لماذا رفضت إسرائيل استقبال بوريل؟ جولة أوروبية في مصر ولبنان لبحث أزمات غزة
ADVERTISEMENT
يقوم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بجولة إقليمية مهمة تشمل مصر ولبنان، وسط توترات مع إسرائيل التي رفضت استقباله بعد انتقاده الحاد لسياسات إسرائيل في قطاع غزة. بوريل يسعى في هذه الجولة إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي ومناقشة الأزمة الإنسانية في غزة.
مصر في طليعة الزيارة: دعم الوساطة الإقليمية
من القاهرة، يبدأ جوزيب بوريل جولته في الشرق الأوسط غدا بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من المسؤولين المصريين. بوريل يهدف من زيارته إلى تعزيز الدور المصري في الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، حيث تُعتبر مصر من الأطراف الفاعلة التي تلعب دورًا رئيسيًا في محاولات إنهاء الصراع العسكري الدائر منذ شهور.
كما من المقرر أن يقوم بوريل بزيارة ميدانية إلى معبر رفح الحدودي مع غزة، في خطوة تعكس اهتمام الاتحاد الأوروبي بالأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. وقال مكتب بوريل في بروكسل إن "الاجتماعات مع الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة" تتصدر جدول أعماله، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تقديم الدعم للمبادرات الدبلوماسية التي تحاول إيجاد حل للأزمة المستمرة.
لبنان: الاستقرار والدعم الأوروبي
بعد اختتام زيارته لمصر، سيتوجه بوريل إلى لبنان حيث سيعقد سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين اللبنانيين، بمن فيهم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش جوزيف عون. الهدف من هذه الزيارة هو تقديم الدعم الأوروبي لاستقرار لبنان الذي يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد.
وسيتناول بوريل أيضًا مسألة دعم لبنان في ظل التأثيرات الإقليمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتشمل الاجتماعات مباحثات حول كيفية تعزيز دور لبنان في المنطقة ومساعدته على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة. ومن المقرر أن يعقد مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب لمناقشة نتائج هذه اللقاءات.
خلفية التوتر مع إسرائيل: رفض استقباله
جولة بوريل تأتي في ظل توتر واضح مع إسرائيل، التي رفضت استقباله على خلفية انتقاده العلني للحرب الإسرائيلية على غزة. بوريل كان قد أدلى بتصريحات ندد فيها بسياسات إسرائيل في القطاع، مشيرًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية تسببت في "مجاعة ونقص في الأدوية والمياه" داخل غزة، وهو ما أثار غضب المسؤولين الإسرائيليين.
إسرائيل بررت رفضها لاستقبال بوريل بأن انتقاداته تجاهلت "حقها في الدفاع عن نفسها" في مواجهة هجمات حركة حماس، حيث بدأت الحرب بعد هجوم الحركة على المدن الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023. بوريل من جهته أكد في تصريحاته السابقة أن الحرب تسببت في كارثة إنسانية في غزة، داعيًا إلى ضرورة وقف القتال وتقديم الدعم الإنساني العاجل للمدنيين الفلسطينيين.
ماذا تعني هذه الجولة للاتحاد الأوروبي؟
زيارة بوريل تعكس الجهود الأوروبية لتعزيز دورها في القضايا الشرق أوسطية المعقدة، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى لعب دور أكبر في إيجاد حلول للصراعات المستمرة، سواء من خلال دعم الوساطة أو تقديم المساعدات الإنسانية. كما تعكس الزيارة انقسامًا دوليًا حول كيفية التعامل مع الأزمة في غزة، خاصة في ظل مواقف الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل في حقها بالدفاع عن نفسها، بينما تواصل أوروبا انتقادها للعمليات العسكرية الإسرائيلية.