خاص|من الهجمات السيبرانية إلى اغتيال قادة حزب الله.. هل لبنان على أعتاب حرب جديدة؟
ADVERTISEMENT
سلسة من الاغتيالات طالت قيادات الهيكلية لحزب الله منذ بداية الحرب في غزة، وزادت تكلفة هذه الخسائر البشرية عندما شن الجيش الإسرائيلي يوم أمس غارة باستخدام طائرة من طراز إف - 35 استهدفت اجتماع لقيادة وحدة الرضوان تحت الأرض في الضاحية الجنوبية وأدت إلى مقتل 17 عنصر من حزب الله.
لبنان إلى أين.. ؟
وقبل هذا الهجوم، قامت إسرائيل وأن لم تعلن بشكل واضح مسؤوليتها عن الهجوم بشن هجوم سيبراني غير مسبوق استهدف أجهزة اتصال لاسلكية تستخدمها عناصر حزب الله للتواصل مع بعضهم البعض، انتهت بسقوط قتلى وإصابة الآلاف، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم بمقتل 70 شخص في الهجمات السيبرانية والغارة على الضاحية.
يأتي ذلك وسط تخوفات وتساؤلات حول تأثير هذه الضربات والعربدة الإسرائيلية على أمن واستقرار المنطقة وجرها إلى حرب شاملة، كما أن التصعيد الإسرائيلي يتزامن مع اقتراب الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر والذي شنته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ضد إسرائيل والذي يجعل العالم والمنطقة بشكل خاص في حالة تأهب ووضع سيناريوهات عدة حول ما قد يحدث في هذا اليوم كيف سيمر هذا اليوم على المنطقة هل سيكون نحو تصعيد أكبر وتوقيت إيران المناسب لرد الصفعة لإسرائيل أم أن الدولة العبرية تخطط لهجوم كبير وتلجأ إلى سياسة الضربات الاستباقية؟!
وتعقيبا على الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية قال مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية د. رضوان قاسم في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر :"فيما يخص حول الضربات الإسرائيلية السيبرانية أو الضربة قيادة المقاومة في الضاحية الجنوبية بالتأكيد هذه الحرب سجال احيانا تكون لصالح هذه الفريق أو لصالح الفريق الآخر.. نعم هناك خرق أمني كبير لصالح إسرائيل قد لعبت دور مهم في هذا المجال إضافة إلى العملية السيبرانية التي كشفت العديد من الأخطاء الفنية والامنية يعني أن إسرائيل لم تكون بمفردها في هذا الاختراق وإنما بمساعدة دول أجنبية.. وعلى رأسها الولايات المتحدة لأن كل هذا لا يمكن أن يتم من الجانب الإسرائيلي فحسب".
باحث في الشأن الدولي لـ تحيا مصر: الهجمات السيبرانية على لبنان جعلت دول تعيد النظر في سياساتها العسكرية
وأضاف:" ونحن نعلم أن الإمكانيات الإسرائيلية محدودة لهذا العمل الكبير الذي إثر على الدول الأخرى التي بدأت تعيد سياستها العسكرية لأن هذه المسألة كانت خطيرة.. طبعا الضربات كانت لها نتائج سلبية على المقاومة ولبنان وراح الكثير من الضحايا المدنيين والعسكريين فهذه كانت بمثابة إبادة جماعية في حق الشعب اللبناني".
باحث في الشأن الدولي لـ تحيا مصر: نتنياهو يعمل على التصعيد في المنطقة واشعال حرب لمحاولة الخروج من المأزق التي فيها
وأوضح د. رضوان أن:" هذه المسألة ليست سهلة استطاعت إسرائيل أن تضرب حزب الله لكن سينعكس على الجبهة بشكل كبير فالتصعيد هو سيد الموقف والأمور ذاهبة نحو تصعيد فحكومة نتنياهو.. ونتنياهو شخصياً يعمل على التصعيد في المنطقة واشعال حرب لمحاولة الخروج من المأزق التي فيها منها حرب غزة رغم المأسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني فلم يستطيع تحقيق أهدافه المتمثلة في الإفراج عن الأسرى أو القضاء على الفصائل الفلسطينية.. وهذا يدل على فشل إسرائيل.. فهناك خسائر بشرية لدى الفلسطينيين لكن إسرائيل لم تحقق على مكاسب على المستوى العسكري.. رغم إسرائيل متفوقة عسكرية لكن لم تحقق أهدافها ثم انتقلت الى الضفة الغربية فوقعت في مأزق كبير لكي تصبح المواجهة أقوى مع الفصائل الفلسطينية وزاد الضغط على حكومة نتنياهو.. فلجأ إلى الجبهة الشمالية من هجوم سيبراني على لبنان ونجح فيه لكن لم يغير علي المستوى العسكري في شيء وجدنا المقاومة زادت من ضرباتها اي انه لم يكون تأثير قوي علي المقاومة.. ثم لجأت إلى ضرب الضاحية الجنوبية وهذا أيضا انجاز عسكري من جانب إسرائيل، لكن هذا لم يستطيع أن يغير الواقع بحيث انه لا يستطيع المستوطنين في الجليل الأعلى ووقف ضربات المقاومة أو وأبعاد حزب الله عن الحدود".
وتابع قائلاً:" حتى في الهجوم السيبراني بدل ما يكون الشارع اللبناني ضد المقاومة وجدنا انها احتضنت المقاومة من سنة وشيعة ودروز ومعظم الأحزاب والطوائف السياسية التفت حول المقاومة.. وهذا يعد فشل السياسات التي يتبعها نتنياهو".
وقال المتخصص في الشأن الدولي في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أن:" الضربة الأخيرة في الضاحية اسقطت الكثير من القيادات، لكن لم يقف المقاومة أو يردعها بل أكثر من ذلك ففي حديث حسن نصر الله تحدي إسرائيل انها لن تستطيع إعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم هذا يدل على أي عمل عسكري ضد المقاومة لن يمنعها من مساندة المقاومة في غزة".
باحث في الشأن الدولي لـ تحيا مصر: إسرائيل متفوقة جوية لكن لا تستطيع الهجوم البري دون المشاركة الدول الغربية
وأكد على أن:" التصعيد قائم لكن هذا لا يحسم المعركة.. المعركة تحسم وهو الهجوم البري وهو ليس في مصلحة إسرائيل، فاسرائيل متفوقة جوية لكن لا تستطيع الهجوم البري دون المشاركة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. فإذا لم يستطع نتنياهو بالهجوم البري يعني اكتفي الضربات الجوية.. و الضربات الجوية لا تحسم المعركة وبالتالي يكون فشل في تحقيق أهدافه في جنوب لبنان.. نحن تصعيد في الموقف ولن يكون هناك تهدئة أو حل الا عندما يكون هناك انتخابات أمريكية".
وأكد في تصريحات خاصة أن:" موضع المقاومة حرج.. لا بد المقاومة أن ترد على مستوى عالي وهذا يحتاج كثير من الدقة والجهود والعمل العسكري الفائق.. نحن مقبلون على تصعيد سواء من قبل إسرائيل التي تريد جر الولايات المتحدة مع المقاومة وصولا إلى إيران.. ورد المقاومة سيكون قوي على مستوى الضربات التي تلقاها ونحن في كلا الحالتين أمام مواجهة عسكرية واشتباك كبير بالشرق الأوسط".
توقيت إيران للرد على إسرائيل
واختتم د. رضوان في حديثه لتحيا مصر بتعقيب عن سبب عدم رد إيران على الهجمات الإسرائيلية قائلاً:" إيران دولة ونعلم أن اي رد إيراني سيشعل المنطقة والإقليم وربما تذهب أبعد من ذلك وتكون دولية.. إيران تريد المشاركة في الحرب بتوقيتها وخاصة لديه من الديون يجب الايفاء بها سواء استهداف هنية أو الكثير التي الضربات تعرضت لها واستهداف القنصلية في سوريا.. فايران سترد لكن بتوقيتها وليس بتوقيت أمريكا وإسرائيل.. خاصة أن سفيرها تعرض للاذي من هذا الهجوم.. نحن في مأزق كبير المنطقة وسنكون أمام حرب لا نعرف أين ستنتهي! ".