القيام ركن في صلاة الفريضة لمن يقدر عليه؛ لقوله تعالى: ﴿وقوموا لله قانتين﴾ [البقرة: 238]. فإذا لم يستطع المصلي القيام أو شق عليه مشقة شديدة جاز له الصلاة قاعدا، وكذلك الحال في حق الصحيح في صلاة النافلة مع نقص أجرها بالنسبة له، وسواء جلس القاعد على الأرض أم جلس على شيء مرتفع عنها، فكل ذلك جائز له شرعا؛ إذ إن الشرع الشريف لم يفرق في هذا المقام بين الجلوس على الأرض والجلوس على شيء مرتفع عنها، والقعود في الصلاة لمن يرخص له فيه يستوي فيه الأمران، ولم يقل بالتفريق بينهما أحد من علماء المسلمين على مر العصور والدهور.
والحديث المبيح للصلاة حال القعود -لمن له عذر مطلقا، أو لمن ليس له عذر في صلاة النافلة- هو حديث صحيح، أخرجه البخاري في "صحيحه" عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة، فقال: «صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب».
فإباحة القعود للمصلي جاءت مطلقة في الحديث النبوي الشريف، والمطلق يحتمل كل الأحوال والهيئات، فلا يجوز تخصيصه بحال دون حال إلا بدليل شرعي، والقعود في اللغة يكون عن قيام، وليس من ماهيته أن يكون على الأرض؛ قال العلامة اللغوي أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا في معجم "مقاييس اللغة" (مادة: جلس): [إذا كان قائما كانت الحال التي تخالفها القعود].
ولفظ القعود يستخدم وضعا في لغة العرب اسما للمركوب عليه من الإبل على وجه التعيين، والجلسة عليه لا تختلف في هيئتها عن جلسة الكرسي؛ قال العلامة الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب العين (مادة: قعد): [والقعدة: ما يقتعده الرجل من الدواب للركوب خاصة. والقعود والقعودة من الإبل: ما يقتعدها الراعي فيركبها ويحمل عليها زاده. ويجمع على القعدان].