عاجل
الجمعة 27 سبتمبر 2024 الموافق 24 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

خطة أمريكية - فرنسية لوقف إطلاق النار في لبنان..هل تنجح في تجنب الحرب الشاملة؟

ماكرون و بايدن
ماكرون و بايدن

أعلنت فرنسا والولايات المتحدة عن تحرك دبلوماسي مشترك لإرساء وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، في محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد في المنطقة، ومنع انزلاقها إلى حرب شاملة. وقد أشار وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، إلى خطورة الأوضاع الحالية في لبنان، محذرًا من أن التصعيد قد يصل إلى "نقطة اللاعودة". وتأتي هذه الجهود الدولية في ظل حالة من القلق البالغ إزاء تداعيات النزاع المستمر وتأثيره على استقرار المنطقة.

تحذير فرنسي: التصعيد قد يصل إلى نقطة اللاعودة

في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، حذر وزير الخارجية الفرنسي من أن التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" قد يؤدي إلى حرب شاملة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لوقف القتال. وأشار سيجورنيه إلى أن "الوضع في لبنان قد يصل إلى نقطة اللاعودة"، مضيفًا أن "لبنان الضعيف أصلًا لن يتمكن من التعافي إذا اندلعت حرب بين إسرائيل و"حزب الله".
 

وزير الخارجية الفرنسي

وأكد الوزير أن باريس تعمل بالتعاون مع واشنطن على مبادرة دبلوماسية تهدف إلى تهدئة الأوضاع، مشيرًا إلى أن الخطة المطروحة لوقف إطلاق النار ستوفر فرصة لإجراء مفاوضات تمنع تصعيدًا أكبر، وتتيح استئناف الحلول الدبلوماسية.

تفاصيل المبادرة: وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 21 يومًا

خلال الجلسة، كشف وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، عن اقتراح مشترك مع الولايات المتحدة يقضي بفرض وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 21 يومًا. وتهدف هذه الخطوة إلى تمكين الأطراف من الدخول في مفاوضات دبلوماسية جدية لخفض التوترات بين إسرائيل و"حزب الله". ودعا بارو الطرفين إلى قبول الهدنة "دون تأخير"، محذرًا من خطورة الأوضاع إذا استمرت الأعمال العسكرية.
 

وأكد الوزير أن المبادرة تسعى إلى توفير أجواء ملائمة للتفاوض من أجل التوصل إلى حلول طويلة الأمد، قائلاً: "فرنسا تدعو جميع الأطراف للانخراط بجدية في جهود وقف التصعيد واغتنام الفرصة المتاحة لتفادي كارثة أكبر".

لقاء بايدن وماكرون: تنسيق دبلوماسي على أعلى المستويات

في إطار الجهود الدبلوماسية لخفض التصعيد، التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وناقش الزعيمان المبادرة الأمريكية-الفرنسية لوقف إطلاق النار في لبنان، وأكدا على ضرورة العمل مع الشركاء الدوليين لوقف القتال بين إسرائيل و"حزب الله" ومنع تحول النزاع إلى حرب واسعة النطاق.

وقال البيت الأبيض في بيان رسمي إن اللقاء بين بايدن وماكرون ركز على "الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، ومنع حرب أوسع نطاقًا".

وأعرب ماكرون عن قلقه البالغ من التطورات الميدانية، قائلاً إن "لبنان لن يتمكن من التعافي إذا اندلعت حرب شاملة"، مؤكدًا أن التصعيد المستمر يهدد بقتل المزيد من المدنيين الأبرياء.

مخاوف دولية من حرب شاملة: هل تنجح الخطة في تهدئة الأوضاع؟

تأتي هذه الجهود الدولية وسط تصاعد المخاوف من تحول الصراع بين إسرائيل و"حزب الله" إلى حرب شاملة قد تمتد إلى دول أخرى في المنطقة. وتُعد المبادرة الأمريكية-الفرنسية فرصة مهمة لتهدئة الأوضاع وتفادي كارثة إنسانية وأمنية في لبنان، الذي يعاني أصلاً من أزمة سياسية واقتصادية خانقة.

على الرغم من التصعيد الميداني المستمر، يُنظر إلى المبادرة كخطوة أولى في محاولة لاحتواء التوترات وفتح الباب أمام حلول دبلوماسية قد تؤدي إلى اتفاق طويل الأمد يضمن استقرار لبنان ويمنع نشوب حرب إقليمية.

تصعيد ميداني: "حزب الله" يرد على تل أبيب

على الصعيد العسكري، استمر التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، حيث أطلق الحزب صاروخًا استهدف العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، زاعمًا أن الهجوم استهدف مقر جهاز الاستخبارات "الموساد". جاء هذا الهجوم في إطار الرد على الهجمات الإسرائيلية المكثفة على معاقل "حزب الله" في الضاحية الجنوبية من لبنان. وردًا على ذلك، قررت إسرائيل استدعاء لواءين من قوات الاحتياط لتعزيز وجودها العسكري على الجبهة الشمالية، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة واسعة النطاق.

تابع موقع تحيا مصر علي