عاجل
الأربعاء 25 سبتمبر 2024 الموافق 22 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

فقد مالي كبير الذي تعاني منه شركات توزيع الكهرباء

الكهرباء تواصل حربها ضد سارقي التيار: استراتيجيات صارمة لضبط المخالفين وتحسين الأداء المالي

وزير الكهرباء
وزير الكهرباء

في إطار الجهود المتواصلة للحفاظ على حقوق الدولة ومنع سرقات التيار الكهربائي، تواصل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة حملتها الشرسة ضد المخالفين، سعياً للحد من الفقد المالي الكبير الذي تعاني منه شركات توزيع الكهرباء. 

فقد مالي كبير الذي تعاني منه شركات توزيع الكهرباء 

فقد أعلنت الشركة القابضة للكهرباء عن اتخاذ تدابير جديدة تستهدف ضبط مخالفات سرقة التيار الكهربائي، في محاولة لوقف النزيف المالي وتخفيف الخسائر التي تتعرض لها الشركات التسع المنتشرة في مختلف محافظات الجمهورية.

استراتيجيات فعّالة لمواجهة السرقات

من بين الاستراتيجيات التي تبنتها الوزارة، يأتي تفعيل العدادات الكودية مسبوقة الدفع كأحد الحلول الحاسمة. حيث أطلقت شركة البحيرة لتوزيع الكهرباء حملات متنقلة تهدف إلى تركيب تلك العدادات بشكل إجباري في المناطق الأكثر تعرضًا لسرقة التيار، مما يتيح للشركة التحكم في الاستهلاك ومنع التجاوزات. ويأتي هذا الإجراء في إطار سياسة عامة تنتهجها الوزارة لفرض العدادات الكودية في جميع المناطق المخالفة، وبخاصة في الأماكن التي تُعاني من ممارسات سرقة التيار.

إعادة تقييم الممارسات لضمان عدالة الفواتير

على جانب آخر، أصدرت الشركة القابضة للكهرباء تعليمات صارمة لجميع شركات التوزيع بضرورة إعادة تقييم الممارسات التي تفرض على المشتركين المخالفين. وأشار مصدر مسئول في الوزارة إلى أن هذا الإجراء يأتي لضمان أن تعكس الفواتير الاستهلاك الفعلي بدلاً من الأرقام العشوائية أو المبالغ المتفق عليها سابقًا، والتي لم تكن دائمًا تمثل الواقع. وأوضح المصدر أن شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء هي الأكثر نشاطاً في هذا الصدد، حيث قامت منذ حوالي شهر ونصف بمراجعة كافة الممارسات السابقة، وحرصت على إعادة تقدير الاستهلاك الفعلي.

حملات واسعة لضبط المخالفين

لم تقتصر الجهود على مجرد إعادة تقييم الممارسات، بل كثفت الوزارة أيضًا من حملاتها لضبط المخالفين وتحقيق العدالة. فقد تم تحرير آلاف المحاضر ضد سارقي التيار الكهربائي، وتحصيل غرامات باهظة من المخالفين، خصوصًا من كبار المشتركين مثل الفنادق والمنشآت التجارية الكبرى التي كانت تدفع مبالغ زهيدة لا تعكس استهلاكها الفعلي. وأكد المصدر أن الغرامات التي تفرض الآن على هذه المنشآت تتجاوز 40 ألف جنيه في بعض الحالات، مقارنةً بمبالغ سابقة كانت تتراوح بين 5 إلى 10 آلاف جنيه فقط.

دور العدادات الكودية في تحسين الأداء المالي

على صعيد آخر، أكد المصدر أن تركيب العدادات الكودية مسبوقة الدفع لا يسهم فقط في ضبط المخالفات، بل يعزز من أداء شركات الكهرباء المالي، إذ يُمكّنها من مراقبة استهلاك العملاء بدقة ومنع التلاعب في الفواتير. وقد تمكّنت شركة البحيرة لتوزيع الكهرباء من خلال حملاتها المتنقلة من تركيب نحو 850 عداد كودي خلال فترة وجيزة لم تتجاوز ثلاثة أسابيع، مما أسهم في تحصيل مبالغ مالية تجاوزت 4 ملايين جنيه.

مستقبل الطاقة في مصر: نهج أكثر صرامة

إن هذه الإجراءات الحازمة تأتي في إطار رؤية شاملة تنتهجها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لضمان توفير خدمة كهربائية مستقرة وعادلة لجميع المواطنين، مع الحفاظ على حقوق الدولة ومقدراتها. وقد أكد المسئولون أن الوزارة لن تتهاون في مواجهة المخالفين وستستمر في تكثيف جهودها حتى القضاء نهائياً على ظاهرة سرقات التيار الكهربائي.

يظل التحدي الرئيسي أمام الوزارة هو تحسين أداء الشركات وتطوير آليات مراقبة الاستهلاك والتأكد من عدم وجود أي تجاوزات أو تلاعب في الممارسات والفواتير. ومع استمرار هذه الحملات، تبرز ضرورة توعية المواطنين بضرورة الالتزام بالقوانين، لضمان استمرارية الخدمة وضمان حقوق الجميع.

في النهاية، تواصل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة حربها ضد المخالفين وسارقي التيار، مسلّحة بخطط وإجراءات صارمة تهدف إلى القضاء على هذه الظاهرة والحفاظ على حقوق الدولة، وضمان توفير خدمة كهربائية عادلة لجميع المشتركين.

تابع موقع تحيا مصر علي