الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من خطر اندلاع صراع جديد في لبنان ويصف الوضع في غزة بـالكابوس

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، من احتمال تحول لبنان إلى "غزة جديدة"، مشيراً إلى أن شعوب العالم، وكذلك لبنان وإسرائيل، لا يمكنهم تحمل كارثة أخرى على غرار الوضع المأساوي الذي يعيشه قطاع غزة. وأكد غوتيريش أن لبنان يقف على حافة هاوية خطيرة، مع تصاعد التوترات الداخلية والخارجية، وسط تحديات غير مسبوقة تواجه المنطقة.

غوتيريش يحذر: لبنان يواجه خطر التحول إلى "غزة جديدة"

في كلمته التي ألقاها أمام قادة العالم في الدورة الـ79 للجمعية العامة، شدد غوتيريش على أن الوضع في لبنان مثير للقلق ويستدعي تحركاً دولياً عاجلاً. وقال إن البلاد قد تجد نفسها في مواجهة سيناريو كارثي مماثل لما يحدث في غزة إذا استمر التدهور. وحذر من أن العالم لا يستطيع تحمل مأساة جديدة في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن استقرار لبنان ضروري لأمن المنطقة بأكملها.

أوضح غوتيريش أن الأزمات السياسية والاقتصادية في لبنان تتفاقم مع تصاعد التوترات العسكرية، خصوصاً مع المخاوف من تورط البلاد في مواجهة جديدة بين حزب الله وإسرائيل. وأضاف أن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤوليته لمنع لبنان من الغرق في دوامة جديدة من العنف وعدم الاستقرار.

الأوضاع في غزة: "كابوس لا ينتهي" يهدد المنطقة

انتقل غوتيريش إلى الحديث عن الوضع في قطاع غزة، الذي وصفه بأنه "كابوس لا ينتهي"، مؤكداً أن حجم الدمار والموت في غزة وصل إلى مستويات غير مسبوقة. وأشار إلى أن الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 لا يمكن تبريره، لكنه في الوقت نفسه شدد على أن العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني غير مقبول على الإطلاق.
 

وزير الخارجية: نرفض بشكل قاطع لاستمرار احتلال غزة وغلق معبر رفح وتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم

سيناريو غزة يتكرر في لبنان.. نزوح الآلاف من الجنوب وفتح مدارس للإيواء إثر القصف الإسرائيلي

أبو الغيط: نحذر من خطة إسرائيل بتقسيم غزة وإفراغها من السكان والسيطرة على كافة المعابر البرية

وأوضح أن الغارات الإسرائيلية على غزة أدت إلى مقتل أكثر من 200 من موظفي الأمم المتحدة، وهو ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع. واعتبر أن التصعيد في غزة يهدد المنطقة بأكملها بالغرق في موجة جديدة من العنف، مما يستدعي تحركاً فورياً لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى من كلا الجانبين.

الدعوة إلى حل الدولتين: "ما البديل؟"

في السياق نفسه، شدد غوتيريش على أهمية تحقيق حل الدولتين كوسيلة وحيدة لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط. وقال: "أريد أن أسأل الذين يعيقون هذا الحل من خلال بناء المزيد من المستوطنات ومصادرة الأراضي وزيادة العنف: ما البديل؟ كيف يمكن للعالم أن يقبل بحل الدولة الواحدة الذي يدمر حقوق وكرامة الفلسطينيين؟".

وأكد الأمين العام أن الوقت قد حان لإنهاء الصراع الطويل بين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال إقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن. وحذر من أن استمرار السياسات التي تعيق حل الدولتين سيؤدي إلى مزيد من التوتر والانفجار في المنطقة.

العالم في "إعصار" من التغيير: دعوة للتعاون الدولي

غوتيريش وصف العالم بأنه يمر بمرحلة "إعصار" من التغيير والتحديات غير المسبوقة، مشيراً إلى أن هذه التحديات تتطلب تعاوناً دولياً أكبر. وأوضح أن النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية بات مهدداً بالتفكك إذا لم يتم إصلاحه بما يتماشى مع التحديات الحالية. وقال: "إذا لم يحدث إصلاح حقيقي للنظام الدولي، فإن التشرذم والانقسام أمر لا مفر منه".

وأضاف أن الانقسامات الجيوسياسية تزداد تعمقاً يوماً بعد يوم، مما يعوق إمكانية التوصل إلى حلول عالمية للمشاكل الكبرى التي تواجه البشرية، مثل الأزمات المناخية والصراعات الإقليمية. ووجه دعوة إلى قادة العالم لتعزيز التعاون الدولي وتجاوز الخلافات السياسية من أجل التصدي للتحديات المشتركة.

 تحذير ودعوة للتحرك العاجل

اختتم غوتيريش كلمته بتوجيه نداء إلى قادة العالم للتحرك العاجل لوقف التصعيد في لبنان وغزة. وأكد أن الفشل في التعامل مع هذه الأزمات سيؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة في المنطقة. ودعا المجتمع الدولي إلى العمل على تحقيق حلول دائمة وعادلة للصراعات في الشرق الأوسط، تجنباً لمزيد من المآسي.