لبنان يعلن الحداد الرسمي ثلاثة أيام على استشهاد حسن نصر الله وتنكيس الأعلام
ADVERTISEMENT
أعلنت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، برئاسة نجيب ميقاتي، الحداد الرسمي في البلاد لمدة ثلاثة أيام، إثر اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي بيان أصدره مكتب ميقاتي، تم تحديد أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء كأيام حداد رسمي، تُنكس خلالها الأعلام على كافة المؤسسات الرسمية والإدارات العامة، بينما تتغير البرامج في وسائل الإعلام لتتناسب مع الحدث الأليم. يأتي هذا القرار في وقت حساس يشهد فيه لبنان توترًا سياسيًا وأمنيًا غير مسبوق، حيث أصبحت البلاد في قلب العاصفة عقب مقتل إحدى أبرز الشخصيات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
قرار الحداد وتوقف العمل يوم التشييع
وفقًا لبيان الحكومة، تم تحديد يوم تشييع الشهيد حسن نصر الله كيوم توقف عن العمل في جميع الإدارات العامة والمؤسسات الرسمية والخاصة، في خطوة تؤكد حجم الحزن الذي يعم البلاد. وفي هذه الأيام الثلاثة، سيتم تنكيس الأعلام حدادًا على الشهيد الذي كان يمثل رمزًا للمقاومة في لبنان والعالم العربي. وقد أكدت الحكومة على أن هذه الخطوة تأتي للتعبير عن التضامن الكامل مع عائلة نصر الله وحزب الله وجميع اللبنانيين في هذا الظرف العصيب.
المسيرات الشعبية تشتعل في بيروت
على وقع هذه التطورات، شهدت العاصمة اللبنانية بيروت مسيرات شعبية حاشدة تنديدًا باغتيال نصر الله. انطلقت إحدى هذه المسيرات من منطقة المصيطبة، حيث نزل الآلاف إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم واستنكارهم للهجوم الإسرائيلي. ورفع المتظاهرون شعارات التأييد لحزب الله والمقاومة، مؤكدين أن مقتل نصر الله لن يضعف عزيمتهم، بل سيزيدهم إصرارًا على مقاومة الاحتلال.
هذه المسيرات عكست الروح الوطنية والتضامنية التي اجتاحت لبنان في أعقاب الحادثة، حيث يسعى اللبنانيون، رغم الانقسامات السياسية، إلى التكاتف في مواجهة التحديات التي فرضها العدوان الإسرائيلي المتجدد على أراضيهم.
حركة "أمل" تنعى نصر الله: فقيد الأمة
في بيان أصدرته حركة "أمل"، التي تعتبر الحليف الأبرز لحزب الله، نعت الحركة حسن نصر الله بعبارات الحزن والاعتزاز. جاء في البيان: "ننعى إلى جماهير أمتنا في لبنان والعالمين العربي والإسلامي، رجلاً من الرجال الصادقين، الذين دافعوا عن الحق والعدالة والحرية". وأكدت الحركة أن اغتيال نصر الله لن يضعف المقاومة، بل سيجعلها أقوى وأكثر تصميمًا على تحرير الأرض والإنسان.
حركة "أمل" ليست الوحيدة التي أصدرت بيانات نعي، إذ سارعت العديد من القوى السياسية والشخصيات الدينية في لبنان والمنطقة إلى التعبير عن حزنها واستنكارها، معتبرة أن نصر الله كان رمزًا للصمود والتحدي.
مواقف لبنانية متباينة ووحدة في مواجهة العدو المشترك
الاغتيال المفاجئ لنصر الله دفع العديد من الشخصيات السياسية اللبنانية إلى التعبير عن حزنهم ودعوتهم إلى الوحدة الوطنية. الرئيس اللبناني السابق ميشال عون وصف نصر الله بالقائد الذي دافع عن لبنان في أحلك الظروف، ودعا اللبنانيين إلى التكاتف في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر.
من جهته، ندد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري بالاغتيال، معتبرًا أنه يشكل ضربة قوية للاستقرار في لبنان. رغم الخلافات السياسية مع حزب الله، دعا الحريري إلى التضامن الوطني في هذه المرحلة الحرجة، مؤكدًا أن لبنان بحاجة إلى وحدة الصف لمواجهة التحديات الخارجية.
أثر الاغتيال على الساحة الإقليمية والدولية
اغتيال حسن نصر الله لم يكن له تأثير داخلي فقط، بل أثار ردود فعل واسعة على الساحة الإقليمية والدولية. العديد من الدول والحركات في العالم العربي والإسلامي سارعت إلى إدانة الهجوم الإسرائيلي، معتبرة أن مقتل نصر الله يشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة. في إيران، جاءت الردود قوية ومنددة بالهجوم، حيث أكدت القيادة الإيرانية أن المقاومة ستستمر رغم هذه الضربة.
أما على الساحة الدولية، فدعت روسيا إلى ضبط النفس وحذرت من تداعيات كارثية على الاستقرار في لبنان والشرق الأوسط. كما دعت تركيا إلى موقف موحد من العالم الإسلامي في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف العدوان.