كيف تبعد عنك الطاقات السلبية؟ دار الإفتاء تقدم روشتة شرعية للتحصين
ADVERTISEMENT
أجاب الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال متصلة حول: "شقيقتها بعد وفاة زوجها، أصبحت تشعر بالحيرة والقلق، وتعتقد أن الله قد يعذبها، رغم أنها عرضت على أطباء وبعض القراء والمشايخ، لكن دون جدوى، فما الحل وما فوائد ذكر الله؟.
كيفية تحصين النفس
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "يمكنها تحصين نفسها بذكر الله وقراءة القرآن، وتغيير هذه الأفكار السيئة، فالله سبحانه وتعالى رحيم، خلق الخلق ليرحمهم، قال: "إلا من رحم ربك" (الكهف: 82)، وهو الرحمن الرحيم، والمفاهيم الخاطئة التي تقولها لا علاقة لها بالحقيقة".
وتابع: "عليها أن تُكثر من ذكر الله، وأن تُكثر من الصلاة على حضرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك زيارة أهل البيت الطيبين الطاهرين هي من أبواب الفرج، وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وصانا بأهل بيته وقال: (أوصيكم بالله وأهل بيتي)، زيارة هؤلاء والحفاظ على الذكر تُبعد الطاقات السلبية وتزيل الأفكار التي لا أساس لها من الصحة.
فضل ذكر الله
أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور خالد المهنا، فضل ذكر الله، وأهميته في الكتاب والسنة، مبينًا أن المداومة على ذكر الله وتسبيحه وحمده دليل على تعظيم الله ومحبته وخشيته ورجائه وابتغاء مرضاته ومغفرته.
ذكر الله أفضل الطاعات
وقال الشيخ خالد المهنا في تصريح سابق، إن ذكر الله سبحانه هو أفضل الطاعات، وأشرف القربات، ومقصد العبادات، وهو الذي من أجله شرعت الشعائر، كما قال عليه الصلاة والسلام: «إنما جُعل الطوافُ بالبيتِ وبين الصفا والمروة ورمي الجِمار لإقامة ذكر الله» أي ليذكُر العباد ربهم، بقلوبهم عكوفًا على تعظيمه ومحبته وخوفه ورجائه، وبألسنتهم لهجًا بحمده وتكبيره وتهليله وتسبيحه، وبجوارحهم عملًا بطاعته، وسعيًا في مراضيه، فلذلك كان ذكره جلّ جلاله أكبر من كل شيء.
فوائد ذكر الله
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي، إلى أن ذكر الله حياة القلوب ونعيمها وقوّتها، وهو قوتُها وغذاؤها، وهو حياة الروح، وروح الحياة، ودليل الإيمان، وإن الإيمان لما كان قولًا باللسان، وإخلاصًا بالقلب وعملًا بالجوارح كان ذكر الله تعالى ترجمانًا له ودليلًا عليه، ولأجل ذلك جاء الذكر في كتاب الله وسنة نبيه، مرادًا به مفهومًا واسعًا يعم اللسان والقلب والجوارح.
وبيّن الشيخ خالد المهنا، أن ذكر الله تعالى باللسان، يشمل تلاوة القرآن في الصلاة وخارجها، والأذكار المشروعة في الصلاة وبعد الفراغ منها، وما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلمه وفعله من الأذكار والأدعية المأثورة من عمل اليوم والليلة، ويتناول كل ما عظّم العبد به ربه، وأثنى عليه به من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، ويدخل فيه الدعاء، وأجلُّه الاستغفار.
ماذا أعد الله للذاكرين
وتابع: أن ما أعده الله للذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، من المغفرةً والأجر العظيم، وما وعدهم به سبحانه من النصر والفلاح والحفظ، وحطّ الأوزار والخطيئات، ورفعة الدرجات وتكفير السيئات، مبينًا أن ذكر الله تعالى دأب عليه سادة العارفين بربهم من الأنبياء والمرسلين، والصديقين، وأولي الألباب الصالحين، فقد كان قدوة المؤمنين وإمام المتقين لا يفتر عن ذكر الله تعالى في كل أوقاته، كما أخبرت بذلك أمنا الصديقة عائشة بنت الصديق - رضي الله عنهما - ولذلك أرشد عليه الصلاة والسلام من قال له: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثُرت عليّ فمُرني بأمر أتشبثُ به، أرشده بقوله: : "لايزال لسانك رطبًا من ذكر الله".
ماذا يفعل ذكر الله في المسلم؟
وواصل: إن العبد متى ذكرَ ربهُ بلسانهِ، فهو على خير، ومتى اجتمع له مع حركة اللسان حضور القلب فتواطأ القلب واللسان على الذكر كان الخير أعظم والفضل أتمّ، إذ يتفكر العبد في معاني ما يلهج به لسانه من ذكر الله، ويتدبر بفؤاده مقاصد تلك الأذكار من تعظيم الله سبحانه وتوحيده، وإخلاص الدين له في عبادته واستعانته، ويتفكر في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء، وما أودع في خلقه من دلائل عظمته وقدرته وقوته ورحمته، وذلكم هو السبيل القويم، والمنهج الواضح الذي يسلك بالعبد إلى ذوق ثمار الذكر اليانعة، ويظفره بنتائجه النافعة، التامة الكاملة، من نيل كريم الأجر، وانشراح الصدر، وتحصيل محبة الله وتعظيمه ومحبته وخوفه ورجائه، فإن من علامة المحب لله المعظم له عز وجل دوامه على ذكر ربه بقلبه ولسانه، وقل ما ولع المرء بذكر الله بلسانه وقلبه إلا أفاد منه حب الله عز وجل.
واختتم: أن ليس للقلوب طمأنينة ولا سكينةٌ، ولا راحة ولا قرارٍ، إلا بكثرة ذكر الله في الغيب والشهادة، والسرّ والجهر، فالقلوب إنما خلقت لذكر الله، فلا تحيا إلا به، ولا تثبت على الإيمان إلا به، فهو الفرقان بين أهل النفاق وأهل الإيمان.