أردوغان يدعو إلى الاعتراف بفلسطين ويصف إسرائيل بـ الكيان العنصري
ADVERTISEMENT
وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوة شديدة اللهجة إلى جميع الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين، مطالبًا إياها بالاعتراف الرسمي الفوري بالحق الفلسطيني. وأضاف أردوغان، في كلمته يوم الثلاثاء في الجمعية العمموية للأمم المتحدة، أن ما يجري في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، يعد "مجزرة مستمرة" تعكس انهيارًا أخلاقيًا ومعنويًا عالميًا، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنهاء الأزمة.
المجزرة المستمرة في غزة: أرقام مروعة وجرائم حرب لا تغتفر
أكد أردوغان أن غزة تشهد مجزرة مستمرة منذ 353 يومًا، أسفرت عن استشهاد أكثر من 41 ألف شخص، في ظل قصف إسرائيلي متواصل وعنيف. وأشار إلى وجود أكثر من 10 آلاف مفقود ومئات الآلاف من الجرحى نتيجة للعدوان المستمر. كما أضاف أن "الصور المسربة من السجون الإسرائيلية تكشف عن نوع الاضطهاد الذي يعانيه الفلسطينيون"، معربًا عن صدمته حيال التخاذل الدولي في مواجهة هذه الجرائم.
وتساءل أردوغان: "أليس من يقطنون في قطاع غزة والضفة الغربية بشرًا؟ لماذا هذا الصمت العالمي حيال ما يحدث؟". ووجه نداءً إلى منظمات الأمم المتحدة، قائلًا: "ما الذي تنتظرونه حتى تتحركوا لحماية موظفيكم وسكان غزة؟"
الفلسطينيون يمارسون حقهم المشروع في المقاومة
في سياق دعمه للمقاومة الفلسطينية، شدد الرئيس التركي على أن الشعب الفلسطيني يمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقال: "الفلسطينيون يدافعون عن أراضيهم وحقهم في الحياة في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية"، مؤكدًا أن المقاومة ليست فقط حقًا مشروعًا، بل ضرورة لمواجهة التطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل.
وأضاف أردوغان أن "السبب الوحيد لاستمرار هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي هو الدعم غير المحدود الذي تتلقاه من بعض الدول الكبرى"، مشيرًا إلى أن الصمت الدولي يفاقم الأزمة ويشجع إسرائيل على مواصلة مجازرها.
النفاق الدولي: دعوات للسلام مع تزويد إسرائيل بالأسلحة سرًا
انتقد أردوغان بشدة مواقف بعض الدول التي تدعو علنًا إلى وقف إطلاق النار وتثبيت الهدنة، لكنها في السر تزوّد إسرائيل بالأسلحة. ووصف هذا التناقض بـ"النفاق الدولي" الذي يُظهر ازدواجية المعايير التي تتعامل بها بعض الدول مع الأزمة الفلسطينية. وقال: "هناك دول تدعو للسلام وتزوّد إسرائيل بالسلاح سرًا. هذا هو جوهر النفاق."
كما أشار إلى أن إسرائيل أثبتت عدم رغبتها في تحقيق السلام بعد أن قتلت "الرجل المسؤول الوحيد الذي كانت تتفاوض معه"، في إشارة إلى اغتيال القيادات الفلسطينية التي كانت تعمل على مسار التفاوض.
الأمم المتحدة والقيم الإنسانية تقتل في غزة
أردوغان لم يكتفِ بإدانة إسرائيل فحسب، بل وجه اتهامًا مباشرًا للأمم المتحدة والقيم الإنسانية التي يُفترض أن تمثلها، قائلاً: "الأمم المتحدة وقيمها ومبادئ الغرب هي التي تُقتل في غزة، وليس فقط الأطفال." وأكد أن الصمت الدولي على جرائم إسرائيل يشير إلى انهيار المنظومة الأخلاقية العالمية، داعيًا إلى تحرك أممي فوري للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال.
مساعدة سكان غزة مع اقتراب الشتاء القاسي
مع اقتراب فصل الشتاء، دعا أردوغان المجتمع الدولي إلى توفير المساعدة الإنسانية العاجلة لسكان غزة الذين يعانون من ظروف معيشية قاسية ستزداد سوءًا مع برد الشتاء. وقال: "يجب علينا أن نمد يد العون لشعب غزة الذي يعيش في ظروف غير إنسانية، والشتاء القادم سيجعل الأمور أكثر صعوبة." وأكد أن تركيا ستواصل دعمها للفلسطينيين وستتخذ كل الخطوات الضرورية لمواجهة الجرائم الإسرائيلية وضمان تحقيق العدالة.
أردوغان يدعو لتحالف دولي ضد إسرائيل على غرار مواجهة هتلر
في ختام كلمته، أطلق أردوغان دعوة صريحة لتشكيل تحالف دولي لمواجهة إسرائيل ووقف عدوانها، مشيرًا إلى أن "نتنياهو وعصابته المجرمة" يجب أن يتم إيقافهم كما تم إيقاف هتلر قبل عقود. ودعا إلى ضرورة تشكيل جبهة إنسانية تقف في وجه الجرائم الإسرائيلية والضغط على المجتمع الدولي للتحرك وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.