عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

خطيب المسجد الحرام: النبي صاحب الشفاعة العظمى.. والله أوجب علينا التأسي بالرسول

الدكتور أسامة بن
الدكتور أسامة بن عبدالله خياط

 قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، إن الصادق في محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا بد أن تظهر علامة صدقه، وإلا كانت دعوى لا بينة عليها، ويجب علينا الإيمان بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- صاحب الشفاعة العظمى التي يتخلى عنها أولو العزم من الرسل، كما محبته محبة تفوق محبة الوالد والولد والناس كافة.

 

بعثة هذا النبي الكريم


وقال الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام: لئن كثرت نعم الرب على عباده، وتنوعت مننه، وعظمت آلاؤه، فاستوجبت شكرا يعقب لهم منه المزيد، فإن النعمة العظمى -بعد نعمة الهداية إلى دين الله القويم وصراطه المستقيم- هي المنة الربانية الكريمة، ببعثة هذا النبي الكريم، يقرأ عليهم آيات كتابه العظيم، ويطهرهم من ذنوبهم باتباعهم إياه، وطاعتهم له فيما يأمرهم به وينهاهم عنه، ويعلمهم كتاب ربهم الذي أنزله عليه، ببيان معانيه وأحكامه، ويوضح لهم سنته التي سنها للمؤمنين، فيستنقذهم مما كانوا فيه من الضلالة، ويبصرهم بعد العماية، كما قال عز اسمه: «لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين».

 وجوب الإيمان بأنه عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين


وأضاف قائلا: إن النبي صلوات الله وسلامه عليه، مرسل من ربه عز وجل إلى قومه بلسانهم، فليس متهما عندهم، ولا يأنفون من الأخذ عنه، وهو في غاية النصح لهم، والسعي في كل ما به صلاح أحوالهم، وسعادتهم ونجاتهم، ويشق عليه ما يشق عليهم، ويحب الخير لهم، ويسعى جاهدا في إيصاله إليهم، ويحرص على هدايتهم، ويكره الشر لهم، ويسعى في تنفيرهم منه، وذلك لشدة رأفته ورحمته ورفقه بهم، ولذا كان حقه صلى الله عليه وسلم على أمته مقدما على كل الحقوق، وفي الطليعة من ذلك وجوب الإيمان بأنه عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين، فلا نبي ولا رسول بعده، كما قال تعالى: ﴿ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما﴾ ، والإيمان بأنه صاحب الشفاعة العظمى التي يتخلى عنها أولو العزم من الرسل، كما محبته محبة تفوق محبة الوالد والولد والناس كافة، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".

 

 الإكثار من الصلاة على النبي 


وواصل: أن الصادق في محبته صلى الله عليه وسلم لا بد أن تظهر علامة صدقه، وإلا كانت دعوى لا بينة عليها، والبينة الدالة على صدق دعوى المحبة، تتجلى في علامات وأمارات، أهمها: الاقتداء به والعمل بسنته، والتأدب بآدابه في العسر واليسر والمنشط والمكره، وإيثار ما صنعه صلى الله عليه وسلم على هوى النفس، ونصرة دينه، والذب عن سنته، والذود عن شرعه، وكثرة ذكره عليه الصلاة والسلام، فإن من أحب شيئا أكثر من ذكره، وكثرة الشوق إلى لقائه عليه الصلاة والسلام، كما أن من صدق المحبة له عليه الصلاة والسلام، الإكثار من الصلاة عليه، فإنه من صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشرا، كما ثبت ذلك فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم، لاسيما في المواطن التي يستحب فيها، كأول الدعاء وآخره، وعقب الأذان، وعند ذكره، وعند دخول المسجد والخروج منه، ويوم الجمعة وليلته، وفي التشهد.

 

أوجب الله عز وجل التأسي بالنبي


واستطرد في خطبته قائلا: من لوازم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعته في كل شأن، وقد أمر سبحانه بها فقال: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون»، كما أنه تتحقق طاعته صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به واتباعه، والاهتداء بهديه، والاستنان بسنته، وبالتحاكم إليه في كل الأمور، والرضا بحكمه، فيما أوجب الله عز وجل التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أنه القدوة الحقة لكل مؤمن بالله واليوم الآخر، يستعصم بها من الضلال، ويبلغ بها ما يأمل من الرضوان، ونزول رفيع الجنان.
 

تابع موقع تحيا مصر علي