الاحتلال الإسرائيلي يجدد مطالبته سكان جنوب لبنان بعدم العودة
ADVERTISEMENT
جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي مطالبة سكان قرى جنوب لبنان بعدم العودة لمنازلهم حتى إشعار آخر بسبب استمرار الغارات.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ صباح أول أمس الاثنين، هجوما هو الأعنف والأوسع على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، أسفر عن 558 قتيلا بينهم 50 طفلا و94 امرأة، و1835 جريحا، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
الإسعاف الإسرائيلي: لم نسجل أي إصابات في تل أبيب
وعلى جانب أخر ذكر الإسعاف الإسرائيلي أنه لم يسجل أي إصابات بعد تفعيل صفارات الإنذار في تل أبيب صباح اليوم الأربعاء.
صواريخ من لبنان تستهدف تل أبيب لأول مرة في هذه الحرب
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن صواريخ من لبنان تستهدف تل أبيب لأول مرة في هذه الحرب.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن صاروخا واحدا انطلق من لبنان باتجاه تل أبيب واعترِض من منظومة الدفاع الجوي.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن منظومة دفاع مقلاع داود اعترضت الصاروخ الباليستي الذي أطلق من لبنان باتجاه تل أبيب.
أفاد إعلام إسرائيلي بأن صفارات الإنذار دوت صباح اليوم في نتانيا وغوش دان في تل أبيب.
جاهزية الجيش الإسرائيلي لفتح جبهة جديدة في الشمال
وفي ظل التصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله، تزداد التساؤلات حول جاهزية الجيش الإسرائيلي لفتح جبهة جديدة في الشمال، بعد أشهر طويلة من العمليات العسكرية المكثفة في قطاع غزة. الحملة العسكرية التي خاضتها إسرائيل ضد حركة حماس وضعت ضغوطًا كبيرة على الجيش الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بالمعدات العسكرية، الجاهزية اللوجستية، والمعنويات. فهل تستطيع إسرائيل فعلاً تحمل تبعات مواجهة عسكرية جديدة على حدودها الشمالية مع حزب الله؟
نقص المعدات: هل تتجه إسرائيل نحو أزمة تسليحية؟
أبرز التحديات التي تواجه إسرائيل في حال قررت التصعيد ضد حزب الله هو النقص الحاد في المعدات العسكرية. وفقًا لمجلة "فورين أفيرز"، فإن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص كبير في الدبابات وقطع الغيار نتيجة الأضرار التي تعرضت لها خلال المعارك في غزة. هذا العجز قد يُعيق قدرة الجيش على شن عمليات عسكرية واسعة النطاق في الشمال، خاصة في ظل حاجته لتجديد مخزون الذخيرة والاستعداد لأي تصعيد محتمل.
النقص في المعدات لا يقتصر على الدبابات، بل يشمل أيضًا إمدادات أخرى ضرورية، وهو ما قد يجعل أي عملية عسكرية شمالاً غير مضمونة النجاح على المدى البعيد.
إرهاق الجيش: هل القوات الإسرائيلية مستعدة لمواجهة جديدة؟
التحدي الثاني الذي يواجه إسرائيل هو الإرهاق الكبير الذي يعاني منه الجيش، سواء قوات الاحتياط أو القوات العاملة. تقرير صادر عن منظمة إسرائيلية في يونيو أشار إلى أن نحو 10 آلاف جندي احتياط طلبوا دعمًا نفسيًا نتيجة المعارك المستمرة في غزة. ليس هذا فحسب، بل أغلقت حوالي ألف شركة يديرها جنود احتياط بعد استدعائهم المتكرر للقتال. هذه الظروف جعلت القوات تشعر بالإرهاق، وهو ما يضع عبئًا إضافيًا على القيادة العسكرية.
القيادة الإسرائيلية اجتمعت مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في يوليو للتحذير من تأثير الإرهاق على استعداد الجيش. وعلى الرغم من هذه التحديات، لا يزال هناك إصرار على إبقاء خيار التصعيد في الشمال مفتوحًا، لكن التكلفة البشرية والنفسية قد تكون باهظة.
التصعيد في الشمال: هل يقترب خيار الاجتياح البري؟
مع تصاعد الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع حزب الله في لبنان، تزداد التكهنات حول ما إذا كانت إسرائيل ستتخذ قرارًا بتنفيذ اجتياح بري. رغم أن القيادة الإسرائيلية تفضل حتى الآن تجنب هذا الخيار بسبب المخاطر الكبيرة التي قد يتعرض لها الجنود، إلا أن استمرار تعنت حزب الله قد يدفع إسرائيل نحو هذا السيناريو.
حزب الله، الذي يستعد منذ 18 عامًا لاحتمالية مواجهة إسرائيل، يتمتع بميزة التمركز على أرضه ويملك شبكة من التحصينات الدفاعية التي قد تصعّب من أي عملية اجتياح. هذا السيناريو يعكس معضلة القيادة الإسرائيلية: بين ضرورة الرد على تهديدات حزب الله والمخاوف من تكاليف اجتياح بري قد يكون طويل الأمد وشاقًا.
دبلوماسية أم حرب؟ ما الخيارات المتاحة أمام إسرائيل؟
في ظل هذه التحديات، قد تلجأ إسرائيل إلى المسارات الدبلوماسية لتجنب الدخول في حرب شاملة مع حزب الله. إلا أن التحليل يشير إلى أن تصلب موقف حزب الله ورفضه لأي مبادرات دبلوماسية قد يدفع بالأمور نحو تصعيد عسكري. المحللون يرون أن إسرائيل ستظل تلعب على حافة التصعيد دون أن تتخذ قرارًا قاطعًا بالحرب البرية إلا إذا اضطرت لذلك.
توقيت الحرب هو الآخر مسألة محورية، إذ يرى المحلل الإسرائيلي يوآب شتيرن أن الجيوش نادرًا ما تكون في حالة استعداد مثالية، وأن إسرائيل، رغم التحديات، قد تجد نفسها مضطرة لفتح جبهة جديدة إذا ما استمر الوضع على حاله.
هل تمتلك إسرائيل القدرة على مواجهة "تحديات" الشمال؟
المشهد يبدو معقدًا، فإسرائيل تقف أمام تحديات لوجستية وعسكرية بعد عام من القتال في غزة، لكنها في الوقت نفسه ترى نفسها مضطرة للرد على تهديدات حزب الله. التوترات تتصاعد على الحدود الشمالية، والقيادة العسكرية الإسرائيلية تبدو متأرجحة بين خيارات دبلوماسية تفضلها، وتكلفة التصعيد البري الذي قد يكون الخيار الأخير.