عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ترامب يهاجم وهاريس تدافع..سباق محتدم نحو البيت الأبيض

ترامب و كامالا هاريس
ترامب و كامالا هاريس

تشكل المناظرات الرئاسية واحدة من أهم الأحداث السياسية في الانتخابات الأمريكية، حيث تلعب دورًا محوريًا في تشكيل آراء الناخبين وتوجيه مسار الحملات الانتخابية. هذا ما يجعل المناظرة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس حدثًا سياسيًا لا يمكن تجاهله. بينما يقترب الموعد الانتخابي في نوفمبر 2024، تتزايد أهمية هذه المناظرة في توجيه قرارات الناخبين. ستكون هذه المواجهة فرصة ذهبية لكلا المرشحين لإثبات كفاءتهما في القيادة أمام جمهور منقسم.

الهجوم المتوقع من ترامب: استهداف السجل السياسي لهاريس

من المتوقع أن يتبنى ترامب أسلوبًا هجوميًا خلال المناظرة، خاصة تجاه كامالا هاريس، التي يراها الجمهوريون نقطة ضعف في إدارة الرئيس جو بايدن. بحسب جيسون ميلر، المتحدث باسم حملة ترامب، يعتزم الرئيس السابق التركيز على عدة ملفات، منها قضية الهجرة غير الشرعية، والاقتصاد، والتعامل مع أزمة الحدود الأمريكية المكسيكية، وهي ملفات يرى ترامب أن إدارة بايدن، بقيادة هاريس، فشلت في معالجتها بشكل فعال.
 

ترامب

ترامب يُحمل هاريس مسؤولية القرارات الكارثية التي اتخذتها إدارة بايدن، وأبرزها انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وهو الانسحاب الذي أثار جدلاً واسعًا في الساحة السياسية الأمريكية، وأدى إلى تداعيات أمنية خطيرة. ومن المتوقع أن يستغل ترامب هذا الملف لاستهداف خبرة هاريس كقائدة سياسية، في محاولة لتعزيز صورته كقائد أقوى وأصلح لإدارة ملفات الأمن القومي والسياسة الخارجية​.

استعدادات ترامب للمناظرة: استغلال الخبرة والتجارب السابقة

على الرغم من أسلوبه الهجومي المعتاد، تشير حملة ترامب إلى أنه سيكون "على طبيعته" خلال المناظرة، مع التركيز على عرض سجله كرئيس سابق وسياسته التي أسهمت، وفقاً له، في تحسين الاقتصاد الأمريكي قبل جائحة كورونا. استعدادات ترامب تضمنت سلسلة من المقابلات الإعلامية الطويلة والقصيرة، بالإضافة إلى خطاباته الجماهيرية، التي يرى فريقه أنها ساعدته في التحضير لهذه المناظرة بطريقة غير تقليدية.

ماذا عن هاريس؟ مواجهة صعبة أمام جمهور متردد

كامالا هاريس

تواجه كامالا هاريس تحديًا مزدوجًا في هذه المناظرة. من جهة، يجب عليها الدفاع عن إنجازات إدارة بايدن، وفي الوقت نفسه تقديم نفسها كخيار مستقل قادر على قيادة البلاد. أحد أبرز التحديات التي تواجهها هاريس هو تقديم رؤيتها للناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، والذين يمثلون شريحة مهمة من الناخبين، خصوصًا مع التقارب الواضح بين ترامب وهاريس في استطلاعات الرأي الأخيرة​.

 

استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز أظهر أن 28% من الناخبين المحتملين يحتاجون إلى معرفة المزيد عن هاريس قبل اتخاذ قرارهم. هذا يعكس أهمية المناظرة بالنسبة لهاريس في تقديم نفسها بشكل أكثر وضوحًا، واستهداف تلك الشريحة التي لم تُحدد موقفها النهائي بعد.

استطلاعات الرأي: سباق محتدم في الطريق إلى البيت الأبيض

تشير آخر استطلاعات الرأي إلى تقارب كبير بين المرشحين. فوفقًا لاستطلاع أجرته شبكة Marist College، حصلت كامالا هاريس على دعم 49% من الناخبين، مقابل 48% لدونالد ترامب. هذه الأرقام تُظهر مدى احتدام المنافسة بين الطرفين، وتجعل من المناظرة حدثًا حاسمًا قد يلعب دورًا رئيسيًا في تغيير توجهات الناخبين.
 

ترامب وكامالا هاريس

أهمية المناظرة في توجيه دفة الانتخابات

لا يخفى على أحد أن المناظرات الرئاسية تشكل عاملًا مؤثرًا في السباق الانتخابي. بالنسبة إلى ترامب، ستكون هذه المناظرة فرصة لإعادة تسويق نفسه كقائد قوي، قادر على إعادة أمريكا إلى ما كانت عليه قبل فترة بايدن. أما بالنسبة إلى هاريس، فهي تمثل فرصة لإثبات قدرتها على القيادة وتقديم رؤية للمستقبل بعيدًا عن تأثيرات بايدن، خصوصًا مع ما أظهرته استطلاعات الرأي من أن نسبة كبيرة من الناخبين يرغبون في رؤية تغيير كبير عن إدارة بايدن.

التحديات المنتظرة: دور بايدن وتأثيره على المناظرة

قد تشكل إدارة بايدن نقطة ضعف بالنسبة لهاريس، حيث يُظهر استطلاع للرأي أن 61% من الناخبين يرون أن الرئيس المقبل يجب أن يمثل تغييرًا جذريًا عن بايدن. ويُرجح أن يكون هذا الملف أحد أبرز محاور المناظرة، حيث سيحاول ترامب تسليط الضوء على إخفاقات إدارة بايدن، بينما ستسعى هاريس للدفاع عن السياسات الحكومية وإبراز نجاحاتها.

 مناظرة قد تغيّر قواعد اللعبة

من المتوقع أن تكون مناظرة ترامب وهاريس لحظة فارقة في السباق الرئاسي لعام 2024. مع وجود ملايين الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم بعد، قد تكون هذه المواجهة فرصة لتحديد من سيقود الولايات المتحدة في السنوات المقبلة. ما سيجعل هذه المناظرة محط أنظار العالم هو أنها ليست مجرد مواجهة بين شخصين، بل هي اختبار حقيقي للقيادة والرؤية المستقبلية لأمريكا.

 

تابع موقع تحيا مصر علي