عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

قناة أغانى القرآن الكريم تثير جدلا.. الأزهر والإفتاء يحذران: انحراف بالشرائع محرم ونوايا خبيثة

قناة اغاني القرآن
قناة اغاني القرآن الكريم على اليوتيوب

تصدرت قناة أغاني القرآن الكريم على اليوتيوب، التريند، بعدما أثارت جدلاً كبيراً، لإذاعتها آيات القرآن الكريم مصحوبة بصوت الموسيقى، واعتبر علماء الدين أن هذا استهار بالقرآن الكريم، وتعظيمه، وهو أمر محرم شرعاً، رافضين المحتوى الذي تقدمه  قناة أغاني القرآن الكريم.

 

هل ما تفعله قناة أغانى القرآن الكريم جائز ؟

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه إذا كان القرآن الكريم: هو كلام الله المعجز، المنزل على النبي-صلى الله عليه وسلم-، المكتوب في المصاحف، المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته، فإن مقتضى كونه متعبدا بتلاوته: أي على الوجه الذي تلقيناه من النبي – صلى الله عليه وسلم –، ومعلوم أن الله -سبحانه وتعالى- لما أمر نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بتلاوة القرآن، أمره بترتيله فقال عز من قائل: «ورتل القرآن ترتيلا» (المزمل : آية 4)، قال الإمام الرازي –رحمه الله - : أمره بترتيل القرآن حتى يتمكن الخاطر من التأمل في حقائق الآيات ودقائقها، فظهر أن المقصود من الترتيل إنما هو حضور القلب.

ترتيل القرآن وتحسين الصوت به

وأكد الأزهر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حث على ترتيل القرآن وتحسين الصوت به، فقال: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت، يتغنى بالقرآن، يجهر به» (صحيح مسلم) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «زينوا القرآن بأصواتكم» وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو رأيتني وأنا أسمع قراءتك البارحة، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود» فقال أبو موسى: لو علمت لحبرته لك تحبيرا».

 

حكم سماع قناة أغانى القرآن الكريم

وأبان: أن الذي يتحصل من هذه الأدلة: أن تحسين الصوت بالقرآن مطلوب، وقد حكى الإمام النووي وغيره الإجماع على استحباب تحسين الصوت بالقرآن (قراءة وترتيلا) «التبيان في آداب حملة القرآن، 1/110» وقد ضبط العلماء تحسين الصوت بالقراءة بما لا يخرج التلاوة عن وضعها الصحيح، نأيا بالقرآن من التشبه بالأغاني التي يقصد بها الطرب، ومن ثم؛ فليس من التغني المشروع بالقرآن ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي من مقطع لتلاوة القرآن الكريم على ألحان الموسيقى، بل إن هذا الفعل محرم شرعا، وسماع القرآن بهذه الصورة خروج بالعبادة عن صورتها المشروعة، وامتهان للقرآن الكريم، ومنافاة لحرمته، وصرف له عن معناه الذي جاء له من الخشوع والتفهم والهداية والإرشاد، بجعله وسيلة للتبذل والطرب، مما يتعارض مع وقار القرآن وجلاله. 

 

ونبه على أن الأزهر الشريف كما يقاوم مظاهر الغلو والتطرف، يسوءه هذا التفريط الذي يؤول إلى الانحراف بالشرائع عن مقصودها ويؤدي إلى ضياع الدين، ويشدد الأزهر على أن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة دافعها إما جهل مطبق وإما نوايا خبيثة، وهي في كلا الحالين تغيير للدين، وخروج عن الصراط المستقيم، ويهيب الأزهر بالمسلمين تعلم وأداء العبادات على وجهها الصحيح، وتعظيم شعائر الله؛ قال تعالى: «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» (سورة الحج: آية 32)، ولا شك أن آيات القرآن الكريم من أعظم شعائر الله الواجب على المسلمين تعظيمها بتقديسها واحترامها والتأدب عند سماعها كما قال تعالى: «وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون» (سورة الأعراف: آية 204).

تعليق دار الإفتاء على قناة أغاني القرآن على اليوتيوب

قالت دار الإفتاء المصرية، إن إخضاع القـرآن الكريم للنغمات الموسيقية، وقراءته قراءة مصحـوبة بالآلات الموسيقية، والتغني به محرم شرعًا.

قيام بعض الأفراد بالتغني بآيات الذكر الحكيم

وأوضحت الإفتاء ردًّا على ما تم تداوله من قيام بعض الأفراد بالتغني بآيات الذكر الحكيم مصحوبة بالآلات الموسيقية، أن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين، أنزله الله على الرسول -صلى الله عليه وسلم- هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ولم ينزله ليطرب به الناس أو يتغنوا به وقد أمر الله المسلمين بفهم معانيه وتدبر ما فيه من عظات وآداب بكل أحكامه.

قناة اغاني القرآن الكريم 

القرآن الملحن بالموسيقى لهو وطرب

 وأضافت دار الإفتاء في فتواها، أن سماع القرآن كما تسمع الأغاني، يجعله أداة لهو وطرب، ينصرف فـيه السامع إلى ما فيـه من لذة وطرب، عما أنزل القرآن له من هداية الناس وإرشادهم.

 

وأكدت الإفتاء، أن القرآن الملحن بالموسيقى، ليس هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله، وتعبدنا بتلاوته التي تلقيناها عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأننا إذا أجـزنا قـراءة القرآن ملحنًا تلحينًا موسيقيًّا وسماعه مصحوبًا بآلات الموسيقى، نكون قد حـرفنا كـتاب الله وبدلناه، وفي ذلك ضـيـاع الدين وهلاك المسلمين.


واستشهدت دار الإفتاء، بما روى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤذن يطرب، فقال رسول الله: إن الأذان سهل سمح، فإذا كـان أذانك سمحًا سهلًا، وإلا فلا تؤذن. أخرجه الدار قطني في سننه. فإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد منع ذلك في الأذان، فأحرى أن لا يجوزه في القرآن، الذي حفظه الرحمن، فقال -وقوله الحق -: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"، وَقال -تبارك وتعالى-: "لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ".

وختمت: وقد رأى العلماء في قراءة القرآن على صورة التلحين والغناء والتطريب المنع والتحريم، وأن من المقطوع به أنهم يحرمون بالأولى.

 

آداب تلاوة قراءة القرآن الكريم

- إخلاص النية لله -عزّ وجل- عند قراءة القرآن الكريم.
- التسوك؛ كما ورد في السنة النبوية، بحيث يبدأ من الجانب الأيمن من فمه.
- الطهارة؛ فإذا قرأ القرآن محدثًا جاز له ذلك، وإن كان القارىء بفعله هذا قد ارتكب المكروه، وترك الأفضل.
- قراءة القرآن الكريم في مكان نظيف؛ ولذلك يُستحب القراءة في المسجد؛ لكونه نظيفًا، بالإضافة إلى أنه محصل لفضيلة أخرى هي الاعتكاف؛ ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنه قبل دخول المسجد يُفضل أن ينوي المسلم الاعتكاف.
- استقبال القبلة عند قراءة القرآن الكريم، والجلوس بخشوع ووقار، ولا بدّ من الإشارة إلى جواز القراءة في حالة الوقوف، أو الاستلقاء، ولكن أجر قراءة الجلوس أفضل.
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، قبل الشروع بالقراءة، وذلك بقوله: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم»، أو يزيد عليها بقوله: «من همزه ونفخه ونفثه».
- البسملة بقول:«بسم الله الرحمن الرحيم» في بداية كل سورة من سور القرآن الكريم، باستثناء سورة البراءة.
- ترديد الآيات القرآنية للتدبر، فإذا مرّ بآية من آيات العذاب، استعاذ بالله من شر العذاب؛ فيقول: «اللهم أني أسألك العافية»، وإذا مرّ بآية تنزيه نزه الله؛ فيقول: «سبحان الله، أو تبارك الله وتعالى».
- تعظيم القرآن الكريم بتجنب الحديث أثناء تلاوته، وتجنب النظر إلى ما يشتت الذهن.
- قراءة القرآن الكريم من المصحف أفضل من قراءته غيبًا؛ لأن النظر في المصحف عبادة يؤجر عليها القارئ؛ حيث تجتمع القراءة والنظر.
- تجنب ترقيق الصوت أثناء القراءة.
- التوقف عن القراءة عند التثاؤب حتى يزول.

تابع موقع تحيا مصر علي