عاجل
الإثنين 18 نوفمبر 2024 الموافق 16 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

إعدام 200 فيل في زيمبابوي..هل هو الحل الوحيد لأزمة الجفاف؟

قتل الفيلة في زيمبابوي
قتل الفيلة في زيمبابوي بسبب الجفاف

أعلنت حكومة زيمبابوي عن قرار بإعدام 200 فيل لمواجهة تداعيات الجفاف الذي أصاب البلاد بشلل في الموارد الطبيعية والغذائية. صرحت سيثمبيسو نيوني، وزيرة البيئة في زيمبابوي، أن هذا القرار جاء بعد توصيات هيئة الحياة البرية، نظرًا لأن البلاد تمتلك عددًا كبيرًا من الأفيال يتجاوز قدرتها على تلبية احتياجاتهم الغذائية. القرار الذي صدر مؤخرًا أثار موجة من الانتقادات من المنظمات البيئية وحقوق الحيوان، حيث يعتبرونه خطوة قد تؤثر سلبًا على السياحة والبيئة.

محمية "هوانجي": مركز الصراع بين الحياة البرية والبشر

تتركز عملية الإعدام في محمية "هوانجي" الوطنية، التي تعد من أكبر المحميات في زيمبابوي. المحمية التي تأوي أكثر من 65 ألف فيل، أي ما يفوق قدرتها الاستيعابية بأربعة أضعاف، تشهد معاناة بسبب الجفاف الذي أثر على النباتات ومصادر المياه، مما أدى إلى تفاقم الصراع بين السكان المحليين والحيوانات البرية. ووفقًا لـ فولتون مانجوانيا، المدير العام لهيئة الحدائق الوطنية في زيمبابوي، فإن الحكومة تهدف من هذه العملية إلى تقليل الضغط على الموارد الطبيعية، فضلًا عن توفير البروتين الغذائي لبعض المجتمعات التي تعاني من نقص حاد في الغذاء.
 

زيمبابوي تأثرت بالتغير المناخي
 

الاستفادة من اللحوم: نموذج ناميبي لتحويل الأزمة إلى حل غذائي

في تصريح خاص لإذاعة "صوت أمريكا"، أشارت وزيرة البيئة إلى أن زيمبابوي تسعى إلى تكرار تجربة ناميبيا، حيث يتم استغلال لحوم الحيوانات التي يتم إعدامها لتلبية احتياجات المجتمعات المحلية. وأوضحت أن اللحوم سيتم تجفيفها وتوزيعها على الأسر التي تعاني من نقص البروتين الغذائي. يأتي هذا في وقت تقدر فيه الأرقام أن حوالي 6 ملايين شخص في زيمبابوي سيحتاجون إلى مساعدات غذائية خلال موسم الجفاف القادم من نوفمبر إلى مارس.
 

الخطوة تأتي بعد أن نفذت ناميبيا خطة مشابهة حيث أعدمت 83 فيلًا و160 حيوانًا بريًا آخرين لمواجهة موجة الجفاف التي تعتبر الأسوأ منذ عقود. وتستند زيمبابوي على هذه الاستراتيجية لتقليل حدة الأزمة، بينما تواجه انتقادات متزايدة بشأن مدى فعاليتها على المدى البعيد.

انتقادات دولية: بين الحفاظ على الحياة البرية وتأمين الغذاء

ورغم أن الحكومة الزيمبابوية ترى في إعدام الأفيال حلاً لأزمة الجفاف، فإن القرار واجه انتقادات حادة من المنظمات الدولية مثل "بيتا" وخبراء الحفاظ على البيئة. فاراي ماجوو، مدير مركز حوكمة الموارد الطبيعية، عبّر عن قلقه من أن هذه الخطوة قد تؤثر على قطاع السياحة، الذي يُعد مصدرًا رئيسيًا للدخل القومي. "يجب على الحكومة البحث عن حلول أكثر استدامة وصديقة للبيئة، فالأفيال هي أحد أعمدة السياحة في زيمبابوي، وهي أكثر ربحية حية من ميتة"، قال ماجوو.

كما وصف بعض النقاد القرار بأنه "قصير النظر" ويؤدي إلى إلحاق ضرر طويل الأمد بالتنوع البيولوجي في البلاد. الأفيال، التي تُعتبر رمزًا لجمال الحياة البرية الأفريقية، تجذب آلاف السياح سنويًا إلى زيمبابوي، مما يجعل إعدامها لأسباب اقتصادية وبيئية موضوعًا حساسًا.

الحلول المستدامة: هل من بدائل لإعدام الأفيال؟

في ظل هذه الأزمة، يطالب البعض بأن تعمل زيمبابوي ودول جنوب أفريقيا الأخرى على تطوير استراتيجيات طويلة الأمد لتخفيف آثار الجفاف على الحياة البرية والبشر على حد سواء. يقول خبراء البيئة إن هناك حاجة إلى استثمارات في مشاريع الري وإدارة المياه لتعزيز المرونة البيئية في مواجهة تغير المناخ.

رغم التحديات، لا يزال الجدل قائمًا حول ما إذا كان إعدام الأفيال هو الحل الأنسب للأزمة أم أن هناك بدائل أكثر استدامة وصديقة للبيئة يمكن تبنيها لضمان الحفاظ على التوازن بين الإنسان والطبيعة.

 

تابع موقع تحيا مصر علي